قد تكون دولة قطر الأكثر حظا من بين دول الخليج في حجم ما يكتب عنها من كلمات وسطور إيجابية في وسائل الإعلام السعودية، وفي نفس الوقت قد تكون دولة قطر لديها النصيب الأكبر من مقالات عتب في ظاهرة ليس سببها التناقض، ولكن في الحقيقة هذا انعكاس كون إعلامها أو بعض مؤسساتها تقوم بين فترة وأخرى ومن دون مناسبة بإفساد كل فرح خليجي. ورغم العلاقة العميقة بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر حكومة وشعبا، إلا أنه وللأسف لا تمر فترة طويلة حتى نرى خطوة قطرية أو خطوة مدعومة من قطر تقوم بتعكير صفو الأجواء.
وما حدث أخيرا رغم غرابته، إلا أن الكثير لم يستغربه من قطر. وقد يسأل الكثير لماذا هذا الزخم من الردود على دولة قطر من الإعلام السعودي في وقت الكل يعلم بأن الإعلام السعودي وبصورة عامة والكتاب بصورة خاصة دائما يتجنبون المساس أو الحديث بشيء من السلبية عن أي دولة خليجية. ولكن طفح الكيل في الفترة الأخيرة. وهذا ليس وليد صدفة أو أنه متعمد ولكن دائما ما نرى دولة قطر هي من يسبح ضد التيار وضد الكثير من المصالح الخليجية في وقت الكل في الخليج وخاصة المملكة هي أول من يقف في صف أي دولة خليجية. ولكن ما يحير المواطن الخليجي هو أن دولة قطر تراها تميل إلى دول تؤجج المشاكل في الخليج، وهنا أعني إيران، في وقت مصلحة قطر هي وضع اليد باليد مع شقيقتها الكبرى المملكة. والكل يعرف موقفها مما جرى في مملكة البحرين بداية الربيع العربي. وإضافة لذلك فدولة قطر تسعى دائما إلى استقطاب رموز غير مرغوب فيها في دولهم الخليجية. وهذا ما يحير الكثير من المواطنين في دول الخليج ليقوموا بطرح سؤال بسيط وهو ماذا تريد دولة قطر وماذا ترمي إليه. ولماذا إعلامها المباشر أو من تقوم بدعمه مسلط لتعكير الأفراح الخليجية. وأكثر من ذلك هو وضوح تغلغلها المتعمد للتأثير على مجريات الرأي العام. وقد رأينا ذلك واضحا من خلال كتابات وردود بعض الأقلام المشبوهة رغم أنهم من مواطنينا. فمعروف أن ما يخص تراب الوطن فلا يوجد شيء اسمه حياد. فيا دولة قطر لا تكوني من يفسد الأفراح الخليجية.
عبد اللطيف الملحم- اليوم السعودية-