في البدء دعوني أضع علامة استفهام صغيرة، لاحظت أن عددا من معتادي قذف الكتاب والحقوقيين في السعودية، وشتم كل من يفكر أن يشير إلى حق من حقوق المرأة السعودية أو حتى الأسرة السعودية بالترفيه هم من يصطفون مع قطر اليوم بطريقة تثير الريبة حتى إنهم جعلوا هذا الخلاف السياسي بسبب ديني.
المرأة تقود في الدوحة، ونانسي عجرم تغني في الدوحة، ونساء السلطة العليا هن مديرات الموضة والجمال في الخليج كله، وأول امرأة تدير النساء والرجال في جامعة خليجية هي دكتورة قطرية، أي أن قطر دولة بملامح علمانية لا علاقة لها بالدول الدينية التي يحميها هؤلاء ويصرخون علينا كل يوم باتهامنا بالكفر أو الفساد بمجرد أن مجموعة أرادت أن تسمع محمد عبده في الرياض، أم أن عين الرضا عن كل عين كليلة؟!
قطر دولة ليست شقيقة، بل هي نحن ونحن هي، والعرب تقول إن «الدم يحن»، أي أن أي خلاف لن يطول، وستعود المياه إلى مجاريها، لكن أحيانا تحتاج أن تصلح المسار لتعود المياه إلى الجريان كما يجب، ومسار مياه قطر كان دائماً يميل ويحتاج إلى تصحيحه.
عندما يقف العالم كله ضد إيران، وتبدأ أولى خطوات أخيك في تفكيك إرهابها، وتخرج أنت لتثني بلا أدنى سبب على بلد إجرامه بين وواضح، ثم تنشر في إحدى صحفك مقالا لوزير هذا البلد يتهم جارتك الكبرى بالإرهاب، ما المعنى خلف ذلك؟
عندما تجعل من قناتك الإعلامية الوحيدة بوقاً لتأجيج الشعب السعودي على حكومته وإهانة رجال لهم منزلتهم في السعودية لا نستطيع أن نفسرها إلا أنها رسائل كراهية تريد أن ننتهي كما انتهى العراق وغيره.
عندما تأوي مجموعة حاقدة تنفث سمها على السعودية كل يوم، وتشتم المجتمع وليس السياسة ولا نظاما معينا، بل مجتمع لا أستطيع أن أصدق أنك تحبني ليس على الأقل كما أحبك.
الملف القطري كبير جداً، وما يؤسف أن الإخوة في قطر لا يريدون فتحه رغم كل رسائل المودة التي يبعثونها اليوم.
إذا كنت تحبنا وتعتبرها مكيدة وترفض أي خلاف معنا فراجع حساباتك واضغط بشدة حتى ينعدل المسار.
الخطابات الإنشائية لم تعد مقبولة عند الحكومة السعودية، ما نريده شعباً وحكومة هو تصرف حقيقي وتغيير مادي ملموس، فلم يعد من الحكمة الصمت.
عزة السبيعي- الوطن السعودية-