علاقات » خليجي

الإرهاب كلمة السر للتنازلات

في 2017/07/12

عبدالمحسن يوسف جمال - القبس الكويتية-

الصراعات السياسية الدولية التي أخذت مساحة كبيرة على الأرض العربية وصلت إلى نهايتها.
فالدول الغربية لم تستطع تحقيق ما أرادته من خلق شرق أوسط جديد يكون لها وللدول المرتبطة بها الدور الأساسي فيه.
وفي المقابل، كان للتدخل الروسي في سوريا أثره في تغيير مسار النتائج بما يخدم الروس والمحور الجديد الذي بدأ يتشكل.
كل ذلك سبّب ضياعاً واضحاً لبعض الدول العربية التي لم تكن على استعداد لمجاراة تحركات الربيع العربي وتبعاته السياسية، ولم تستطع مجاراة مفاجأة التدخل الروسي الذي وصل إلى مرحلة غير مسبوقة في تعامل الروس مع متغيرات الشرق الأوسط.
ولعل الارتباك العربي في التعامل مع مخرجات الربيع العربي هو الذي أحدث الخلل في جامعة الدول العربية التي فقدت قدرتها على إيجاد الحلول، ما جعلها غير قادرة على مجاراة الأوضاع، وجعل الأمم المتحدة تتدخل بوضع مبعوث خاص لكل مشكلة عربية.
هذا الانقسام العربي كان في البداية محصوراً في جانب جزئي، ولكنه أخذ في الاتساع ليطال جميع الواقع العربي بما فيه الجوانب التي كانت تعتبر أكثر استقراراً من غيرها في السابق.
ولعل تداعي المسؤولين الأميركان والغربيين ومجيئهم إلى المنطقة، زرافات ووحداناً، يعطي مؤشراً بينّاً على مدى المأزق الذي وصلنا إليه في عالمنا العربي.
وقد وصل الأمر إلى أننا فتحنا الباب واسعاً للتدخل الأجنبي القريب والبعيد في قضايا كانت في السابق تعتبر من أدق خصوصيات البيت العربي.
الأمر يحتاج إلى أكثر من وقفة مفصلية جادة لمراجعة المواقف العربية من جديد.
فمتغيرات العالم ومجيء الرئيس ترامب وتعامله الاستراتيجي الجديد مع الرئيس المحنك فلاديمير بوتين تحتاج من العرب إلى استخدام العقل والحكمة في التمييز بين الصديق الصدوق والعدو الحقيقي، وعدم خلط السياسة بالعواطف غير المجدية.
فكفانا تسريب الأوراق السياسية المهمة من أيدينا بسبب مواقف غير مدروسة في عالم يعتمد على الدراسات الجادة والخطط المستقبلية المرسومة بعناية فائقة.
أمّا الإرهاب، الذي استخدمه الغرب لتمرير أجنداته، فقد أصبح مدخلاً للتقارب بينه وبين الآخرين.