علاقات » خليجي

«التوترات الجوية» بين قطر والإمارات.. تهدد مصالح واشنطن وتفيد طهران

في 2018/02/09

هآرتز-

تصاعد التوتر بين قطر والإمارات حول انتهاكات الطائرات العسكرية لكليهما، يهدد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الخليج، ويفيد إيران؛ منافسها الاستراتيجي في المنطقة، ما يثير قلق (إسرائيل) والسعودية.

وحسب صحيفة «هآرتس» العبرية، تقول أبوظبي إن مقاتلات قطرية اعترضت طائرتين مدنيتين إماراتيتين كانتا في طريقهما في رحلة تجارية للبحرين، الشهر الماضي، بينما تقول الدوحة إن مقاتلات إماراتية انتهكت مجالها الجوي مرتين في 21 ديسمبر (كانون الأول) و3 يناير (كانون الثاني).

وبينما ينكر كل طرف اتهامات الآخر، تزداد خطورة المواجهة، لكن الخبراء الإقليميين لا يرجحون اندلاع حرب بين قطر والإمارات.

تصعيد مثير للقلق

وأثار تصاعد التوتر بين البلدين الخليجيين قلق واشنطن؛ خاصة أنه يأتي بعد 7 شهور من فرض الإمارات والسعودية والبحرين ومصر عقوبات على السفر والتجارة إلى قطر في ظل اتهامات للأخيرة بـ«دعم الإرهاب»، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

وقال دبلوماسي غربي رفض ذكر اسمه: «عندما تحلق طائرات عسكرية قطرية بالقرب من طائرات مدنية؛ فإن هذا -حتى لو كان غير مخطط له- يرفع خطورة التسبب بحادث قد يؤدي لخسائر في الأرواح، ويسبب تصعيدا لوضع لم تمر به دول الخليج يوماً».

أما الخبير في العقوبات المالية، «غابرييل كولينز» فقال إن تموضع القوات العسكرية على خلفية من التوتر المتراكم بسبب العقوبات الدبلوماسية والتجارية «يترك مجالاً لحدوث سوء التقدير»، وأن شرارة واحدة في هذا الوضع قد تشعل حريقاً هائلاً.

بينما يرى وزير الدفاع الأمريكي، «جيمس ماتيس»، أن تدهور العلاقات بين حلفائها الخليجيين يعيق حرب بلاده على تنظيم «الدولة الإسلامية»، وجهودها لوقف تمدد إيران إقليميا.

مصالح استراتيجية مهددة

ويعد الخليج منطقة مهمة استراتيجياً للولايات المتحدة؛ حيث يتمركز أسطول الولايات المتحدة الخامس في البحرين، كما تعد «قاعدة العديد» في قطر مركزاً لعملياتها الجوية ضد «الدولة الإسلامية».

وقال متحدث باسم القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية في قطر، رداً على طلب «رويترز» للتعليق على الواقعة (التوترات الجوية بين قطر والإمارات)، إن «الولايات المتحدة تعتبر كلاً من قطر والإمارات شركاء حيويين في المنطقة»، وطالب «بحلول مجدية لتقليل التوترات».

الوضع لمصلحة إيران

وستكون «قاعدة العديد» محورية إن أرادت الولايات المتحدة أن تخوض حرباً مع إيران، التي تقول واشنطن إنها تدعم الإرهاب وتهدد استقرار ومصالح الولايات المتحدة بالشرق الأوسط، لكن طهران ترفض هذه الاتهامات.

وترى السعودية –قائدة العالم السني– أن إيران -قائدة العالم الشيعي- تشكل تهديداً لاستقرار المنطقة، وتعتبرها المنافس الرئيسي لها في المنطقة.

لكن الإمارات كانت تحاجج أكثر من أي دولة أخرى قاطعت قطر، بالدعم القطري للإسلاميين في المنطقة، وتحافظ على خطها المتشدد ضد جماعة «الإخوان المسلمين».

وبخلاف المخاوف الأمنية لدى الغرب جراء الأزمة الخليجية، هناك مخاطر تجارية، أيضا، بالنسبة لهم.

وعن ذلك، قال دبلوماسي غربي آخر إن المنافسة تستعر بين السعودية وحلفائها الخليجيين وإيران، وهم شركاء تجاريون وأمنيون رئيسيون للغرب منذ عقود، وإذا كانوا منقسمين وعلى حافة الاقتتال، في هذا المناخ الصفريّ، فإن إيران ستكسب وتخسر الولايات المتحدة.

لماذا تزيد الإمارات الضغط؟

وقال مسؤول عربيّ، رفض الكشف عن هويته، إن الإمارات تريد أن تراكم الضغط على الدوحة، التي تتنافس معها إقليميا، لكي تؤكد على أن المصالحة ليست قريبة، وأن المقاطعة لن تنتهي قريباً.

وأضاف المسؤول قائلاً إن السعودية والدول المتحالفة معها لا تخشى على اقتصادها من هذه الأزمة مثل قطر، كما إن الإمارات مهتمة بفرض مطالبها على قطر، وتقليص أنشطتها في المنطقة؛ ما يجعل البلدين حريصين في هذه المرحلة على إثبات أنهما لن يتراجعا قريباً، وسيصعّدان الوضع إن لزم الأمر.

ترامب يغيّر موقفه

على الجانب الأمريكي، يبدو أن الرئيس «دونالد ترامب» تراجع عن موقفة الحاد إزاء الدوحة.

ففي البداية قام بمباركة المقاطعة، متهماً الدوحة بـ«تمويل الإرهاب على مستوى عالي»، لكنه عرض التوسط لحل الأزمة الخليجية في سبتمبر/أيلول الماضي، كما هاتف أمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد»، هذا الشهر، ليشكره على جهوده المضادة للإرهاب.

يأتي هذا التغيير بعد سلوك هجومي سحريّ قامت به الدوحة، التي استضافت في الأشهر الأخيرة معلقين يمينيين عديدين قريبين من «ترامب»، وقامت بجهود ضغط مماثلة لما تقوم به الإمارات في واشنطن.

وقال دبلوماسيون غربيون إن هذا التغيير يعكس على ما يبدو حسابات سياسية بين الشركاء الغربيين لدول الخليج، ترى أن قطر لن تخاطر بالسماح للخلاف بينها وبين الإمارات بالتدهور أكثر.