علاقات » خليجي

«العتيبة» راسل جنرالا «إسرائيليا» للاستفادة من «القبة الحديدية»

في 2017/08/17

موقع «ميدل إيست آي» البريطاني-

كشفت تسريبات جديدة لمراسلات بين السفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة» والجنرال (الإسرائيلي) «عوزي روبين»، وهو عميد سابق، و«عراب» النظام الصاروخي الدفاعي (الإسرائيلي) «القبة الحديدية»، كشفت عن مساع إماراتية للاستفادة من هذا النظام.

وحسب موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، قُدم «العتيبة» إلى «روبين»، من قبل المحلل البارز في واشنطن، وأحد أهم مفكري اللوبي (الإسرائيلي) هناك، «روبرت ساتلوف»، رغم أنه لم يتضح ما إذا كان الاثنان قد التقيا أم لا.

لكن رسائل البريد الإلكتروني، التي تم تسريبها، تظهر حسب الموقع، العلاقات العسكرية والدبلوماسية المتنامية بين الإمارات ودولة الاحتلال (الإسرائيلي).

وكتب «ساتلوف»، المدير التنفيذي لـ«معهد واشنطن للأبحاث» المؤيد لـ(إسرائيل) إلى «العتيبة» في 19 ديسمبر/كانون الأول 2012 لاقتراح لقاء مع «روبين»، وفي غضون 3 أيام فقط، كان «روبين» و«العتيبة» يتراسلان إلكترونيا مباشرة.

وجاء ذلك بعد شهر واحد من العدوان (الإسرائيلي) ضد قطاع غزة بين يومي 14و21 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، والذي استشهد فيه 174 فلسطينياً، بينهم 107 مدنيين، منهم 33 طفلا.

ووفق «ميدل إيست آي»، زار «روبين» واشنطن، آنذاك، وأشاد، في كلمة له خلال إحدى الندوات، بالدور الذي لعبه نظام «القبة الحديدية» في إحباط الصواريخ التي أُطلقت من غزة خلال الحرب، وقال: «استراتيجياً، كان الصراع الأخير إلى حد كبير حرب (ضغط الزر)».

وبعد الندوة، كتب «ساتلوف»، الذي استضاف «روبين»، إلى «العتيبة»: «كنت في بالي بالأمس عندما سمعت عرضا مقنعا من (أبي القبة الحديدية) الإسرائيلية المضادة للصواريخ، عوزي روبين».

وأضاف: «لقد أنهى عرضه بتعليق حول قابلية تطبيق هذا النظام في دول الخليج التي تواجه الصواريخ الإيرانية، أفترض أنكم من جانبكم سمعتم منه ومن زملائه، إن لم يكن كذلك، فيمكنني ترتيب شيء ما».

وردّ «العتيبة»: «لم ألتق بعوزي من قبل. سأكون مهتماً بسماع كيف عمل (نظام القبة الحديدية) في غزة مؤخراً، لقد قرأت بعض التعليقات الصحفية حول أدائها، لكنني سأكون مهتماً بالسماع عنه بشكل معمق».

ثم طلب «ساتلوف» الإذن لترتيب لقاء مستقبلي بين «روبين» و«العتيبة»، وهو ما وافق عليه الأخير.

ويبدو أن الاتصالات نجحت بسرعة، ففي رسالة من «العتيبة» إلى «روبين» مباشرة، في 22 ديسمبر/كانون الأول 2012، قال «العتيبة»: «دعني أعرف متى ستكون مرة أخرى في واشنطن»، ورد «روبين»: «لقد عدت للتو إلى الوطن (..) ربما في المرة القادمة.. تحياتي – عوزي».

ولم ينكر «ساتلوف» رسائله مع «العتيبة»، وفي رسالة إلى موقع «ميدل إيست آي»، قال: «لا أعرف إن كان الأشخاص المعنيون قد التقوا أم لا، لكنني لا أعتقد أن لقاءً خاصا تشيرون إليه قد حدث».

وأضاف أن «معهد واشنطن، مثل منظمات بحثية وفكرية أخرى، يرتب بشكل مستمر اجتماعات تجمع كل أنواع الناس، من جميع الحكومات والخلفيات».

وكان التواصل بين «العتيبة» و«روبين» من بين عدد من المراسلات التي تم الحصول عليها بين الدبلوماسي و«ساتلوف» الذي خدم منذ فترة طويلة في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، المدعوم من «لجنة الشؤون الإسرائيلية الأمريكية العامة» (إيباك).

وافتتح «ساتلوف» المحادثات بتوجيه الشكر للسفير الإماراتي على «هدية السنة الجديدة السخية»، دون تحديد ماهية الهدية.

عشاء مع اللوبي «الإسرائيلي» بواشنطن

وحسب التسريبات، طلب «ساتلوف» من «العتيبة» في فبراير/شباط 2012، استضافة عشاء خاص لمجلس إدارة «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، المناصر لـ(إسرائيل)، في السادس من مارس/آذار، ورد العتيبة بالإيجاب، وقال: إن «هذه فكرة عظيمة، سعيد باستضافة هذه المجموعة القوية».

وبعد العشاء، كتب «ساتلوف» إلى «العتيبة»، قائلا له: «لقد كسبت أصدقاء الليلة الماضية».

كما أشاد «ساتلوف» بالنقاش الذي خاضه السفير الإماراتي مع مجلس إدارة المعهد، قائلا:  «لقد فتحوا عيونهم على حقيقة قلق الإمارات من إيران».

ورد «العتيبة»: «لقد استمتعت حقا بالحوار، وكانت رسالتي الرئيسية هي ضرورة التوافق بين (إسرائيل) والعديد من الدول العربية عندما يتعلق الأمر بإيران».

وهذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها تسريبات لـ«العتيبة» عن علاقات إماراتية مع اللوبي (الإسرائيلي) في واشنطن، ومحاولاته للتأثير على السياسات الخارجية تجاه دول خليجية أخرى، مثل قطر، أو ضد جماعة «الإخوان المسلمون».