علاقات » خليجي

قضية صهر ترامب في البيت الأبيض..أدوار محتملة للاعبين خليجيين

في 2018/03/05

وكالات-

من أبرز مشاكل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتمثل في تهمة الخلط بين التجارة والسياسة. مصادر إعلامية أشارت إلى أن مشاورات صهر ترامب كوشنر مع أجانب وضمنهم خليجيين قد أثرت على سياسة الرئيس لاحقا.

وفي خضم التحقيقات الجارية في ملف فضيحة روسيا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تتجه أنظار المحققين بشكل مكثف على مشاورات صهر الرئيس جاريد كوشنر مع أجانب قبيل وعشية تولي ترامب المنصب وانتقاله إلى البيت الأبيض، وفق معلومات صحافية أمريكية.

فقد قالت قناة (إن.بي.سي نيوز)التلفزيونية يوقبل يومين إن محققين اتحاديين يبحثون ما إذا كانت المحادثات التجارية التي أجراها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أجانب لدى تولى الأخير الرئاسة قد أثرت فيما بعد على سياسة البيت الأبيض.

وأضافت القناة أن المحقق الخاص روبرت مولر سأل شهودا عن محاولات كوشنر ضمان الحصول على تمويل للمشروعات العقارية لأسرته والتركيز بشكل خاص على محادثاته مع أشخاص من قطر وتركيا بالإضافة إلى روسيا والصين ودولة الإمارات العربية. ونقلت القناة ذلك عن أشخاص مطلعين على تحقيقات مولر لم تكشف عن أسمائهم بالإضافة إلى شهود قابلهم فريق مولر. ويتحرى مولر عن تدخل روسيا المزعوم في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت في 2016 وما إذا كان هناك أي تواطؤ مع حملة ترامب. وامتنع بيتر كار المتحدث باسم مكتب مولر عن التعليق على التقرير.

لكن متحدثا باسم آبي لويل محامي كوشنر قال إن هذا التقرير صادر عن مصادر لم يكشف عن اسمها تباشر "حملة معلومات مغلوطة" لتضليل وسائل الإعلام. وأضاف أن "السيد كوشنر قام في الحملة والمرحلة الانتقالية بدور الشخص المسؤول عن اتصالات سليمة تماما من مسؤولين أجانب ولم يخلط بين نشاطه أو نشاط شركته السابقة وهذه الاتصالات. "أي ادعاء بغير ذلك كاذب".

من جانبها، نفت روسيا تدخلها في الانتخابات وقال ترامب إنه لم يكن هناك تواطؤ.

وقالت (إن.بي.سي نيوز) إن محققين اتحاديين تواصلوا مع مواطنين أتراك للحصول على معلومات بشأن كوشنر من خلال مكتب الملحق القانوني بمكتب التحقيقات الاتحادي في أنقرة. وأضافت القناة نقلا عن أربعة أشخاص على إطلاع على هذا الأمر أن مسؤولي الحكومة القطرية الذين زاروا الولايات المتحدة في وقت سابق من العام الجاري درسوا تسليم معلومات لمولر يعتقدون أنها تظهر تنسيق جيرانهم في الخليج مع كوشنر لإلحاق الضرر بقطر.

وقالت القناة إن المسؤولين القطريين قرروا عدم التعاون مع مولر حاليا خشية أن يؤدي ذلك إلى توتر علاقات بلادهم بشكل أكبر مع البيت الأبيض. ورفضت السفارة القطرية في واشنطن هذه التأكيدات وقالت في بيان في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إن الحكومة القطرية "لم تتصل ولم يكن لها أي اتصال مع مكتب المحقق الخاص بشأن أي موضوعات".

لكن (إن.بي.سي نيوز) قالت نقلا عن مصادر مطلعة على المباحثات إن شركة كوشنر العائلية(كوشنر كومبانيز) اتصلت بقطر عدة مرات من ضمنها الربيع الماضي بشأن الاستثمار في عقارها الرئيسي الذي يواجه مشكلات في 666 فيفث أفينيو في نيويورك ولكن صندوق قطر للثروة السيادية رفض.

وأبدى فريق مولر أيضا اهتماما باجتماع عقده كوشنر في برج ترامب في ديسمبر كانون الأول 2016 مع رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني وذلك حسبما قال أشخاص مطلعون على الاجتماع لقناة (إن.بي.سي نيوز). ونقلت (إن.بي.سي نيوز) عن المصادر قولها إن عقار كوشنر كومبانيز في فيفث أفينيو يواجه ديونا يبلغ حجمها 1.4 مليار دولار مستحقة في 2019.

وقالت المصادر إن المحادثات مع المسؤولين القطريين بشأن الاستثمار استمرت بعد دخول كوشنر البيت الأبيض وابتعاده عن الشركة. وبعد انهيار المحادثات بين قطر وكوشنر كومبانيز أيد البيت الأبيض بقوة إجراءات ضد قطر اتخذتها دول عربية من بينها السعودية ودولة الإمارات لاتهامها قطر بدعم الإرهاب. ويلعب كوشنر دورا رئيسيا في سياسة الشرق الأوسط.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي أن مسؤولين من دولة الإمارات والصين وإسرائيل والمكسيك تناولوا في أحاديث خاصة سبل التأثير على كوشنر مستغلين ترتيباته التجارية والمشكلات المالية التي يواجهها وانعدام خبرته في مجال السياسة الخارجية. ونقلت الصحيفة ذلك عن مسؤولين أمريكيين لم تنشر أسماءهم على إطلاع على تقارير للمخابرات بشأن هذه المسألة. وفقد كوشنر إمكانية اطلاعه على معلومات المخابرات الأمريكية السرية للغاية في الأسابيع الأخيرة بسبب عدم قدرته على الحصول على إذن أمني على هذا المستوى.

في غضون ذلك، ذكرت تقارير إعلامية أن روبرت مولر، المستشار الخاص الأمريكي الذي يحقق في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016 بدأ في التحقيق مع رجل أعمال أمريكي من أصل لبناني يعمل كمستشار لدى الإمارات العربية المتحدة.

وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أمس السبت أن المحققين قاموا باستجواب جورج نادر خلال الأسابيع الماضية على خلفية محاولات محتملة من قبل الإماراتيين لشراء نفوذ سياسي على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من التحقيقات القول إن المحققين مهتمون بمعرفة ما إذا كان الإماراتيون قد وجهوا أموالا لدعم ترامب في حملته الانتخابية وما إذا كان  لنادر أي دور  في صنع القرار في البيت الأبيض.

ولم يتضح كيفية ارتباط  هذا الخط من التحقيقات بالتركيز الرئيسي لمولر بشأن أي تواطؤ محتمل بين موسكو وحملة ترامب.

ولكن ترامب دعم المقاطعة التي تقودها الإمارات والسعودية لقطر، على الرغم من أن الدوحة تستضيف قاعدة أمريكية كبيرة، وبالرغم من أن ذلك يجعله مخالفا لعشرات السنين من السياسة الخارجية الأمريكية.