لا تزال ردود الافعال حول تصريحات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الثلاثاء الماضي عبر وكالة الأنباء القطرية تتوالى، والتي ذكر فيها أن إيران قوة كبرى تضمن استقرار المنطقة، وتمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله على حد قوله، محذرا مما سماه التصعيد معها، وما أعلنته وكالة الأنباء القطرية عن سحب سفراء الدوحة من مصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت.
وفيما امتدح أمير قطر علاقة بلاده بإسرائيل، شكك في توجهات الإدارة الأمريكية الحالية تجاه قطر، واصفا إياها بغير الإيجابية، مؤكدا أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي، وأشار إلى أن قاعدة العديد تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، داعياً مصر، الإمارات والبحرين إلى مراجعة مواقفهم المناهضة لقطر -على حد تعبيره-.
حصانة قطر
وشدد أمير قطر على أن العلاقة مع الولايات المتحدة قوية ومتينة رغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأمريكية الحالية، مع ثقتنا أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي، وأشار إلى أن قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة -على تغييره-، وفي تصعيد من جانب دولة قطر، أفاد حساب وكالة الأنباء القطرية، عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، بأن «وزير الخارجية يؤكد وجود مؤامرة لتشويه سمعة قطر من السعودية ومصر والإمارات والبحرين والكويت على حد ذكر التغريدة.
مزاعم الجزيرة
وذكرت وكالة الأنباء القطرية، أن «وزير الخارجية يعلن سحب سفراء قطر من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، وطلب قطر مغادرة سفراء هذه الدول خلال 24 ساعة»، حسبما ورد في الحساب.
وهاجمت وسائل إعلام عربية التصريحات القطرية وكذبت مزاعم قناة الجزيرة باختراق موقع الوكالة القطرية.
وأضافت: انه لا ينبغي نسيان أن طرح المسؤولين القطرين تصريحات ضد المملكة العربية السعودية ليس جديدا، ومن ذلك على سبيل المثال، فإن تسريب مكالمة هاتفية بين حمد بن جاسم وزير خارجية قطر السابق ومعمر القذافي الديكتاتور الليبي السابق، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في ذلك الوقت.
واشار محللون الى ان قطر تحاول إعادة تعريف دورها عبر تشكيل تحالفات جديدة في المنطقة ويمكن تفسير هذا من خلال علاقاتها الجيدة مع تركيا وروسيا وسعيها للتقارب مع إيران، بدليل أن أمير قطر كان من بين قادة الدول العربية الذين، هنأوا الرئيس حسن روحاني وطالب بتعزيز العلاقات مع إيران، واثارت التصريحات استهجان المراقبين، لما انضوت عليه من شق للصف العربي، عندما اعتبرت الدوحة «حزب الله» بأنه حزب مقاوم.
صمت رسمي
وقال مراقبون: إن تصريحات أمير قطر غير موفقة ولا تصب فى المصلحة القطرية وانما تزيدها تعقيدا مع دول الجوار، واوضحوا إن نشر التصريحات المنسوبة لأمير قطر عن علاقة بلاده الجيدة بإيران وحزب الله اللبنانى وإسرائيل، على كافة منصات وكالة الأنباء القطرية يبعد فرضية الاختراق، فيما التزم الديوان الأميرى والخارجية القطرية الصمت تجاه الحديث الذى بثته وكالة أنبائها.
عزل إيران
واضافوا: ان تصريحات أمير قطر مراهقة سياسية، ولا تنم على عمق وادارك العمل السياسي المتبع.
واتفقوا على ان النتائج المذهلة للقمم التاريخية التى احتضنتها المملكة مؤخرا ونجاحها في عزل إيران ومحاصرة التطرف والإرهاب وتعميق العلاقات والشراكات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية اوجعت البعض، لتطل قطر مجدداً بعبث سياسى دون ادراك عواقبه تمثل في بث تصريحات متناقضة عبر وكالة الأنباء القطرية، وبعد 40 دقيقة يتم نفيها بشكل غير منطقي عبر شخصيات رسمية قطرية بدعوى اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية الرسمي.
تحالف سري
وكشفت التصريحات القطرية المستور وعرّت الموقف القطري، خصوصا مع اعتبار أمير قطر «إيران قوة كبرى تضمن استقرار المنطقة، وتمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها».
وكشف التصريحات ارتباط قطر الإستراتيجي بالنظام الإيراني، وتحالف الدوحة وطهران السري الذي ظهر للعلن، لضرب التضامن العربي والوحدة الإسلامية الذي تجلى بامتياز في «قمم العزم يجمعنا» في الرياض الأسبوع الحالي، التي عزلت إيران ليس فقط إسلاميا بل عالميا، خصوصا أن قطر شاركت في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، واعتمدت إعلان الرياض الذي ندد بدور إيران الإرهابي وتدخلاتها في المنطقة.
اليوم السعودية-