علاقات » خليجي

هل تدفع الأزمة الخليجية مشاهير "تويتر" إلى التوقف عن التغريد؟

في 2017/07/08

أحمد علي حسن - الخليج أونلاين-

ربما تدفع تداعيات الأزمة الخليجية التي تدخل شهرها الثاني، الناشطين والمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى التغريد بالتماشي مع سياسة دولهم، لكن قد يكون الصمت أبلغ من الكلام في حالات شاذّة.

فمع بدء الأزمة بين الأطراف الخليجية في 5 يونيو/حزيران الماضي، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مبارزات بالكلمة، بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي المؤيدين والمعارضين.

بعض النشطاء أكدوا، من خلال نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاءهم لملوك بلادهم، في حين شهدت بعض الساحات تراشقاً بين معارضي الخلاف الخليجي ومؤيديه، لكن اللافت أن دعاة وإعلاميين امتنعوا عن الإدلاء بآرائهم، خلال الفترة الأخيرة.

الداعية السعودي والمؤثر سعود الشريم، نشر مع بداية الأزمة تغريدة عبر موقع تويتر، في 21 يونيو/حزيران الماضي، أعلن فيها مبايعة ولي العهد الجديد الأمير محمد بن سلمان.

الشريم يبايع الملك

وهذه التغريدة الأولى والأخيرة التي يمكن خلالها تسجيل تعليق للداعية الشريم على الأزمة الخليجية منذ بدأت، قبل أن يعاود نشر تغريدة تدعم المقاومة الفلسطينية في غزة، جاء فيها: "الحدث في غزة من مسائل الاعتقاد لا الفروع، فمهما اختلفتَ مع المقاومة فهم مسلمون وعدوهم كافر بالله". وأتبعها بآية قرآنية من سورة القلم وهي قوله تعالى: "أفنجعل المسلمين كالمجرمين".

لكن هذه التغريدة سرعان ما فُقدت على حساب الداعية؛ الأمر الذي دفع متابعين ومغردين إلى الربط بين التغريدة وتبعات الأزمة الخليجية؛ لكون الدول المقاطِعة لقطر تجابه حركة حماس المقاوِمة التي تحكمها علاقات جيدة مع الدوحة.

ومنذ اللحظات الأولى لبدء الأزمة الخليجية، لم يعلّق الإعلامي السعودي علي الظفيري، الذي يعمل مذيعاً في قناة "الجزيرة" القطرية، على الخلافات الدائرة بين بلاده والبلد الذي يعمل به، لكنه بدأ بالتغريد مع بدء الجهود الكويتية الرامية إلى إصلاح الخلاف.

وأشاد الظفيري في 8 يونيو/حزيران الماضي (عقب الأزمة بـ3 أيام)، بجهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وكتب في تغريدة أرفقها بصورته: "وفقك الله وسدد خطاك، ما بخلت بـجاهك ووجهك في الصلح، ورايتك بيضاء (..)".

وبعد هذه التغريدة، حافظَ الظفيري على الكتابة بخطٍّ عكس وقوفه على الحياد إزاء الأزمة بين بلده الأصلي وبلده المستضيف، حتى إنه كتب ضمن تغريداته: "أخيراً أزمة وتنتهي وبحكمة من بيدهم الأمر، ونبقى إخوةً وأهلاً وأحباباً وتعود المياه لمجاريها بين الرياض والدوحة وأبوظبي".

علي الظفيري 2

وقبل الانقطاع عن الكتابة والتغريد، أعلن الظفيري استقالته من العمل في قناة الجزيرة، وكتب: "طاعةً لله وولاة الأمر وانحيازاً للوطن والتزاماً بسياساته وقوانينه، أستقيل من قناة الجزيرة، متمنياً التوفيق لكل أهلي وزملائي هناك".

وليس ببعيد عن حالة الظفيري، فقد أعلن أيضاً الإعلامي السعودي والمذيع في قناة الجزيرة عاصم الغامدي، الامتناع عن التغريد. وهذا الإجراء ليس بجديد؛ فمنذ بدء الأزمة لم تُسجَّل أية تغريدة تعكس رأيه وموقفه من الأزمة الخليجية.

لكنه أعلن في 5 يونيو/حزيران الماضي، بالتزامن مع بدء الخلاف الخليجي، استقالته من العمل في قناة الجزيرة، وكتب وقتها: "تضامناً مع موقف حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، أعلن استقالتي من قناة الجزيرة".

ولم ينشر الغامدي تغريدات أخرى تتعلق بالأزمة بين البلدين (السعودية، وقطر)، إلا في 21 يونيو/حزيران، وقت إعلان تعيين الأمير محمد بن سلمان في منصب ولي العهد، قبل أن يتوقف عن النشر تماماً بعد التاريخ المذكور.

عاصم الغامدي

وفي الحديث نفسه، أوقف الداعية السعودي بدر العامر، الباحث في الجماعات والاتجاهات الفكرية، الكتابة على تويتر في 14 يونيو/حزيران، لكنه قطع توقفه عن التغريد؛ لمبايعة ولي العهد، الأمير سلمان بن محمد، في 21 يونيو/حزيران.

ومنذ بدء الأزمة، غلب على تغريدات العامر الطابع السليط ضد قطر، وشهدت كتاباته موقفاً تماشى مع موقف بلاده ضد الدوحة، لكن اللافت أنه توقف عن الكتابة تماماً بعد آخر تغريدة تعلقت بمبايعة ولي العهد، لم يكتب شيئاً بعدها.

بدر العامر

الشهري، المتخصص في العقيدة ومقارنة الأديان، توقف عن الكتابة، وأعلن ذلك في حسابه الرسمي على تويتر؛ الأمر الذي أثار استغراب متابعيه، الذين طالبوه بدورهم بتوضيح السبب، لا سيما أن تلك الخطوة تأتي في وقت يتزامن مع الأزمة.

وردَّ الشهري بقوله إنها ليست المرة الأولى التي يتوقف فيها عن التغريد. لكن محاولة البعض استغلال هذه الخطوة سرعان ما دفعه إلى العودة للكتابة، غير أنه اكتفي بنشاط إعادة التغريد بعيداً عن المواضيع المتعلقة بالأزمة، وهو ما يضع علامات استفهام لدى بعض متابعيه.

عبد الله الشهري

ويرى ناشطون أن خطوة امتناع بعض الدعاة عن الكتابة والتغريد على تويتر، قد تكون متعلقة بأبعاد الأزمة بين دول الخليج التي بدأت في 5 يونيو/حزيران الماضي بمقاطعة السعودية، والإمارات، والبحرين، لقطر، في حين يعتقد آخرون أن الدعاة والمؤثرين "ربما قد يكونون تلقوا تعليمات بذلك".