قينان الغامدي- الوطن السعودية-
ماذا تريد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من قطر؟ والحقيقة أن هذا أبسط سؤال يمكن طرحه وإجابته سهلة جدا، لكن السؤال الأصعب أو قل اللغز الذي لا حل له حتى الآن هو ماذا تريد قطر!؟
قطر الآن في رزية كبرى، وهي في حيرة أمام ما تلقاه من صعوبة بالغة في الإجابة عن هذا السؤال!!؟
وللتوضيح هناك الآن قطران، قطر تميم، وقطر (المنظمة الحمدية!!).
قطر التميمية مجرد واجهة لتلقي التعليمات والأوامر من قطر (المنظمة الحمدية)، ولأن هذه الواجهة التميمية مطواعة ولا تناقش، فقد صعبت مهمتها بين واقع سيئ تراه أمامها، وبين واقع تحلم به (المنظمة الحمدية) ولا تستطيع تعديله أو حتى النقاش حوله!! والمشكلة الأعظم أن هذه الواجهة التميمية هي التي يجب أن تواجه الوسيط والعالم وتهتم وتناقش وتصرح، وهذه الحال ينطبق عليها:
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له
إياك إياك أن تبتل بالماء!!
(منظمة الحمدين) القطرية تعرف كل هذا، لكنها لا تريد الآن تغيير الرئيس (تميم) لأنه ما زال يؤدي دوره بفعالية، فهو ومجلس وزرائه على الأقل مطواعون حتى الآن، ولا يتساءلون جَهْرًا عما هم ودولة قطر فيه من ورطة لا مبرر مقنعا لها، وما زال تميم قادرا على تبليغ رسائل وتعليمات (المنظمة الحمدية) إلى باقي سعاة البريد (الوزراء!) باهتمام وإصرار، وعدم السماح داخليا بأي نقاش علني لها!!!.
(الواجهة التميمية!) لا شك أنها لا تستطيع الإجابة عن سؤال: ماذا تريد قطر!!؟ وكيف تجيب وهي لا تعرف، (فالمنظمة الحمدية) لا تثق أساسا في (الواجهة التميمية)، وهذا مؤكد وواضح، وحتى لو لم تجد المنظمة الحمدية بأسا في الإفصاح عن هدفها النهائي، ولو بالإشارة، فإنها تعتبر تميم وكل سعاة البريد معه، منفذا سيئا لتلك الخطة، وتحقيق ذلك الهدف، وبالتالي فمن المؤكد أنه سيتم استخدام غير تميم كلما رأى الحمدان وتنظيمهما أي بارقة أمل لتنفيذ مؤامرة (المنظمة!!)، وفي كل الأحوال وكما هو واضح من تناقضات وتردد وزير الخارجية القطري، ومن اختفاء صوت تميم عن المشهد كله، فإنه يصعب على قطر أن تفصح علنا عما تريد، وأنا أقصد قطر التميمية، فهي من جهة لا تعرف، ومن جهة أهم لا تستطيع أن تتمرد وتتبع شكوكها فتعمل على إسقاط المنظمة!!.
العالم كله تقريبا، مندهش من هذا الإصرار القطري على عدم الموافقة على الكف عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ودعم تنظيمات التيار الإسلاموي، وإيواء الخارجين عن أنظمة بلدانهم، ودعم أمثالهم في تلك البلدان، والدهشة تتصاعد وتبلغ الذروة، أمام الإنكار القطري لهذا الدعم المثبت، بينما الأدلة تترى يوميا من مختلف الدول العربية، ودول العالم الأخرى، حيث انتظم فتح الملفات وكشف الأفعال القميئة التي ارتكبتها (منظمة الحمدين) خلال العقدين الماضيين، وبصورة غير مسبوقة!!
وسبق أن قلت، وما زلت أقول: لا اتفاق يمكن احترامه مع هذه المنظمة الخطرة في قطر، ولا وعد يمكن تصديقه، ولا تعهد يمكن الوثوق به مطلقا، ولا حل جذريا سوى اجتثاث المنظمة من جذورها، تجتثها دولة قطر بنفسها، أو بدعم ومساعدة من يهمه أمر دولة قطر، لتكون عامل بناء في منظومتها، وفي العالم!! وليس منبعا ومصدرا للإرهاب والتآمر في العالم كما هو حال المنظمة الحمدية الآن!!
إنها منظمة الشر في قلب قطر، فإما إنقاذ دولة قطر وكف شرور التنظيم عنها وعن محيطها والعالم، وإما انتظار مفاجآت غير متوقعة من الفظائع والجرائم!!!