وصل أمير دولة قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، اليوم الأربعاء، إلى دولة الكويت، للقاء أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، في زيارة تحظى باهتمام إعلامي كبير.
وعلى الرغم من أن الزيارة تأتي ضمن «تقليد سنوي» لتبادل التهاني بشهر رمضان المبارك، فإنها تحظى باهتمام إعلامي سياسي بالغ حول أهمية النتائج المرتقبة للزيارة في «رأب الصدع» الخليجي، في ظل الحديث عن مساع كويتية لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة التي نشبت في الفترة الأخيرة، بشأن التقارب القطري مع إيران.
وكانت وسائل إعلام سعودية وإماراتية، نقلت تصريحات «مغلوطة» على لسان أمير قطر من وكالة الأنباء القطرية (قنا)، سرعان ما كذبتها دولة قطر، مؤكدة تعرض موقع وكالتها الأنباء الرسمية إلى «قرصنة»، وصفها وزير الخارجية القطري «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني» بأنها «جريمة الكترونية»، يتم التحقيق بشأن المتورطين فيها لمتابعتهم قضائياً.
وتأتي زيارة أمير إلى قطر، بعد تلقيه في وقت سابق اتصالا هاتفيا من أمير الكويت؛ وقالت وكالة الأنباء القطرية إنه «جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين وأوجه دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول خليجي قوله إن «أمير الكويت عرض أثناء محادثة هاتفية مع الشيخ تميم التوسط لاستضافة محادثات لضمان عدم تصعيد الخلاف».
واستقبل أمير قطر، السبت الماضي، الشيخ «صباح خالد الحمد الصباح» النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت، و«استعرضا خلالها العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل تنميتها وتطويرها»، حسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وتضاعفت التكهنات بوجود مبادرة كويتية لـ «رأب الصدع» بعد الأزمة التي تسبب فيها نقل تصريحات «مكذوبة» لأمير قطر، عقب تصريحات لوزير الخارجية الكويتي «خالد الجار الله»، وصف فيها تصريحات وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي الخميس الماضي، بشأن «اختراق» موقع وكالة الأنباء القطرية، بـ «الإيجابية».
وقال «الجارالله»، خلال احتفال السفارة الروسية في الكويت باليوم الوطني، إن دول مجلس التعاون الخليجي تسعى إلى تعزيز وتطوير ودعم العلاقات فيما بينها. لافتاُ إلى أن بلاده لم ولن تتوقف في رأب أي صدع خليجي.
وأوضح أن الكويت تتابع باهتمام بالغ التطورات المؤسفة التي جاءت بعد التصريحات المفبركة لأمير قطر، مشدداً على أن «عراقة تجربة دول التعاون قادرة على استيعاب مثل هذه الأمور وغيرها». قائلا إن «منظومة مجلس التعاون صلبة، وقادرة على مواجهة الظروف الصعبة بحكمة قادتها، التي تمكّننا من احتواء أي تداعيات سلبية لهذه التطورات».
وكان الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، صرح بأنه أبلغ الشيخ «تميم» في محادثة هاتفية أن طهران مستعدة لمحادثات مع الدول العربية من أجل التوصل إلى «اتفاق حقيقي نحو السلام والإخاء». ورد أمير قطر عليه بأن المحادثات بين إيران ودول الخليج يجب أن تستمر، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية.
ولم تصدر أي تصريحات رسمية قطرية بشان ما تناقلته وسائل إعلام عن «وساطة» تقوم بها الكويت، لكن وزير الخارجية القطري الشيخ «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني»، كان قلل من خطورة ما حدث على مستقبل وحدة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، حيث قال خلال المؤتمر الصحفي الخميس الماضي إن «قطر أبقت دوما على علاقات ودية وأخوية مع دول الخليج، لأننا نؤمن أن مصيرنا واحد، ونتأثر بالأزمات التي تحيط بمنطقتنا كلنا، ولا علاقة لما يحدث بأزمة العام 2014»، مستشهدا بأن «قمم الرياض قبل يومين من الهجوم الالكتروني سادتها نقاشات إيجابية بشأن علاقات قطر بدول مجلس التعاون، وإن كان هناك أمر آخر، فنحن لا علم لنا به»، لافتاً إلى أن «قطر تفضل دوماً الإبقاء على علاقات قوية وأخوية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وأن الظروف الحالية، وما يحيط بالمنطقة من أزمات إقليمية، يدفع لأن تبقى دول المجلس موحدة، وتتغلب على المشاكل الصغيرة الثنائية، مشدّدا على أن بلاده لا تنظر إلى ما حدث على أنه كبير ومهم».
واندلعت الأزمة بين قطر ودول خليجية (السعودية والإمارات) في أعقاب اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية مساء الثلاثاء الماضي، ونشر تصريحات كاذبة منسوبة لأمير البلاد الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني».
واعتبرت وسائل إعلام قطرية مسارعة وسائل إعلام سعودية وإماراتية لنشر تلك التصريحات بعد دقائق من اختراق الوكالة القطرية، ثم تبينها لتلك التصريحات وتكرارها، رغم نفي الدوحة مرارا لصحتها، على لسان أكثر من مسؤول وعبر أكثر من بيان، «مؤامرة» تم تدبيرها لقطر تستهدف النيل من مواقفها، والضغط عليها لتغيير سياستها الخارجية.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها قطر للوساطة الكويتية. لحل أزمتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، فقد سبق للكويت أن أخرجت الدوحة من أزمة مماثلة عام 2014 حيث قامت السعودية الإمارات والبحرين بسحب سفرائها احتجاجا على دعم قطر لثورات الربيع العربي وجماعة الإخوان المسلمين في مصر وليبيا.
وعانت العلاقات بين قطر وبعض دول مجلس التعاون الخليجي توتراً استمر 8 أشهر بسبب دعم قطر لجماعة «الإخوان المسلمين» ورئيسها الذي أطيح به في انقلاب عسكري «محمد مرسي»، في منتصف يوليو/تموز 2013.
وانتهى الخلاف بعدما قال دبلوماسيون وقتها، إن قطر تعهدت للإمارات بعدم السماح للإخوان بالعمل من أراضيها.
وكالات-