واشنطن بوست- ترجمة منال حميد -
يصل إلى الكويت مساء الاثنين، وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في إطار مسعى أمريكي جديد لحل الأزمة الخليجية المتفاقمة، إثر قرار السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر، فرض حصار بري وجوي على قطر وقطع العلاقات الاقتصادية، وحملة إعلامية واسعة بدعوى "تمويل الإرهاب".
وتشير صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إلى أن تيلرسون يزور الخليج بعد رد قطر، الذي وصفته دول الحصار بـ"السلبي"، على مطالبها التي تقدمت بها، كما أن الزيارة تأتي بعد عدة اتصالات أجراها الوزير الأمريكي مع دول الخليج، يبدو أنها لم تنجح في نزع فتيل الأزمة.
جدول زيارة تيلرسون إلى الآن غير نهائي، إلا أنه من المتوقع أن يقضي أسبوعاً في جولات مكوكية بين دول الأزمة الخليجية، بحسب مسؤولين أمريكيين.
سيحاول الوزير الأمريكي تحقيق اختراق للأزمة الخليجية، وهو الذي يعاني من شكاوى متزايدة من طرف مسؤولين في البيت الأبيض، معتبرين إياه بأنه "لا يأخذ بتوصيات مستشاريه"، كما تشير الواشنطن بوست.
نجاح تيلرسون في مهمته الخليجية سيسمح له باستعادة مكانته في البيت الأبيض، خاصة أن هناك رأياً داخل البيت الأبيض أنه الشخص المناسب لإدارة ملف الأزمة الخليجية، رغم أن المهمة لا تبدو سهلة في ظل الأزمة العميقة.
أكثر ما تخشاه واشنطن أن تؤثر الأزمة الخليجية في الحرب على الإرهاب وأهداف أمريكا بالشرق الأوسط، رغم تأكيدات القادة العسكريين أن الأزمة في الخليج لم تؤثر حتى الآن على التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده أمريكا.
ويمثل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جزءاً من الأزمة الخليجية؛ فقد دعم ببياناته وتغريداته السعودية، وخاصة في أعقاب زيارته إلى الرياض في شهر مايو/أيار الماضي.
بالمقابل كان تيلرسون ووزير الدفاع، جيمس ماتيس، يتخذان موقفاً محايداً من الأزمة، حيث وجها دعوات لأطرافها إلى ضرورة حل الخلافات بالحوار، وأن قطر على استعداد لفعل المزيد في إطار مكافحتها للإرهاب وتمويله، معتقدين أن ذلك يجب أن يطلب من بقية دول الخليج وليس من قطر وحسب، بحسب الصحيفة.
أمريكا بحسب الواشنطن بوست، ستسعى من خلال الموقف السعودي ضد قطر إلى مطالبة الرياض بمزيد من الإجراءات التي تسهم في مكافحة "التطرّف الديني"، وهو ما تمثل في إعلان الكونغرس نيته عن عدم الموافقة على صفقة أسلحة أمريكية للسعودية حتى يتم حل النزاع مع قطر.
وزير الدفاع الأمريكي رأى في قطر شريكاً أساسياً في مجال الأمن، مؤكداً التزام بلاده بالتعاون مع الدوحة وتعميق الشراكة الاستراتيجية، وذلك في اتصال مع نظيره القطري خالد العطية.
زيارة الوزير الأمريكي للخليج تأتي في ظل حديث عن نية الدول الأربعة (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر)، تشديد الحصار على قطر من خلال تجميع الحسابات القطرية، "فهل سينجح تيلرسون في مهمته الخليجية الأصعب؟"، تتساءل الصحيفة.