علاقات » خليجي

ترويج دول الحصار لـ«عبدالله آل ثاني» يظهر تمسكهم بمخطط انقلابي في قطر

في 2017/08/19

الخليج الجديد-

على مدار 3 أيام متتالية، لم تتوقف وسائل الإعلام في دول حصار قطر عن الترويج للشيخ «عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني»، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، والمعروف بقربه من ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، وهو تلميع يدلل، بحسب مراقبين، على تمسك تلك الدول بسيناريو إجراء مخطط انقلابي في الدوحة.

ولعل أحدث حلقة في مسلسل هذا الترويج أو التطبيل الإعلامي كانت تلك التي تبناها موقع «صدى البلد» المصري المؤيد بقوة للنظام الحاكم، عندما وصف «آل ثاني» في خبر نشره في الساعات الأولى من صباح الجمعة، بأنه «الحاكم الشرعي لقطر».

الخبر الذي حمل عنوان «الملك سلمان يستقبل حاكم قطر الشرعي في المغرب»، كان يتحدث عن استقبال العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» «آل ثاني»، أمس الخميس، في مقر إقامة الأول بمدينة طنجة المغربية حيث يقضي عطلته الصيفية.

ولعل عنوان الخبر كان بمثابة لحظة كاشفة لنوايا دول حصار قطر، بحسب مراقبين، رأوا أن النية ما زالت مبيته لدى تلك الدول لإجراء انقلاب على أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، رغم تأكيد مصادر مطلعة تحدثت في وقت سابق لـ«الخليج الجديد»، إحباط مخطط مماثل.

الترويج والتطبيل لـ«آل ثاني»، بدأ بشكل علني، أول أمس الأربعاء، عندما أعلنت السلطات السعودية، أن «محمد بن سلمان» استقبله، في قصر السلام في مدينة جدة (غربي السعودية)، زاعمة أن الشيخ القطري توسط من أجل فتح منفذ «سلوى» الحدودي لدخول الحجاج القطريين إلى الأراضي السعودية.

هذه الوساطة نفى صحتها مصدر مقرب من عائلة «آل ثاني»، كاشفا أن المملكة هي من حولت الأمر لوساطة للخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه.

تلميع رسمي وغير رسمي

ورغم هذا النفي، تبارى الإعلام السعودي في تعديد إنجازات «عبد الله آل ثاني» وتلميعه، فعن الرجل، قالت صحيفة «سبق» الإلكترونية السعودية، إن جده هو ثالث حكام قطر الشيخ «عبدالله بن جاسم آل ثاني»، ووالده رابع حكام قطر الشيخ «علي بن عبدالله آل ثاني»، وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ «أحمد بن علي آل ثاني».

وواصلت الصحيفة الحديث عن إنجازات أفراد عائلة «آل ثاني» أثناء حكمهم قطر الذي امتد بين عامي 1913 و1972، والتي شملت اكتشاف أول حقل نفط بحري بالعالم، وتصدير النفط للخارج لأول مرة، وإنشاء إذاعة وتليفزيون قطر، وصكّ أول عملة قطرية، وتقديم الماء والكهرباء مجاناً للشعب القطري.

وذكرت من تلك الإنجازات، أيضا، إنهاء الوصاية البريطانية عن قطر، وإعلان الاستقلال عن بريطانيا في سبتمبر/أيلول 1971، وإنشاء أول مجلس للوزراء، وأول مجلس للشورى.

أيضا، أعدت فضائية «العربية» السعودية تقريرا عن الرجل وصفته فيه بأنه «سلسال أسرة باني قطر الحديثة»، وقالت إنه يحظى بقبول داخل الأسرة الحاكمة في قطر.

هذا التلميع استمر على مدار أمس واليوم أيضا، عندما التقى «عبدالله آل ثاني» العاهلَ السعودي في المغرب، حيث قادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية تلك الحملة الترويجية.

وقالت الوكالة في خبر لها عن اللقاء، إن «آل ثاني» أعرب عن شكره وتقديره للملك «سلمان» على توجيهه بالموافقة على «دخول الحجاج القطريين إلى السعودية عبر منفذ سلوى الحدودي لأداء مناسك الحج، والسماح لجميع المواطنين قطريي الجنسية، الذين يرغبون في دخول المملكة لأداء مناسك الحج دون التصاريح الإلكترونية، وذلك بناء على وساطته».

وأصرت الوكالة ومن بعدها معظم وسائل إعلام دول الحصار التي نقلت الخبر على أن التوجيه بنقل حجاج قطر، كان بناء على وساطة «عبد الله آل ثاني».

وتؤكد تلك الحملة بما لا يدع مجالا للشك، أن «عبد الله آل ثاني» هو ذلك الشخص الذي قصده المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، عندما تحدث في 24 يوليو/تموز الماضي، عن أن ولي العهد السعودي استضاف شخصية قطرية من أسرة «آل ثاني» ليكون له دور في مخطط الإطاحة بأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد»، دون الكشف عن هوية تلك الشخصية آنذاك.

وكان «الخليج الجديد» قد حصل على تفاصيل هجوم عسكري على قطر خططت له السعودية والإمارات، لكن إعلان تركيا نشر قوات لها في الدوحة عرقل تنفيذ المخطط؛ ما أثار غضبا سعوديا إماراتيا ضد تركيا.