غادر قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، والذي أعلن عن تشكيله قبل 10 أيام في عدن، السعودية، متجهين إلى أبوظبي، في زيارة لم يكشف عن أسبابها.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لمحافظ عدن السابق اللواء «عيدروس الزبيدي» رئيس المجلس، ونائبه الوزير السابق «هاني بن بريك»، المقربين من الإمارات، خلال استقلالهما طائرة خاصة، من الرياض إلى أبوظبي.
تجاهل سعودي
وعلى مدار أسبوع كامل، وبحسب مستشار وزير الإعلام اليمني «مختار الرحبي»، فإن «الزبيدي» و«بن بريك»، لم يلتقيا أحدا من المسؤولين السعوديين، خلال تواجدهم في الرياض.
وقال «الرحبي» في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «عيدروس وبن بريك حتى الآن لم يلتقيا أحدا.. ما يزالا في الفندق ينتظران موعدا مع أحد المسؤولين على خلفية إعلان مجلس انتقالي خارج عن إطار الشرعية».
وأضاف في تغريدة أخرى: «كل ما ينشر عن لقاءات وصفقات واتفاقات على خلفية إعلان مجلس عيدروس وشركائه الانقلابي غير صحيح»، وتابع: «الرجل ينتظر موعد لقاء قيادات سعودية».
وهو ما رد عليه «بن بريك»، بالتغريد من جديد، مهاجما الشرعية، ورافضا لقرار إقالته الصادر من الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» في 27 أبريل/ نيسان الماضي..
وقال في تغريدات، مخاطبا الشرعية: «بإمكانهم احتواء من كان مع عفاش حتى غزو عدن والجنوب، ولازال في خدمته واحتواء من مع الحوثي، أما رجال الميدان فقد سببوا لهم عقدة النقص فهيهات». في إشارة إلى رفضه العدول عن «المجلس الجنوبي الانتقالي» المعلن عنه.
وأضاف: «لن ينسى الجنوبيون من شبه حشودهم بعصابات الحوثي الإجرامية ذلك محال، ومن الحماقة الرعناء أن تعتقد أن من سقى الأرض بالدم سيترك نضاله للجبناء»، بحسب «يمن برس».
كما أشاد بالتظاهرة التي خرجت في شبوة اليمنية، المناوئة للشرعية، والمؤيدة للمجلس الجنوبي.
ويوصف «بن بريك»، بأنه «الرجل الأقوى على الأرض»، وبأنه مقرب من الإمارات العربية المتحدة، واعتبر مؤيدون له أن قرار إقالته يخدم جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
وفي تغريدة سابقة عبر حسابه على موقع «تويتر»، قال «بن بريك»: «لم نستأذن مخلوقا في تقرير مصيرنا، وأرضنا بيدنا، وسنموت دونها، وخلفنا شعب بإرادة لا تقهر ولن نخضع إلا لله».
وحديث «الرحبي»، وهجوم «بن بريك» يؤكد ما ناقلته وسائل إعلام يمنية عن قيام السعودية بوضع «الزبيدي»، و«بن بريك» قيد «الإقامة الجبرية» إثر استدعاؤهما إلى العاصمة الرياض، الجمعة 12 مايو/ أيار الماضي، وهو الأمر الذي لم يصدر عنه حتى الساعة تعقيب رسمي من السعودية يؤكد أو ينفي صحة تلك الأنباء.
كما تنفي ما تناقلته وسائل إعلام، عن رضوخ «الزبيدي» و«بن بريك» للشرعية والتزامهما بتنفيذ قرارات «هادي» القاضية بإقالتهما من منصبيهما، عقب لقاء مستشارين لـ«هادي» في الرياض، والزعم بأنهما سيعلنان حل المجلس الانتقالي الجنوبي.
أزمة قرارات «هادي»
يشار إلى أنه في 27 أبريل/ نيسان الماضي، أقال الرئيس اليمني «الزبيدي» و«بن بريك»، وهما من أهم رجال الإمارات في الجنوب اليمني.
وأثارت إقالة «بن بريك» و«الزبيدي» امتعاض وسخط قادة إماراتيين، ووصلت إلى ذروتها بهجوم حاد شنه الفريق «ضاحي خلفان» نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، على «هادي»؛ حيث طالب بتغييره، زاعما أنه رئيس «يفرق ولا يجمع، وأنه سبب أزمة اليمن».
وبعد أيام من إقالة «بن بريك» و«الزبيدي» خرجت مظاهرة حاشدة في عدن نظمها أنصار «الحراك الجنوبي» للاحتجاج على الخطوة، وصدر عنها ما سُمى بـ«إعلان عدن التاريخي»، القاضي بتفويض «الزبيدي» بتشكيل مجلس سياسي لإدارة المحافظات الجنوبية.
وبالفعل أعلن محافظ عدن المقال، الخميس قبل الماضي (11 مايو/ أيار)، عن تشكيل ما يسمى بالمجلس الانتقالي لإدارة شؤون الجنوب ضم 26 شخصية برئاسته ونائبه «بن بريك»، وهي خطوة فسرها مراقبون بأنها انقلاب إماراتي واضح على «هادي».
وفي تحد للسعودية وتحالف الشرعية، كشف «حمد المرزوعي» الإعلامي الإماراتي المقرب من حكام البلاد، قرب فتح مكتب تمثيلي للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي في اليمن، في أبوظبي.
وعلى الرغم من عدم تحديد «المرزوعي»، ماهية العاصمة العربية، ولا موعد فتح هذا المكتب، إلا أن مراقبين قالوا إنها أبوظبي، كون أن المجلس الانتقالي الجنوبي، مدعوم إماراتيا.
كما قدم الأكاديمي والمفكر السياسي الإماراتي «عبد الخالق عبد الله»، المقرب من السلطات الإماراتية، 5 مقترحات، اعتبرها حلا للم الشمل جاءت على النحو التالي: «الاعتراف بالحكومة الشرعية كجهة الاختصاص من الجميع، وإيجاد آلية مؤسسية واضحة لضبط قرارات الرئيس هادي». وتضمنت الاقتراحات «عودة عيدروس (الزبيدي) كمحافظ لعدن، وتجميد عمل المجلس الانتقالي الذي أعلن عنه في الجنوب مؤقتا»، فضلا عن «استفتاء بإشراف أممي في الجنوب لتحديد مستقبله بعد انتهاء عاصفة الحزم والأمل».
واعتبر المراقبون، أن هذه الاقتراحات، هي شروط الإمارات للتراجع «المؤقت» عن مساعيها وأجندتها في اليمن، والتي تهدف إلى انفصال الجنوب.
وبحسب مراقبين، فيجب أخذ هذه التسريبات والاقتراحات على محمل الجد، مشيرين إلى أن الإمارات كثيرا ما تسرب توجهاتها عبر ناشطين وسياسيين وإعلاميين موالين لها، في كثير من القضايا، وخصوصا الشأن اليمني.
وتأتي هذه التسريبات، في الوقت الذي تحتضن أبو ظبي، لقاءات لقيادات جنوبية، انخرطت ضمن ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي»، والذي أعلنت الشرعية، وكذا مجلس التعاون ومنظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، رفضها القاطع له، باعتباره يمس سيادة اليمن، ووحدته، ويصب في مصلحة الانقلاب، ومن وراءه إيران.ش
ويسبق هذه التسريبات، انتقادات لاذعة ورفض إماراتي للقرارات التي أصدرها الرئيس «عبد ربه منصور هادي» مؤخرا، وقضت بإقالة محافظ عدن «عيدروس الزبيدي»، ووزير الدولة «هاني بن بريك»، المدعومين من الإمارات، والذين شكلا لاحقا المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة «الزبيدي»، في حين شغل «بن بريك» منصب النائب.
ومنذ الجمعة قبل الماضي، بدأت السعودية، تحركات لاحتواء الأزمة السياسية المتعلقة بتشكيل «المجلس الانتقالي» لإدارة المحافظات الجنوبية، وذلك بعد ساعات من دعوة أطلقها رئيس الحكومة اليمنية «أحمد عبيد بن دغر»، لدول التحالف العربي لـ«الخروج عن صمتها تجاه ما يحدث في المناطق المحررة، وخصوصا مظاهر الأزمة في عدن»، لافتا إلى أنه «باستطاعة التحالف السيطرة عليها».
ومنذ قرارات إقالة «الزبيدي» و«بن بريك»، تبنت وسائل إعلام الإمارات، حملات إعلامية موجهة ضد «هادي»، ومؤيدة للخطوات التي اتخذها الانفصاليون في الجنوب، بالرغم من التطمينات السعودية للشرعية بخصوص ما يحدث في الجنوب، وخصوصا الدور الإماراتي.
وشهدت الفترة السابقة، دور بارز للإمارات في تغذية التوجهات المناطقية في المحافظات الجنوبية، إضافة إلى تأسيس هوية وعقيدة عنصرية للقوات التي تم تشكيلها في الجنوب، وبما يشكل طعنة في خاصرة الوحدة والشرعية.
وكالات-