«جزى الله الشدائد كل خير.. عرفت بها صديقي من عدوي»، وقد ثبت المرة بعد المرة أين يقف الحزبيون السعوديون، وهنا أعني أتباع التنظيم الدولي للإخوان من السعوديين، ورفقاءهم السروريون، عندما تدلهم الخطوب، فالحزبيون السعوديون أعلنوا عداءهم لبلدهم، أيام غزو صدام حسين للكويت، ووقفوا مع صدام، بما في ذلك اخونج الكويت، الذين لو تمكن صدام من مواصلة احتلاله لبلدهم -لا سمح الله- لنكل بهم، واستعبدهم، وربما قطع آذانهم، كما كان يفعل دوما بغير المنتسبين لحزب البعث البائد، وكان موقف الحزبيين صادما لشعوب الخليج، التي لم تكن تتخيل أن يتحالف من يزعمون التدين مع ديكتاتور مجرم يحتل بلادهم، ثم واصل الحزبيون تحالفاتهم مع كل من يعادي بلادهم، وهم لا يملكون الحد الأدنى من الحياء، فهم يتلونون، ويمتهنون الكذب، ويساندهم في ذلك رموز حزبية، تتغلغل في بعض مفاصل الدولة نهارا، وتجتمع مع الحزبيين في الغرف المغلقة ليلا.
ولأن الكائن الحزبي مجبول على الولاء للتنظيم، والغدر والخيانة لكل من هو ليس حزبيا، فقد سارع الحزبيون السعوديون لدعم التثوير الاوبا-اخواني، أو ما أطلق عليه الإعلام الغربي مسمى الربيع العربي، فرأينا حزبيا سعوديا يصرخ مباركا في ميدان التحرير بالقاهرة، وحزبيا آخر يحزم حقائبه، معلنا أنه سيسكن في خيمة بميدان التحرير، وقد فضح سيف الإسلام القذافي الحزبيين السعوديين، الذين كانوا، قبل الثورات، يزورون ليبيا، وتونس، ويمدحون القذافي وابن علي، ويحصلون على أكياس من الدنانير، ثم لما قامت الثورات أعلنوا وقوفهم مع الثورات، بل أخذوا يشتمون القذافي، الذي كانوا يمدحونه قبيل ذلك بأشهر.
إن من يطلب من حزبي أن يكون مخلصا لبلاده، فهو يطلب المستحيل، فالتنظيمات الإسلاموية لا تعترف بالأوطان، وتلغي قيمة الفرد، وبالتالي فالحزبي كائن مسير، ويتساوى في ذلك الإخواني التقليدي الصريح، والإخواني المتلون ( البنائي)، والإخواني القطبي الدموي، والسروري، وهو الأخطر، إذ هو يتلبس بالسلفية، ولكنه حزبي حركي خطر، فمظهره سلفي وماكينته إخوانية، ولدينا في المملكة كل هذه الأشكال الحزبية، وقد كان من صالح الوطن أن مررنا بأزمة سياسية مع دولة قطر، ليفضح الحزبيون أنفسهم، فقطر هي الدولة التي تؤوي الأب الروحي لحركات التأسلم السياسي، يوسف القرضاوي، كما أنها الداعم الرئيس - ماليا ومعنويا- للحزبيين السعوديين، واسأل منفذ سلوى ومطار الدوحة، وستجد العجب العجاب، وهذا يستحق تفصيلا أكثر، بعد أن أعلن الحزبيون السعوديون وقوفهم مع قطر ضد المملكة، وبشكل واضح وصريح لا يقبل اللبس!.
د. أحمد الفراج- الجزيرة السعودية-