علاقات » خليجي

الدعم الافتراضي لـ«ترامب» وراء التهور السعودي الإماراتي ضد قطر

في 2017/06/06

قطعت عدد من الدول العربية ومنها السعودية ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر متهمة إياها بزعزعة استقرار المنطقة. وتقول هذه الدول أن قطر تدعم الجماعات المسلحة بما فيها تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية وهو ما تنكره قطر.

وتعتبر هذه الخطوة غير المسبوقة انقساما كبيرا بين دول الخليج، الي تعد أيضا من حلفاء الولايات المتحدة.

وقد اتهم البيان السعودي قطر بالتعاون مع «الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران" في المنطقة الشرقية المضطربة في القطيف وفي البحرين».

ماذا الذي حدث؟

بدأت البحرين بذلك ثم تبعتها السعودية والإمارات ومصر واليمن والحكومة الليبية التي تتخذ من شرق ليبيا مقرا لها وحذت المالديف حذوهم.

وأعطت السعودية والإمارات والبحرين لجميع الزوار والمقيمين القطريين مهلة أسبوعين لمغادرة أراضيهم. كما حظرت الدول الثلاث على مواطنيها السفر إلى قطر.

ومع ذلك، تقول السعودية أنها ستظل تسمح للقطريين بالمشاركة في الحج.

وحتى الآن، لم يكن هناك أي مؤشر أو دليل على تحركات مضادة من جانب قطر.

وقالت شركات الطيران من بعض هذه الدول بما فيها مصر للطيران والاتحاد للطيران أنها ستلغي رحلاتها من وإلى الدوحة .

وقال حلفاء الخليج أنهم أغلقوا مجالهم الجوي أمام الخطوط الجوية القطرية التي علقت جميع رحلاتها إلى السعودية

وتم طرد قطر من التحالف العربي الذي يقوده السعوديون ضد المتمردين الحوثيين.

لماذا حدث هذا؟

في حين أن قطع العلاقات كان أمرا مفاجئا، إلا أنه لم يكن مستبعدا، حيث كانت التوترات موجودة منذ سنوات، وخاصة في الأسابيع الأخيرة.

قبل أسبوعين، قامت مصر والسعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة بإغلاق المواقع الإخبارية القطرية، بما في ذلك الجزيرة. بسبب تعليقات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي انتقد السعودية في تصريحات ظهرت على وكالة الأنباء القطرية.

وأنكرت الحكومة في الدوحة التعليقات باعتبارها وهمية، وقالت إن وكالة الأنباء الخاصة بها تمت قرصنتها.

وفي عام 2014، سحبت السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من قطر لعدة أشهر احتجاجا على التدخل المزعوم في شؤونهم.

و دفع عاملان رئيسيان باتجاه قرار يوم الاثنين: علاقات قطر مع الجماعات الإسلامية، ودور إيران، المنافس الإقليمي للمملكة العربية السعودية.

وفي الوقت الذي انضمت فيه قطر إلى التحالف الأمريكي ضد داعش، نفت الحكومة القطرية مرارا وتكرارا اتهامات الزعماء العراقيين الشيعة بأنها قدمت دعما ماليا لتنظيم الدولة الإسلامية.

واتهم البيان السعودي قطر بدعم هذه الجماعات وكذلك جماعة الإخوان المسلمين الإسلامية المحظورة في دول الخليج كمنظمة إرهابية. ولكن المملكة العربية السعودية نفسها هي الداعم الرئيسي للمتمردين الإسلاميين، بما في ذلك الجماعات الجهادية المتشددة، في سوريا.

وقال المحلل الخليجي «كريستيان أولريشسن» لوكالة رويترز للأنباء «يبدو أن السعوديين والإماراتيين يشعرون بجرأة بسبب تواؤم مصالحهم الإقليمية مع إدارة ترامب تجاه إيران والإسلاميين».

«لقد قرروا التعامل هكذا مع قطر بافتراض أنهم سيحصلون على دعم ترامب».

واتهمت السعودية بتمويل تنظيم الدولة الإسلامية إما بشكل مباشر أو عن طريق عدم منع الجهات المانحة الخاصة من إرسال الأموال إلى المجموعة،  وهي ادعاءات تنكرها أيضا. وفى الأيام الأخيرة تعرضت أيضا رئيسة الوزراء البريطانىة «تيريزا ماي» لضغوط من منافسي الانتخابات لنشر تقرير يعتقد أنه يركز على تمويل للمجموعات المتطرفة من قبل السعودية.

ما هي ردة الفعل؟

يذكر أن قطر التي من المقرر أن تستضيف كأس العالم لكرة القدم عام 2022، انتقت هذا القرار. وقد قالت وزارة الخارجية ان القرارات «لن تؤثر على الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين».

وقد حث وزير الخارجية الأمريكى «ريكس تيلرسون»، الذى تحدث في سيدنى، هذه الدول على حل خلافاتها من خلال الحوار.

وقد أغلق سوق قطر للأوراق المالية على انخفاض بنسبة 7.27٪.

وقد يكون من الآثار المحتملة بسبب هذه الأزمة حدوث مشكلة في استقرار الغذاء: حيث يعتقد أن حوالي 40٪ من الأغذية القطرية تأتي من المملكة العربية السعودية.

وذكرت صحيفة الدوحة نيوز أن بعض الناس قد هرعوا إلى محلات السوبر ماركت لتخزين المواد الغذائية والمياه.

ما يقرب من 90٪ من سكان قطر هم من العمال المهاجرين، وكثير منهم يعملون في الإنشاءات التي يتم تحضيرها لكأس العالم.

لماذا هذا القرار الآن؟

يقول «ألان جونستون»، المحلل في بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط أنه كانت هناك توترات طويلة ليست بعيدة عن السطح. وكثيرا ما بدا أن قطر لا تتواءم مع جيرانها. فقد اتجهت، على سبيل المثال، إلى جانب القوى الإسلامية في الشرق الأوسط، مثل الإخوان المسلمين، التي يكرهها السعوديون والقيادة المصرية الحالية.

وكان تأثير جهود التي بذلها الجيران في الماضي للضغط على القطريين تأثير محدود. ولكن الآن أصبحت الدوحة فجأة تحت ضغط أكبر بكثير وأكثر تنسيقا.

وتشجع السعوديون والإماراتيون، مع رحلة الرئيس «ترامب» قبل أسبوعين، ليقرروا أن هذه هي اللحظة التي ينبغي أن يوضحوا فيها لقطر أن وجهات نظرها المتباينة لن يتم التسامح معها.

«بي بي سي»-