جاسر الدخيل- خاص راصد الخليج
صدقت كل التنبؤات التي قالت إن الأمير محمد بن سلمان سيكون محل ثقة والده وسيتقدم الى ولاية العهد، وربما يخلف في القادم من الايام جلالة الملك ويتبوأ أعلى المناصب في وطننا العزيز..
الأهم في القضية أنني سعيد لأن جيل الشباب بدأ بالاقتراب أكثر من رأس الهرم، وتبوأ أخيراً الكثير من المناصب في الامارات والسفارات ما يعني أننا سنشهد تطوراً هاماً على مستوى بناء الدولة الحديثة وفق رؤية شابة بعيداً عن جيل مللنا من سطوته على كل شيء بما فيها كل المراكز في الدولة..
لا أعني أن الجيل الآفل مع الملك سلمان لم تكن له اليد الطولى في بناء المملكة على أفضل ما أعطاه الذكاء الفطري مستعينا بمقدرات بشرية هائلة من كبار العقول في الوطن العربي وخارجه، وهذا انجاز يحسب له في حقل ادارة الموارد البشرية والافادة منها.
ولكن..
نعم ولكن بات هذا الجيل هرماً وصار مشهد الدولة عندنا في العقدين الأخيرين أشبه بدار للعجزة يقضي فيها المسؤول جل عمره في المشافي طلباً لعلاج يبقيه على قيد الملك حتى الرمق الأخير من حياته، أو يدور بين العواصم طلباً للنقاهة تاركاً ادارة المملكة لمن هم دون القدرة على اتخاذ القرار.
ما فعله الأمير محمد بن سلمان هو بالفعل انقلاب.. ولكنه انقلاب ايجابي أزاح بموجبه الأمير محمد بن نايف عن الحكم، ليتحقق للوطن التغيير، فلو وصل ابن نايف الى حيث مبتغاه في قيادة البلاد لكان استمر الحكم على نفس النمط، والأسوأ لم نكن لنرى شيئاً من التغيير الطموح في ادارة الدولة.
اليوم التغيير لم يعد حلماً، والأمراء الذين أخذوا مواقعهم في مراكز الدولة جديرون بالمسؤولية، ان لم يكن الآن سيكون بعد 5 سنوات أو 10، ستكسبهم التجربة خبرات عالية، سيخطئون وبعد ذلك سيصححون، سيخرّبون البنيان وبعد ذلك سيعمرون.. ربما نشهد مشكلات كثيرة لكننا بالتأكيد سنكون شهودا على الحلول الناجحة.
صدقوا يا سادة.. الخطوة جريئة، وهي فتحت كوة كبيرة في الظلمة، وقد كانت أولى الانجازات العظيمة التي تحققت في العهد الجديد هي اعادة العطاءات الينا، كعاملين في قطاعات الدولة، كما أننا استمتعنا بأسبوع اضافي في عطلة عيد الفطر السعيد.. وربما سنحصل على عطاءات اضافية أكثر بكثير في المستقبل.. لا تقولوا أن ذلك ثمن لسكوتنا.. نحن في الاصل لا نتكلم ولا نعترض على قرارات أو اجراءات ولاة أمرنا، فكيف يشترون شيئاً هو في الاصل ملكهم!
سأعود للقول إن أولادنا في عهد الملك العظيم محمد بن سلمان سيشهدون حياة من الرفاهية لم نشهدها نحن، لكن سكوتنا اليوم وتقبلنا لهذا التغيير هو ما سيساعد ذلك الجيل على الافادة من بركات هذا التغيير.
حين جاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المملكة قبل فترة أخبرنا أن قيادتنا العظيمة فعلت ما بوسعها لتكون جديرة بثقته. وهو من أودع في قلب الملك سلمان، سر ولده محمد.. هذا السر العظيم من شخص مخلص كترامب سنلحظ تأثيراته المستقبلية ليس فقط على واقع المملكة بل على مجمل دول منطقة الخليج وربما العالم.
ثقوا أن الامير محمد بن سلمان سيصل الى الملك.. ولن يحول بينه وبين ذلك أي شيء... ما دام هذا عهد ترامب لسلمان..
سأقول أكثر من ذلك ان محمد بن سلمان يقود اليوم المملكة العربية السعودية ودول الخليج (باستثناء قطر التي سترضخ قريباً ورغماً عنها الى قراره) وحتى بعض دول افريقيا.. وربما سيعم ملكه العالم..
محمد بن سلمان يقود العالم..لا تستغربوا.. ما دام قد استطاع شراء الادارة الاميركية بحر مالنا، ليجعل هذه الادارة خاضعة لقراراته ولا تستطيع الامتناع عن تنفيذ ما نطلبه منها..
ملك السعودية وامبراطور العالم محمد بن سلمان..
نحن بانتظار تلك اللحظة على أحر من الجمر.