علاقات » خليجي

«ترامب» يعتبر «مقاطعة قطر» إحدى نتائج زيارته للسعودية

في 2017/06/07

اعتبر الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، اليوم الثلاثاء، مقاطعة دول خليجية لقطر إحدى نتائج زيارته الأخيرة للسعودية، كاشفاً عن قيام قادة التقاهم، خلال تواجده في المملكة، بتحريضه ضد الدوحة عبر إلصاق تهمة «تمويل الإرهاب» بها.

بينما رد وزير خارجية قطر، الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، على تغريدات «ترامب» مؤكداً أن بلاده تحارب بالفعل «تمويل الإرهاب».

وفي سلسلة تغريدات على «تويتر»، قال ترامب: «خلال زيارتي للشرق الأوسط أكدت ضرورة وقف تمويل الأيدولوجية المتطرفة (في إشارة إلى كلمته خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية) والقادة أشاروا إلى قطر – انظر!».

وأضاف: «من الجيد رؤية أن زيارتي للسعودية مع الملك (العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز) و50 دولة تؤتي ثمارها. قالوا إنهم سيتخذون نهجاً صارماً ضد تمويل الإرهاب، وكل المؤشرات كانت تشير إلى قطر. ربما سيكون هذا بداية النهاية لرعب الإرهاب».

وكان مراقبون ربطوا بين زيارة «ترامب» للسعودية، حيث ألقى خطاباً أمام «القمة العربية الإسلامية الأمريكية» التي شارك فيها أكثر من 50 زعيما، وبينهم أمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد»، والتصعيد السعودي الإماراتي البحريني ضد قطر، أمس الإثنين، المتمثل في قطع العلاقات معها، واتخاذ خطوات أخرى في مسعى لعزلها وحصارها.

لكن تغريدات «ترامب» تلك تعد الأولى التي تصدر عن الرئيس الأمريكي، وتكشف بشكل صريح، عن وجود علاقة فعليه بين زيارته والتصعيد ضد قطر.

كما تعد الأولى التي يتهم فيها «ترامب» ضمنياً قطر بـ«تمويل الإرهاب»، رغم نفي الدوحة الشديد لذلك، ورغم تصريحات صدرت قبل أيام عن السفيرة الأمريكية في الدوحة، «دانا شيل سميث»، والتي أكدت فيها «إن الدوحة شريك قوي في مكافحة تمويل الإرهاب وسنواصل عملنا معا».

قطر تسارع بالرد

قطر من جانبها سارعت بالرد على تغريدات «ترامب».

إذ قال وزير خارجيتها، الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، على تغريدات «ترامب» مؤكداً أن بلاده تحارب في تصريحات خاصة لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية: «الرئيس ترامب إنه يتحدث عن مكافحة تمويل الإيديولوجية الإسلامية، وكلنا نكافح تمويل أي جماعات إرهابية».

وأضاف أنه خلال زيارة «ترامب» الأخيرة للمنطقة بحث مع أمير قطر مسألة «ضرورة وقف تمويل الإرهاب من قبل دول مختلفة».

وأشار «آل ثاني» إلى وجود العديد من التقارير الصادرة عن وكالات رسمية في الولايات المتحدة التي «تثني على دور قطر في مكافحة تمويل الإرهاب».

كان «ترامب» التقى «الشيخ تميم» على هامش «القمة العربية الإسلامية الأمريكية»، والتي استضافتها السعودية في 21 مايو/أيار الماضي.

وقال «ترامب» لأمير قطر آنذاك: «نحن أصدقاء، وقد ارتبطنا بصداقة غير مباشرة منذ مدة طويلة مع الأمير، وعلاقتنا جيدة للغاية. لدينا الآن نقاشات جدية دائرة ومن بين الأمور التي سنبحثها شراء الكثير من معداتنا العسكرية الرائعة. لا أحد يصنع هذه المعدات بالجودة التي تصنعها أمريكا، وهذا يعني توفير وظائف في أمريكا كما يعني أيضاً زيادة الأمن هنا، لذلك شرف لي أن أكون هنا وأنا شاكر لك كثيراً».

وفي وقت سابق، أكد البيت الأبيض التزام الرئيس «ترامب» بمواصلة التباحث مع جميع الأطراف المعنية من أجل خفض التوتر بين دول الخليج.

وقالت «سارة هاكابي ساندرز» نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض -خلال الإيجاز الصحفي اليومي- إن الولايات المتحدة ستستمر في العمل مع شركائها هناك لهذا الغرض.

وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية إن بلاده لا تريد أن يستمر الخلاف بين بعض دول «مجلس التعاون الخليجي» وقطر، مضيفا أن واشنطن قد ترسل موفدا في حال عقدت قمة خليجية لمناقشة الخلاف الحالي.

من جهته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ «بوب كوركر» إن بلاده تولي اهتماما كبيرا للتطورات في منطقة الخليج، مشيرا إلى أن للولايات المتحدة قاعدة عسكرية كبيرة في قطر، وهي تعد من الأصول الاستراتيجية للولايات المتحدة.

بينما قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» إن الولايات المتحدة ممتنة لقطر لدعمها الراسخ منذ فترة طويلة للوجود العسكري لواشنطن، والتزامها المستمر بالأمن الإقليمي في المنطقة.

وأكد «البنتاغون» أن طائراته لا تزال تنفذ مهام من قاعدة العديد، وأنه لا خطط لدى واشنطن لتغيير الوجود العسكري في قطر.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الرائد «أدريان رانكين غالاوي» -في بيان أمس الاثنين- إن الطائرات العسكرية الأمريكية تواصل القيام بمهام لدعم العمليات الجارية في العراق وسوريا وأفغانستان.

وقطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن العلاقات الدبلوماسية مع قطر، أمس، واتهمتها بـ«دعم الإرهاب»، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات، بينما لم تقطع الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة.

ونفت قطر الاتهامات، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.