علاقات » خليجي

لماذا لا تستطيع أمريكا التخلي عن قطر؟

في 2017/07/25

ناشينال إنترست- ترجمة منال حميد -

ركزت صحيفة ناشينال إنترست، المختصة بشؤون الدفاع والأمن، على الأسباب التي دفعت الدبلوماسية الأمريكية إلى التراجع عن موقف الرئيس دونالد ترامب حيال قطر والأزمة الخليجية، التي عصفت بالمنطقة منذ قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الدوحة في الخامس من يونيو الماضي، متسائلةً عن الأسباب التي تجعل أمريكا غير قادرة على التخلي عن شراكتها مع قطر.

وتقول الصحيفة الأمريكية إن العديد من المراقبين يرون أن الخطوة السعودية-الإماراتية تجاه قطر وقطع العلاقات معها بحجة دعم الدوحة للجماعات المسلحة، حتى وإن صحت تلك التهمة فإنها متأخرة، كما أن الدعم السعودي للتطرف يفوق دعم أي عاصمة عربية أخرى، بحسب تعبيرها.

واستناداً إلى تصريحات المؤسسة الدبلوماسية الأمريكية وتصريحات "البنتاغون"، فإنه من الواضح -ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية- أن واشنطن عازمة على مواصلة العمل مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي لمكافحة الإرهاب، على الرغم من الرسائل المختلطة التي صدرت من الحكومة الأمريكية في بداية الأزمة.

مسؤولون في الإدارة الأمريكية اعتبروا أن تاريخ العلاقات الأمريكية مع كل من الدوحة والرياض لم يخلُ من مشاكل وصعوبات؛ فقطر مثلاً اتُّهمت من قِبل بعض المشرِّعين الأمريكيين بأنها تدعم حماس وفصائل إسلامية سُنية أخرى، كما أن السعودية تواجه اتهامات كبيرة من قِبل مشرعين آخرين.

فهذا بوب كروكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، يقول إن حجم الدعم الذي تقدمه السعودية للإرهاب يفوق كثيراً ما تُتهم به قطر.

وفي العام الماضي، نجح مشرِّعون أمريكيون في إقرار قانون جاستا الذي يدين السعودية بتفجيرات 11 سبتمبر 2001، على الرغم من حق النقض الذي مارسه الرئيس السابق باراك أوباما حيال القانون.

وفي أعقاب دبلوماسية ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي، خلال جولته الخليجية لحل الأزمة، فإنه من الواضح أن الدوحة نجحت في كسب ثقة واشنطن، الأمر الذي دفع رئيس الدبلوماسية الأمريكية إلى القول إن ردَّ الدوحة على مطالب دول الحصار الأربع كان "معقولاً جداً".

كما أن قطر وقَّعت اتفاقاً مع الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الإرهاب، أعقبه التوقيع على صفقة أسلحة بقيمة 12 مليار دولار أمريكي؛ ما يعني أن الدوحة وواشنطن تركزان على الحفاظ على علاقات وثيقة بينهما وحتى مع أطراف الأزمة.

السؤال الآن: هل ستحوِّل الاتفاقية التي وُقِّعت بين الدوحة واشنطن الأنظار إلى الرياض وعواصم مجلس التعاون الخليجي الأخرى التي اتهمت الدوحة برعاية التطرف؟ يبدو ذلك، فالآن يمكن للقطريين أن يدعوا الدول الأخرى للامتثال لمعايير واشنطن لمكافحة الإرهاب؛ الأمر الذي يجعل من المرجح أن تتعرض السعودية والإمارات لضغوط من أجل دفعها للتوقيع على اتفاقية مماثلة لتلك التي وقَّعتها الدوحة مع واشنطن.

بالنسبة لأمريكا، فإنها ملتزمة بالتعاون مع السعودية وقطر من أجل دفعهما للمصالحة؛ فواشنطن ترى أن هناك أهمية لتعزيز تحالفها مع الدول السُّنية لمواجهة تنظيم الدولة وغيره من القوى السلفية الجهادية بالإضافة إلى إيران، وفي حال فشلت جهود تيلرسون في تحقيق المصالحة بين الدوحة والرياض، فإن إدارة ترامب يمكن أن تواجه بيئة أكثر تحدياً في الشرق الأوسط، قد تحدُّ من قدرة واشنطن على تحقيق أهدافها.