في الثامن من نوفمبر المقبل تنتهي مرحلة فقدان الثقة في العلاقات الخليجية ـ الأمريكية، وتبدأ مرحلة جديدة ستكون الفوضى سمتها الرئيسة، ولا يستبعد أن يكون هناك شكل من أشكال الصراع السياسي العلني فيها مع تزايد احتمالات هيمنة نزعات الإسلاموفوبيا، والعربوفوبيا، والزينوفوبيا على السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.
أهمية هذه الانتخابات أنها تأتي عقب نشر الفوضى في المنطقة واستقرارها، ولا يبدو أن المترشحين الأمريكيين الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية هيلاري كلينتون يرغبان في معالجتها أبداً في ظل تزايد النزعات المتطرفة والانعزالية في السياسة الخارجية الأمريكية.
إذا فازت كلينتون وصارت أول امرأة ترأس الولايات المتحدة الأمريكية فإنه لا يتوقع أن يكون هناك تغيير جذري في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والخليج على وجه الخصوص. حالة القلق وفقدان الثقة ستستمر، والأزمات المنفردة ستتواصل دون توقف، والمحصلة أن العلاقات الخليجية ـ الأمريكية ستتسم بالكراهية المتبادلة تدريجياً.
ما يؤكد ذلك، أن المترشحة الرئاسية الديمقراطية كلينتون من أبرز الشخصيات التي هندست الفوضى الخلاقة خلال فترة توليها وزارة الخارجية، ونتذكر مواقفها جيداً خلال الفترة من نهاية 2010 ـ 2011.
أما المترشح الرئاسي الجمهوري ترامب، فإنه مثال على الراديكالية الأمريكية الجديدة بمواقفه المتطرفة القائمة على الزينوفوبيا، لكن ما يميزه أنه يختلف عن بقية الساسة الأمريكيين الذين تولوا سابقاً سدة البيت الأبيض من حيث صراحته، وشجاعته بإعلان مواقفه السياسية. مع ذلك يتوقع أن تشهد السياسة الخارجية الأمريكية تحولاً جذرياً إذا تولى ترامب الرئاسة، فمواقفه المتشددة تكشف عن ذلك صراحة، وليس معروفاً كيف سيتمكن من التوفيق بين فكرة عزل الأراضي الأمريكية عن المهاجرين، والتدخل في بعض المناطق وزيادة حدة الصراعات الإقليمية والدولية.
القضايا الأساسية التي أثارها المترشحان كلينتون وترامب خلال فترة الحملة الانتخابية بينت توافقاً لافتاً حول ثلاث قضايا فقط، وهي التعامل مع إسرائيل، والسعودية، إضافة إلى داعش.
معهد بروكينغز الأمريكي أصدر تقريراً مطلع العام الجاري، حذر فيه مترشحي الرئاسة المساس بالعلاقات الخليجية ـ الأمريكية، وأكد أن «الحفاظ على علاقات مستقرة وفعالة ومثمرة مع دول مجلس التعاون الخليجي» يعد أمراً ضرورياً لزيادة القوة العسكرية الأمريكية في المنطقة، خصوصاً وأن هذه الدول تستضيف قواعد عسكرية لواشنطن.
دول مجلس التعاون الخليجي أمام عدة احتمالات مع اقتراب موعد الرئاسة الأمريكية، لكن المخاوف الأساسية هي فقدان الثقة المتبادلة، وتطورها إلى كراهية متبادلة قريباً، مما يعني مستقبلاً سيئاً للعلاقات.
يوسف البنخليل- الوطن البخرينية-