علاقات » خليجي

السعودية وافقت على اختراق قنا وبحثت مع الإمارات التدخل العسكري

في 2018/01/25

نيويورك تايمز-

بالنسبة لأمير قطر، كان هناك القليل الذي لا يمكن شراؤه بالمال.

وعندما كان في سن المراهقة كان يحلم بأن يصبح «بوريس بيكر» العرب، لذلك أتى والداه بنجم التنس الألماني إلى قطر لإعطاء ابنهم الدروس. وكان مشجعا للرياضة مدى الحياة، حيث اشترى في وقت لاحق فريق كرة القدم الفرنسي «باريس سان جيرمان»، الذي دفع الصيف الماضي 263 مليون دولار للمهاجم البرازيلي «نيمار»، في أعلى رسوم انتقال في تاريخ اللعبة.

وساعد في إحضار تنظيم كأس العالم 2022 إلى قطر بتكلفة تقدر بـ 200 مليار دولار، وهو تحول كبير لبلد لم يكن مؤهلا حتى للوصول إلى البطولة.

والآن - في سن 37 عاما - واجه الأمير الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» مشكلة لا يمكن للمال وحده أن يحلها.

وكانت المقاطعة التي تعرضت لها البلاد في حملة واسعة النطاق قادها ولي عهد المملكة العربية السعودية «محمد بن سلمان»، قد أثارت المزيد من التوترات في الشرق الأوسط. وفي ظل جهده الطموح للهيمنة على السلطة في بلاده، إلى جانب التنافس الإقليمي مع إيران، احتجز «بن سلمان» المئات من منافسيه في فندق خمس نجوم في الرياض، وأجبر رئيس الوزراء اللبناني على إعلان استقالته في محاولة لتوجيه طعنة فاشلة لإيران، وصعّد من حربه المدمرة في اليمن.

وتماشى الأمير السعودي مع نهج إدارة «دونالد ترامب» تجاه الشرق الأوسط، كما أثارت مساعيه نتائج بعيدة المدى، في ظل احتمالية ارتفاع أسعار الطاقة، وتعزيز جهود السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وزيادة فرص الحرب مع إيران.

وقد يكون النزاع القطري أقل الأجزاء منطقية بين تلك المساعي، ولكنه يشكل خطورة كبيرة.

وينتمي القطريون والسعوديون والإماراتيون إلى نفس القبائل البدوية، ويتقاسمون نفس الدين ويأكلون نفس الطعام. لذا فإن لنزاعهم ظلالا من شجار أبناء العمومة القديم، وإن كانوا مسلحين بمليارات الدولارات والطائرات الأمريكية.

وكانت الأزمة قد أثارت تحولا خطيرا الأسبوع الماضي، عندما اتهمت الإمارات طائرات حربية قطرية بمضايقة طائرتين أمريكيتين للركاب عند عبورهما الخليج. غير أن قطر ردت على الاتهام باتهام الطائرات الحربية الإماراتية بخرق مجالها الجوي مرتين.

من صيد اللؤلؤ إلى سائقي سيارات البورش

على مدى الجزء الأكبر من القرن العشرين، كانت البلاد عبارة عن صحراء جرداء على مياه الخليج العربي، التي كان يقتحمها القراصنة سابقا. وكان شعبها فقيرا يائسا، وعادة ما كانوا يعملون في الغوص لصيد اللؤلؤ في الصيف، ورعي الإبل في فصل الشتاء. وعلى مدى عقود، تخلفت كثيرا وراء جيرانها السعوديين، الذين كانوا في خضم طفرة نفطية كبيرة. وكانت عائلة «آل ثاني» الحاكمة مشغولة بالشجارات الداخلية الشرسة والانقلابات الدورية.

ثم، في عام 1971، اكتشفت قطر الغاز.

وازدهر الغاز الطبيعي، وبحلول عام 2010، مثلت قطر 30% من السوق العالمية.

ومنذ ذلك الحين، أصبح مواطنو قطر، الذين يبلغ عددهم اليوم 300 ألف نسمة، أغنياء جدا، وبسرعة كبيرة. ويعد متوسط ​​الدخل السنوي للفرد في قطر - 125 ألف دولار - هو الأعلى في العالم، أي أكثر من ضعف دخل الفرد في الولايات المتحدة أو المملكة العربية السعودية. وقدمت الدولة لمواطنيها الرعاية المدللة مع الأراضي المجانية، والوظائف اليسيرة والجامعات الأمريكية. وتنتشر السيارات الفارهة وسيارات الليموزين كروز على طول كورنيش الدوحة. ويصعب العثور على فقراء بين القطريين.

وكانت التحولات درامية بنفس القدر لـ «آل ثاني». فالذين كانوا في السابق أمراء في شبه جزيرة مقفرة من الكثبان الرملية والملح، أصبحوا الآن يسكنون أفخم المنازل على المسرح العالمي. وتشهد البلاد حفلات جبابرة الفن التي تدفع مئات الملايين من الدولارات. فضلًا عن «عمالقة الإعلام» الذين كانوا أساس قناة «الجزيرة»، شبكة التليفزيون الرائدة التي ساعدت في دعم الربيع العربي عام 2011.

وفي يونيو/حزيران، أضاءت ألوان قطر الوطنية مبنى إمباير ستيت، الذي تمتلك فيه حصة، علامة على طموحها.

لكن الاستقلال والفخر القطري مثار جدل كبير بين جيرانها. وفي جهودهم من أجل التأثير العالمي، اتبع «آل ثاني» سياسات بارعة ومتناقضة في بعض الأحيان، حيث تدعو إلى فضائل السلام والتعليم وحقوق المرأة، وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وبالنسبة إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، والبحرين ومصر اللتين انضمتا إليهما في المقاطعة، تعتبر قطر دولة خبيثة متآمرة يجب تقليص حجمها.

ويقود الأمير «محمد بن سلمان» - البالغ 32 عاما - حملة تهدف إلى إصلاح وتنشيط مجتمعه المضطرب، بما في ذلك المقترحات الغريبة مثل مدينة بقيمة 500 مليار دولار على البحر الأحمر تديرها الروبوتات. ويتخذ من الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» - ولي العهد الإماراتي المتشدد البالغ 56 عاما، الذي بنى جيشا هائلا ويشارك العداء العميق الذي أبداه نظيره السعودي تجاه إيران - حليفا مقربا.

وأدى صعوده إلى السلطة عام 2013 - حين كان يبلغ من العمر 33 عاما - إلى تناقض صارخ مع الصورة التقليدية لحكم المملكة، حيث يتمسك الحكام بعروشهم حتى الموت. وتثير طريقته المتهورة مسارا عنيفا يرى فيه جيرانه علامة على التهديد الخطير.

ويعد الصراع بين القادة الثلاثة جديرا بدراما السلطة القديمة في الخليج. لكنها تلعب اليوم من قبل الرجال الأغنياء في الجلابيب البيضاء بدلا من البدويين.

انفتاح، ولكن إلى أين؟

في حين سيتم السماح للنساء السعوديات أخيرا بالقيادة في يونيو/حزيران، تقود النساء القطريات منذ عقود. وفي قطر، هناك دور للسينما وحانات وحتى سباقات الخيول. ويمكن للمسيحيين ممارسة عباداتهم علنا في الدوحة. وعلى الرغم من أن القطريين يشتركون في الأيدلوجية الوهابية من الإسلام مع السعودية، إلا أنه لا يوجد بها مظاهر قطع الرأس في الميادين العامة أو مشاهد أخرى من العنف.

وعلى مدى أكثر من قرن، كان حكام قطر يعانون من انعدام الأمن، وعادة كان التهديد من قبل أقاربهم.

وكان جد الأمير القطري الحالي قد طرد ابن عمه من إمارة البلاد عام 1972، إلا أن ابنه «حمد» قد أطاح به من العرش نفسه عام 1995. وكان الأمير المخلوع - الذي علم مصيره أثناء إجازته في سويسرا - قد أدان ابنه ووصفه بـ «الرجل الجاهل» ثم تراجع بعد ذلك مستقرا في المنفى.

وبمجرد تدفق المليارات من عائدات الغاز - بدءا من عام 2000 تقريبا - تضاءلت التوترات الأسرية، مما مهد الطريق لطائفة طموحة من الإصلاحيين من أبناء العائلة المالكة.

وتعد أم الأمير «تميم» الشيخة موزة بنت ناصر المسند - البالغة من العمر 58 عاما - من أكثر الناس شهرة في العالم العربي، والمعروفة بعباءاتها المتألقة، ودفاعها عن القضايا التعليمية والاجتماعية. وتتصرف الشيخة موزة - كما هو معروف - مثل سيدة الطراز الغربي، وتحدثت في مؤتمرات الأمم المتحدة، وقامت بجولات في مخيمات اللاجئين مرتدية وشاحا خفيفا على رأسها.

وأسست قاعدتها الخاصة من خلال مؤسسة قيمتها ملايين الدولارات، والتي أنشأت أوركسترا فيلهارمونية من خلال تجنيد موسيقيين من اللاجئين من 30 دولة، وبنت مستشفى بحثية بقيمة 8 مليارات دولار، وجلبت فروعا من الجامعات الأمريكية للبلاد، بما في ذلك جورج تاون، ونورث ويسترن، وكارنيجي ميلون، وتكساس إيه أند إم.

وتمثل شقيقة «تميم» الصغرى - «مياسا» - ثقافة زوجة القيصر في قطر، وهي عالمة مهتمة بالفنون، بلغت ميزانيتها السنوية - في سن الثلاثين - مليار دولار. (عادة ما ينفق متحف «متروبوليتان» في نيويورك نحو 30 مليون دولار على عمليات الاستحواذ الجديدة). وفي عام 2008، ناشدت المهندس المعماري إل إم بي للعودة من التقاعد لبناء متحف فخم للفن الإسلامي في الدوحة، وبعد ذلك اشترت الأعمال الرئيسية لـ «غوغين» و«فرانسيس بيكون» و«داميان هيرست». واشترت لوحة «لاعبو البطاقات» لـ «سيزان»، مع مشهدها - غير الإسلامي - للشرب ولعب القمار، بمبلغ يقدر بنحو 250 مليون دولار عام 2011، وكانت اللوحة الأكثر تكلفة في العالم.

أما في أوروبا، فيتمتع أفراد العائلة المالكة القطرية بسمعة عالية في مجال العقارات المرموقة والهيبة الأرستقراطية. وبعد الانهيار المالي عام 2008، اشتروا جزرا يونانية وقلاعا فرنسية والعديد من العقارات الشهيرة في لندن، بما في ذلك متجر هارودز، وحصة في مطار هيثرو، وشارد - أطول مبنى في أوروبا الغربية - ما يحفز دوريا عناوين الصحف في الصحافة البريطانية حول امتلاك قطر أملاكا في لندن أكثر من «الملكة».

أما في الشرق الأوسط، فقد استغل حكام قطر ثروتهم لتأكيد استقلالهم عن جيرانهم الأكبر حجما.

وعلى مدى عقود، تعاملت السعودية - التي يبلغ حجمها حجم قطر 186 مرة - مع قطر كدولة افتراضية. وفي الأربعينات، أخذ الحكام السعوديون شريحة من عائدات النفط المتواضعة في قطر، وحاولوا في وقت لاحق الاستيلاء على أراضي قطر، وأملوا عليها سياستها الخارجية والدفاعية.

واتهم والد «تميم» - حمد - السعوديين بمحاولة الإطاحة به في انقلاب فاشل عام 1996، وهي حلقة مريرة وضعت عقودا من التنافس المتصاعد منذ ذلك الحين.

وبالإضافة إلى ذلك، قام القطريون في البداية بدور صانعي السلام الإقليمي، حيث حولوا الدوحة إلى نوع من «جنيف» في منطقة الخليج، حيث يمكن لأطراف النزاع في السودان والصومال ولبنان أن يتناولوا خلافاتهم في فنادق خمس نجوم. وحسنوا العلاقات مع أمريكا واستضافوا قاعدتها الجوية الشاسعة منذ عام 2003، وهو عام حرب العراق، وحصلوا على نفوذ شعبي من خلال قناة الجزيرة، التي كان أسلوبها الاستفزازي يعادي كل حكومة عربية تقريبا.

واستضاف القطريون قادة من حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، مما دفع المسؤولين الإسرائيليين إلى وصف الدوحة بـ «نادي الشرق الأوسط للإرهابيين».

الأخبار الوهمية وأزمة الخليج

وبدأت الأزمة - التي أضحت من أكبر المواجهات في الخليج منذ عقود - بسلسلة من الأحداث العشوائية التي تبدو غير ذات صلة. وشهد حصاد عام 2017 أخبارا وهمية على لسان الأمير القطري، ووصول الرئيس الأمريكي الجديد «دونالد ترامب».

وفي مارس/آذار، اندلع نزاع حول مصير «آلاء الصديق» - المعارضة الإماراتية التي كانت تعيش في الدوحة منذ عام 2013. وبعد أن نشرت مقالا على موقع الجزيرة عن حقوق المرأة في الخليج، ألغى الإماراتيون جواز سفرها ، وجددوا مطالبهم - طويلة الأمد - للأمير «تميم» لترحيلها إلى بلدها.

ورفض «تميم»، وقال لسفير غربي إنه يخشى أن تتعرض للتعذيب أو القتل. ونما الغضب الإماراتي منذ تلك اللحظة.

وشملت الدفعة الثانية من التوترات دفع فدية ضخمة. وفي أبريل/نيسان، هبطت طائرة قطرية خاصة تحمل 300 مليون دولار في العراق، لتحرير مجموعة من 26 صيادا قطريا من صيادي الصقور، منهم تسعة ماليين، اختطفتهم ميليشيات موالية لإيران. وعلى الرغم من أنه لا يزال من غير المعروف تماما من الذين استفادوا في نهاية المطاف، أشار نقاد «تميم» إلى الحدث كدليل على رغبته في الانغماس المتهور مع المتطرفين.

كما مثلت الخطوة نقطة نقاش قوية لدى الرئيس الأمريكي الجديد.

وحتى قبل أن يهبط «ترامب» في السعودية - في مايو/أيار - في أول رحلة خارجية له كرئيس، بدا أنه منحاز إلى المعسكر السعودي. ولعدة أشهر، أقامت القيادة السعودية والإماراتية علاقة وثيقة مع «جاريد كوشنر»، مستشار الرئيس وصهره.

واستوعب «كوشنر» وجهات نظر الأمراء في المنطقة، بما في ذلك عداءهم مع قطر، كما قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية، ووصف العلاقات بأنها وثيقة جدا.

وفي الرياض، أشار «ترامب» إلى علاقته المتنامية مع ذلك المعسكر من خلال وضع يديه مع الملك «سلمان» - البالغ من العمر 81 عاما - على نموذج كرة أرضية متوهجة، وهي صورة كانت تهدف إلى تقديم التضامن، ولكن أعطاهم مظهر الأشرار المستوحى من أحد الأفلام.

كما التقى «ترامب» مع «تميم»، ورأى الزعيم القطري أن اللقاء سار على ما يرام. لكن بعد يومين من ذلك، عاد الأمير إلى الدوحة، واستيقظ من نومه على أخبار مزعجة؛ حيث اخترق شخص ما وكالة الأنباء القطرية التي تديرها الدولة (قنا) ونشر على موقعها على شبكة الإنترنت تقريرا على لسان الأمير يصف فيه إيران بأنها «قوة عظمى»، قائلا بأن «ترامب» قد لا يدوم طويلا في السلطة.

وكان التقرير محض خيال، ولكن جيران قطر تمسكوا به على أنه شيء حقيقي، وكالوا له الانتقادات. وفي غضون دقائق، امتلأت القنوات السعودية والإماراتية بتحليلات التصريحات الملفقة وأصدروا أحكامهم وانتقاداتهم تجاه القطريين.

وعلى مدى الأسابيع التالية، سارعت وسائل الإعلام الإماراتية والسعودية إلى تسريع هجماتها على قطر، متهمة إياها بتهديد الاستقرار الخليجي. وانضمت العديد من مراكز التفكير المحافظة في واشنطن إلى جوقة الإعلام المهاجم لقطر. ثم في 5 يونيو/حزيران - دون إنذار - تم الإعلان عن المقاطعة المكونة من أربعة بلدان على قطر.

وكان «ترامب» حريصا على اعتمادها ومباركتها.

وقال مسؤول أمريكي لصحيفة «نيويورك تايمز» إن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية أكدوا أن عملية زرع القصة الإخبارية المزيفة قد نظمت من قبل الإمارات، التي دفعت بهدوء نحو مقاطعة قطر منذ عام 2016.

وأضاف أن «الدلائل تقود إلى أبوظبي»، مقر ولي العهد الأمير «محمد بن زايد». وأضاف: «لا يوجد أي غموض». وقال المسؤول إن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» كان على علم مسبق بالخدعة، وأعلن موافقته عليها.

ولكن في معظم الأحيان، لم تتغير الحياة اليومية في الدوحة إلى حد كبير. وتدفق النبيذ الغالي في فنادق الخمس نجوم، واستمر العمل على نظام المترو الجديد، المقرر أن يصبح متحفا وطنيا مذهلا، على شكل سلسلة من الأقراص المتقاطعة العملاقة، ليشكل أحدث أعجوبة معمارية في المدينة.

ويقول البنك المركزي القطري إن لديه مبلغ 340 مليار دولار للمساعدة في مواجهة الأزمة.

وعادت المقاطعة إلى الوراء في بعض النواحي. حيث دفعت القيود التجارية قطر إلى علاقات اقتصادية أعمق مع إيران، في حين اكتسب «تميم» شعبية قومية حادة. وتزين صورة الأمير اللوحات الإعلانية التي تدلى من أعلى ناطحات السحاب، وتنتشر الأغاني التي تشيد بقيادته الحكيمة والقوية.

ويقوم وزراؤه - وفق الضرورة الجديدة - بتطوير روابط جديدة للتجارة والنقل. وللتعويض عن الحليب السعودي، خلقوا صناعة ألبان جديدة من الصفر في الصحراء. وفي يوم سريالي من يوليو/تموز، هبطت الأبقار الألمانية من طائرة إيرباص تابعة الخطوط الجوية القطرية في مطار الدوحة، وقدرت أول دفعة بنحو 4 آلاف من الماشية المنقولة جوا من أوروبا وأستراليا وكاليفورنيا.

أما بالنسبة إلى أنصار قطر، فإنهم يرون أن النفاق في المنطقة يكشف الهدف الحقيقي للمقاطعة؛ وهو إسقاط أو الإطاحة بأمير قطر الشباب، الذي يرفض المضي قدما في التبعية للسعودية.

وبالنسبة لـ «تميم»، فإن الهدف النهائي لجيرانه هو الإطاحة به من السلطة. وفي مقابلة مع صحيفة «التايمز»، ذكر سابقة محاولة الانقلاب التي كانت ترعاها السعودية ضد والده. وقال: «كان هذا التحذير دائما نصب أعيننا».

وقد يكون لمخاوفه ما يبررها. وقال مسؤولون أمريكيون - في الأيام الأولى للمقاطعة - إن القادة السعوديين والإماراتيين كانوا يجهزون لعمل عسكري محتمل ضد قطر. ولم تكن التفاصيل الدقيقة واضحة، لكن الحديث كان جديا بما فيه الكفاية لكي يحذر «تيلرسون» شخصيا القادة السعوديين والإماراتيين من اتخاذ إجراءات متسرعة. وكرر «ترامب» - في وقت لاحق - هذه النصيحة في دعوة للقادة السعوديين.

ولا شيء يشير إلى أن النزاع قد يتم حله في وقت قريب. وعلى الرغم من أن السعوديين والإماراتيين قد يكونوا قد بالغوا في تقدير قدرة المقاطعة على الضغط على قطر، إلا أنهم قد يشعرون بأن لديهم القليل ليخسروه إذا ما استمروا في ذلك.

ولكن مع تصاعد النزاع مرة أخرى الأسبوع الماضي، مع اتهامات للطائرات الحربية القطرية بمضايقة الطائرات التجارية الإماراتية، فقد سلط ذلك الضوء على مدى سهولة تصاعد الأزمة إلى أبعد مدى ممكن.