علاقات » خليجي

ماهو حجم إيران في الأزمة القطرية السعودية؟

في 2017/06/08

قال راديو «مونت كارلو»، إن العلاقات القطرية الخاصة مع إيران كانت أحد المآخذ السعودية الرئيسية على الدوحة ومن مبررات قرار قطع العلاقات مع الدوحة.

وأوضحت الإذاعة أن «الحجة المباشرة لهذه الإجراءات تصريحات نسبت لأمير قطر، ولكنه أنكرها، وتتعلق بضرورة الأخذ بعين الاعتبار الدور الإيراني في المنطقة، وإن كان الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني قد أنكر إدلائه بهذه التصريحات، إلا أن مضمونها كان واضحا في السياسة الخارجية لقطر، ويقول البعض أن ذلك يعود لرؤية قطرية براغماتية للساحة الإقليمية».

وضربت الإذاعة أحد الأمثلة على ذلك، بـ«الاتفاق الخاص بإجلاء حوالي 32 ألف سوري من 4 مدن محاصرة، سواء من قبل النظام أو من قبل المتمردين، والذي تم التوصل إليه بين قطر وإيران مباشرة».

وبينت أن «الدوحة ليست العاصمة الخليجية الوحيدة العازفة عن الدخول في مواجهات دبلوماسية مع طهران، ويبد أن أطرافا خليجية أخرى مثل الكويت وعمان، لا ترى الجدوى من شن حملة إقليمية عنيفة ضد طهران، في الوقت الذي نجح فيه الرئيس الإصلاحي حسن روحاني في التجديد لولاية رئاسية ثانية، وعبر انتخابات لم يطعن أحد في شرعيتها، ويرى هذا القطاع من الإمارات الخليجية أن حوارا مع إيران يمكن أن يكون أكثر جدوى من شن الحملات ضدها».

ووفق الإذاعة، فإن «قطر لديها أسباب أكثر أهمية، وتتعلق، مباشرة، بقدراتها الاقتصادية، حيث بدأت قبل حوالي الشهرين، في إعادة إنتاج الغاز من حقل الشمال البحري، وهو أكبر حقول الغاز القطرية، كما أنه حقل مشترك مع إيران، التي لم تتمكن من استغلاله بسبب الحظر الاقتصادي ونظام العقوبات الذي كان مفروضا على طهران، ولكنها تسعى حاليا، بعد الاتفاق مع الدول الكبرى، لرفع العقوبات التي تمنعها من استغلال موارد الطاقة، ومنها حقل الشمال البحري».

مكانة قطر في سوق الغاز العالمي، بحسب الإذاعة، تبدو مهددة من قبل روسيا وأستراليا، وزيادة الإنتاج القطري والإيراني من هذا الحقل يمكن أن يرفع المعروض من الغاز الطبيعي المسال إلى أكثر من 300 مليون طن سنويا، ويؤدي إلى انهيار الأسعار، مما يفرض على الطرفين الحفاظ على حد أدنى من العلاقات التي تسمح لكل منهما بحماية الموارد الطبيعية المشتركة بينهما.

وكانت «فورين أفيرز»، قالت مؤخرا، إن من بين السيناريوهات المستقبلية للأزمة الحالية، أن تحظى قطر بعلاقة أكبر مع إيران، التي لها بالفعل معها علاقاتٍ اقتصاديةٍ قوية،  كما يمكن أن تحصل على علاقاتٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ مع سلطنة عمان، التي لديها علاقات ودية مع طهران.

وإذا ما أصبحت قطر أكثر صداقة مع إيران وسلطنة عمان، وفق «فورين أفيرز»،  سيؤدي ذلك إلى انهيار مجلس التعاون الخليجي، ما يبشر بتصاعد جديد للصراع على السلطة في الخليج، ومن شأن ذلك أيضًا أن يعقد بشدة الخطط الأمريكية في الشرق الأوسط.

«مونت كارلو»- الفرنسية-