علاقات » خليجي

«ترامب» وسم قطر بالإرهاب بسبب فشل محاولاته التجارية معها

في 2017/06/15

ما الذي جعل الرئيس «دونالد ترامب» يصف قطر، مع علاقتها الطويلة مع الولايات المتحدة واستضافتها 10 آلاف من العسكريين الأمريكيين على أكبر قاعدة جوية في الشرق الأوسط، باعتبارها «ممول للإرهاب»؟ هل زوده شخصٌ ما بمعلومات خاطئة عن دور قطر في المنطقة؟ أم أنّ السيد «ترامب» كان متنمرًا لأنّه، كما يسأل رجال الأعمال القطريون أنفسهم، فشل في إبرام صفقةٍ عقارية مع حكام قطر خلال عام 2010؟

ويقول الصحفي «كلايتون سويشر» أنّ «ترامب» وابنته «إيفانكا» قد زارا قطر قبل سبع سنوات. وهناك، كما يقول، وصلا إلى اثنين من كبار المسؤولين القطريين للمساعدة في الاستثمار. أحدهم هو «حسين العبد الله»، عضو مجلس إدارة هيئة قطر للاستثمار. والثاني هو الشيخ «حمد بن جاسم آل ثاني»، وهو عضو في العائلة المالكة وكان آنذاك رئيسًا للوزراء.

وكتب «سويشر» في هافينغتون بوست أنّ المحادثات قد فشلت. ولم يحصل «ترامب» على أي أموال قطرية. وتعد هيئة الاستثمار القطرية ثاني أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم، حيث تبلغ أصولها 338 مليار دولار.

ويضيف «سويشر» أنّ «إيفانكا ترامب» عادت في وقتٍ لاحق إلى قطر مع زوجها «جاريد كوشنر» الذي كان يسعى للحصول على صفقة عقارية مختلفة، وأنّ المحادثات استمرت حتى عام 2016. ويعتقد «سويشر» أيضًا أنّ والد السيد «كوشنر»، «تشارلز كوشنر»، دخل في مناقشات مع الشيخ «حمد»، وكان وقتها رجل أعمال مستقل ولم يعد بعد رئيسًا للوزراء، وسعى للحصول على 500 مليون دولار، لكنّ قطر قالت أنّ على «تشارلز كوشنر» إيجاد 1.2 مليار دولار من أماكن أخرى. وكانت هذه المحادثات، وفقا لـ«سويشر»، مستمرة حتى قبل بضعة أشهر.

فإذا كان السيد «ترامب» قد تحول لمهاجمة قطر، ولم يستطع أحد بعد تفسير لما فعل ذلك، فقد اكتشفت الإمارة الصغيرة أصدقاءً إقليميين لم تعرفهم من قبل. وقد أرسلت سلطنة عمان أسطولًا من السفن التجارية لنقل المواد الغذائية إلى الدوحة. وكذلك المغرب. وبالنسبة للأخير، يسعى الملك «محمد السادس» إلى قمع المظاهرات العامة واسعة النطاق في الحسيمة وما حولها في منطقة الريف في البلاد، والتي نتجت عن مقتل صياد واعتقال ناشط سياسي، حتى ولو بطريقة ناعمة. حيث يسعى الملك بهذه الخطوة لزيادة شعبيته في الداخل.

كما أشار قطريٌ بسخرية إلى أنّ واردات تركيا الغذائية تساعد على تخفيف النقص في الدوحة، قائلًا: «كنا نستورد من السعودية، لكنّ الطعام التركي أفضل بكثير». وهو ما قد يكون صحيحًا. وقد حاولت إيران أيضًا مساعدة قطر من خلال فتح المجال الجوي لشركة الخطوط الجوية القطرية، التي لم تعد قادرة على التحليق فوق السعودية أو الإمارات. ولا تريد الكويت، التي ساعدت في إنشاء مجلس التعاون الخليجي، أن يذهب التحالف إلى الانهيار. وبالتالي، تحاول التوسط في الأزمة.

لكن الأكثر إثارة للاهتمام هو رد فعل «فلاديمير بوتين» على أزمة قطر. وسرعان ما عبر «بوتين» عن دعمه لقطر، مع تجنب أي انتقادٍ للسعودية. ولا عجب في ذلك. وقبل أيام قليلة من قيام دول الخليج العربية بقطع العلاقات مع قطر، زار ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع «محمد بن سلمان»، بطل الحرب اليمنية الكارثية، الكرملين لإجراء محادثاتٍ مع بوتين. وبصورة ظاهرية، دارت هذه المناقشات حول سوريا وأسعار النفط. لكن الآن، يتساءل القطريون، ولا شك السعوديون، عما إذا كان «بن سلمان» قد أخبر بوتين بالأزمة المقبلة، وما إذا كان بوتين قد حذر السعوديين من غزو قطر.

وبعد كل شيء، يُتهم بوتين بالقمع العنيف للمعارضين في سوريا. وتبدو الفرصة سانحة تمامًا إذا كان يرغب في إظهار نفسه كصانع للسلام في الخليج العربي.

الإندبندنت- ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد-