"في 24 أيار/مايو، توجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى الفاتيكان وبروكسل بعد اختتام زيارته إلى الشرق الأوسط التي بدأت فى السعودية وانتهت في إسرائيل. وألقى الرئيس خطاباً في الرياض حول رؤيته للعلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين قبل أن يتوجه إلى القدس. وهناك، تعهّد باستئناف المحادثات العربية الإسرائيلية بعد لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عبّاس. ما هي رسالة الرئيس ترامب إذاً؟ وهل كانت الرحلة الشرق أوسطية ناجحة؟ هذان السؤالان طرحتهما الصحفية ليوني لاخاني من "سايفر بريف" على المستشار في معهد واشنطن دينيس روس الذي كان سابقاً مستشار لشؤون الشرق الأوسط لثلاثة رؤساء أمريكيين".
"سايفر بريف": ما كان برأيك هدف الرئيس ترامب من رحلته إلى الشرق الأوسط، وهل لاقت النجاح المرجو؟ كانت محطّته الأولى في المملكة العربية السعودية، فهل كانت محاولة لإعادة ترتيب العلاقات مع الحلفاء العرب التقليديين؟ لماذا اكتسبت أهميّة كبرى؟
دينيس روس: صُمّمت الرحلة لتُظهر بشكل رمزي الاختلاف عن الرئيس السابق باراك أوباما، لا سيّما لإظهار مواءمة الولايات المتحدة مع أصدقائها التقليديين. ويعني ذلك العرب السنّة البارزين والإسرائيليين. إنّ إعادة تأسيس الرابط والثقة مع العرب السنّة هو أمرّ ضروري لانخراطهم بصورة أكثر في الصراع ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». فالولايات المتحدة لا تستطيع تشويه سمعة تنظيم «داعش» - إن السنّة وحدهم قادرين على ذلك. وواشنطن بحاجة إليهم لتشويه سمعة هذه الأيديولوجية، وبحاجة إليهم أيضاً لتوفير إعادة الإعمار الضرورية بعد هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في الرقّة والموصل. كما تحتاج الولايات المتحدة إليهم في بذل المزيد من الجهود لمدّ اليد للحكومة العراقية من أجل دعمها.
"سايفر بريف": وجّه الرئيس أيضاً رسالة إلى جميع الأطراف بشأن مكافحة الإرهاب، هل كان ذلك كافياً؟
دينيس روس: وجّه الرئيس ترامب رسالة شاملة كانت تهدف أيضاً إلى القول بأنّ الولايات المتحدة شريكة ضدّ إيديولوجية بربرية. وبعباراته، إنّ هذا الصراع ليس بين حضارات أو معتقدات بل ضدّ إيديولوجية شرّيرة. وكانت هذه الرسالة واضحة جدّاً. إلّا أنّ الحوكمة الرشيدة مهمّة أيضاً، كما أنّ ضمان هذه الحوكمة ووجود شعور بالأمل هما عقاران مضادان أساسيّان للتصدي للإرهاب. لذلك، سيكون من الضروري متابعة هذا الخطاب وفي هذه المنتديات الجديدة.
"سايفر بريف": لم يلتقِ الرئيس ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فحسب، بل بالرئيس الفلسطيني محمود عبّاس أيضاً. ويعتبر نفسه عاقد اتفاقات ملتزم بالتوصّل إلى اتفاق عربي إسرائيلي. وبطبيعة الحال يتطلّب الأمر أكثر من خطاب. هل تمّ إحراز أي تقدّم باتجاه استئناف محادثات هادفة نظراً لأنّ الإسرائليين والفلسطينيين لم يعقدوا أي محادثات منذ ثلاث سنوات؟
دينيس روس: ليس من الواضح ما إذا كان قد تمّ إحراز أي تقدّم، ليس بهدف إعادة إحلال المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، بل لوضع أسس لهذه المحادثات أيضاً، لكي يتمكنوا من التوصل إلى هدف ما إذا أعيد استئنافها. وسيكون الوقت هو الحكم في ذلك، لكن من المهمّ التمكّن من إظهار أن تجديد الدبلوماسية يرافقه خطوات ملموسة و/أو تصريحات من قبل الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب تظهر شيئاً مختلفاً هذه المرّة.
"سايفر بريف": تمّ التعبير عن وجهات نظر في وقت مبكر من [هذه] الإدارة أدت إلى إلهاب المشاعر في المنطقة وهي: نيّة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، على سبيل المثال. إنّ الأفعال هي أصدق تعبيراً من الكلمات. هل ترسل الإدارة الأمريكية الإشارات الصحيحة في الوقت الذي تجتهد فيه للتوصّل إلى نوع من الاتفاق؟
دينيس روس: يبدو أن الإدارة الأمريكية قد أعادت إصلاح العلاقات والثقة مع الإسرائليين والفلسطنيين والعرب في الوقت الراهن، وهذا أمر جيّد. وقريباً عليها أن تُظهر أنّ ذلك ينتج سلوكيات جديدة وتعاوناً جديداً.
"سايفر بريف": أين يجب أن يكون موقع الولايات المتحدة الآن في علاقاتها مع إيران؟
دينيس روس: لقد رفع [الرئيس الإيراني حسن] روحاني سلّم التوقّعات داخل إيران لدرجة سيصعب الوفاء بها. فهو يريد أن يضع حدّاً للعقوبات الأمريكية على المسائل غير النووية، ويتطلّب ذلك تغيير السلوك الإيراني في المنطقة وعلى صعيد حقوق الإنسان. هل يستطيع تغيير سلوك «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي»، واستخدامه للميليشيات الشيعية، وتصدير الأسلحة، والتهديدات التي تواجه الحكومات العربية في المنطقة؟ هل يستطيع تغيير دور السلطة القضائية في إيران وتوفير حريّات أكبر؟ لديّ شكّ بالأمر، لكنّ ينبغي على الإدارة الأمريكية إجراء تغييرات واضحة في هذه المجالات الأمر الذي سينتج ردود فعل إيجابية من قبل الولايات المتحدة.
دينيس روس- معهد واشنطن-