الجزيرة القطرية-
كشف البرنامج الاستقصائي "ما خفي أعظم"، الذي تعرضه قناة "الجزيرة" الإخبارية، تمويل دولة الإمارات العربية لإعلاميين سعوديين ممن يقودون حملات التحريض ضد قطر، وفي مقدمتهم تركي الدخيل مدير قناة "العربية".
وفي حلقة جديدة قدمها البرنامج، الأحد، قال أحد مؤسسي شبكة المعلومات العربية (نسيج)، عبد الله فواز الشمري، إن تركي الدخيل، مدير قناة "العربية"، تمت برمجته في الولايات المتحدة وعاد جاهزاً للانتقال من التشدد إلى الانفتاح، وتنفيذ المطلوب منه.
وعرض البرنامج وثائق تؤكد تلقي الدخيل مبلغ 633 ألف دولار من وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، عام 2014، وأنه تسلّم ملكية منزلين في شارع باترسي بلندن، وقيمتهما نحو مليونين و500 ألف إسترليني، وذلك تزامناً مع اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية الرسمية في مايو الماضي.
وأكد ضيوف الحلقة أن ما يمتلكه الدخيل من أموال بات محط استغراب كثيرين. وأعرب الشمري عن استغرابه من استضافة الدخيل وليَّ عهد السعودية محمد بن سلمان، وسؤاله عن مكافحة الفساد، في حين لم يفكر بن سلمان في سؤال الدخيل عن نحو 160 مليون دولار صار يمتلكها فجأة.
ورغم حديثه عن محاولة الرياض سلوك مسلك أبوظبي، فإن الكاتب البريطاني بيتر أوبورن يعتقد أن العلاقة بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد محكومة بالفشل، فقد راهنا على ترامب ونتنياهو في إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وهو أمر بالغ الغرابة.
وكان فريق البرنامج أعلن في وقت سابق من الأحد، أنه سيتناول تحولات الإعلام السعودي خلال العقود الماضية، من الدعم والترويج للحركات المسلحة والجهادية إلى الدفاع عن الأفكار الليبرالية.
وأشار القائمون على البرنامج إلى أن الحلقة الجديدة ستتطرق إلى تحول الإعلام السعودي لمنبر للدفاع عن الأفكار الليبرالية مؤخراً، بعدما كان منبراً للدفاع عن المجاهدين الأفغان والترويج للحركات الجهادية.
وسلطت حلقة الأحد من البرنامج الاستقصائي، الذي يرصد قضايا يلفُّها الغموض من مختلف دول العالم، الضوء على محاولات الإمارات السيطرة على وسائل الإعلام السعودية.
وفتح التحقيق -الذي يحمل عنوان "بين تطرُّفين"- ملف التحولات الفكرية والسياسية في السعودية بين الماضي والحاضر، وتأثير أبوظبي على المشهد السعودي.
وكشفت قناة "الجزيرة"، السبت، أنها حصلت على وثائق تثبت تحويلات مالية كبيرة دفعها مسؤولون في دولة الإمارات لشخصيات ومراكز بحثية سعودية مقربة من ولي العهد الأمير محمد
وعرضت "الجزيرة" بعض هذه الوثائق، مساء الأحد، في حلقة استقصائية جديدة ضمن برنامج "ما خفي أعظم"، الذي يقدمه الإعلامي تامر المسحال.
وكشفت تقارير إعلامية وحقوقية متعددة تورُّط أبوظبي في التمويل والتدخل بشؤون دول أخرى، وآخرها كشف صحيفة "نيويورك تايمز"، قبل أيام، اتجاه المحقق الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية للتحقيق في مسارات جديدة تربط أبوظبي وروسيا وإسرائيل وغاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره.
والشهر الماضي، عرض البرنامج تحقيقاً استقصائياً من جزأين تحت عنوان "قطر 96"، وعرض فيه شهادة بعضِ مَن شاركوا في انقلاب 1996 الفاشل من القطريين، حيث أكد هؤلاء وقوف دول الحصار الأربع (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) وراء التخطيط لإسقاط نظام الحكم بقطر، ونشر الفوضى في البلاد من خلال دعم عمليات تخريب، كما قدّم التحقيق وثائق عززت هذه الاتهامات.