علاقات » خليجي

"تسييس الحرمين".. حائط سعودي يمنع القطريين من عمرة رمضان

في 2018/05/21

هناء الكحلوت - الخليج أونلاين-

يمر شهر رمضان الثاني على دولة قطر وشعبها محروم من أداء مناسك الحج والعمرة، وزيارة الأقارب في السعودية والإمارات والبحرين، إثر حصار هذه الدول لها منذ يونيو الماضي.

وفي 5 يونيو من العام 2017 والذي صادف 10 رمضان (1438 هجري)، تجاهلت 4 دول عربية (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) فضائل الشهر الكريم، وأعلنت حصاراً محكماً على قطر، واتهمتها بدعم الإرهاب وهو ما نفته الأخيرة مراراً.

هذه الدول طردت رعايا قطر من أراضيها، وطالبت مواطنيها بمغادرة الدوحة، لتقطع صلات الأرحام بين العائلات، وتضيق الخناق على المعتمرين القطريين أيضاً.

وفي 17 مايو من العام الجاري بدأ شهر رمضان المبارك، ولا يزال الحصار مستمراً، في ظل فشل كل الجهود لحل الأزمة.

وعلى الرغم من تعنت المحاصرين، إلا أن قطر أصبحت أقوى؛ إذ سجلت موازنتها الكبرى في تاريخها، وقاربت الاكتفاء الذاتي، وباتت علاقاتها الدولية أكثر متانة وتشعباً، ولكن يبقى شهر رمضان ناقصاً بلا مناسك العمرة، إذ تتوق قلوب القطريين لزيارة مكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.

الكثير من القطريين اشتكو إزاء منع السلطات السعودية لهم، لا سيما أن القطريين اعتادوا على مر عقود من الزمان أن يؤدوا مناسك العمرة ويتزاوروا مع أقاربهم في رمضان، وأن يكون لهذا الشهر طقوسه الخاصة من عبادات واحتفاء، إلا أنه جاء للمرة الثانية ناقصاً دون جمعة مكتملة للأحباب، أو زيارة لبيت الله الحرام.

وعبر قطريون عن هذا الحال الذي يمرون به، إذ قال القطري جاسم السميطي في حديث سابق لصحيفة "الشرق" القطرية: إن "العادات المتعلقة بالسفر ولقاء الأقارب في دول الجوار ستتغير برمضان، وبات العديد من المواطنين لا يفكرون بالسفر خلال هذا الشهر لأن الغاية الأساسية منه وهو صلة الأرحام من خارج الدولة، وقد بات من الصعب تحقيقها".

في حين قال خليفة البريدي للصحيفة: إن "المواطنين القطريين اعتادوا على زيارة بيت الله الحرام في رمضان والتهادي فيما بينهم بما يحضرونه من هناك، وأداء العمرة حق من حقوق القطريين أسوةً بكل المسلمين بالعالم".

وعبر ناشطون عن استيائهم من منعهم من أداء المناسك في السعودية عبر موقع "تويتر"، وسط آمال بأن تعود العلاقات الخليجية لما كانت عليه.

رئيس تحرير صحيفة "العرب" القطرية دعا المعتمرين والمعتمرات في الحرم المكي أن يخصّوا قطر بدعائهم، وقال: "لا تنسوا أهلكم في قطر من الدعاء، فلقد ضيق علينا وحرمتنا سلطات نجد من العمرة برمضان السنة الماضية 1438 وتم طردهم، وهذا رمضان 1439 للهجرة يأتي بعده وما زالوا يحولون بيننا وبين بيت الله الحرام وزيارة المسجد النبوي. دعواتكم".

ورفض القطريون زج العبادة في السياسة، وقال شاهين السليطي، عبر وسم "#تسييس_الحرمين_مرفوض": إن "أهل قطر والمقيمين فيها يطالبون بحقهم في الوصول للأراضي المقدسة وزيارة بيت الله لأداء فريضة العمرة والحج دون أي قيود أو شروط بوسائل النقل الوطنية والمباشرة"، وذلك بعد حظر دول الحصار استقبال أي رحلات للخطوط الجوية القطرية، وإغلاقها للمعابر البرية الحدودية.

المطالبات القطرية ليست جديدة، إذ استمرت على مدى يقارب عاماً من الحصار.

وفي أغسطس الماضي طالبت قطر برفع القيود التي وضعتها السعودية على الحج، ودعت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية السلطات في المملكة إلى الرفع الفوري للإجراءات المتخذة من قبلها ضد مواطنيها والمقيمين، "وعدم تسخير الأماكن المقدسة واستخدامها كملف للضغط السياسي".

وأصدرت اللجنة حينها تقريراً كشفت فيه عن الأضرار التي تسبب بها الحصار على المعتمرين والحجاج القطريين، وتضمّن شهادات للمتضررين، وشهادات لأصحاب حملات الحج بالدولة وبيان للأضرار المادية التي طالتها، علاوة على تضمينه ما أوردته المواثيق والاتفاقيات الدولية فيما يتعلق بالحق في ممارسة الشعائر الدينية.

وأوصت بضرورة تعويض الأفراد والشركات والمكاتب وجميع المؤسسات العاملة سنوياً في شأن الحج، والذين تضررت مصالحهم الاقتصادية بشكل كبير في كل من دولتي قطر والسعودية.

وكان بعض مديري الحملات قد اعتذروا عن تسيير رحلات الحج إلى الديار المقدسة في العام الماضي، وذلك بعد تقدير التحديات والإكراهات التي فرضتها ظروف الحصار.

وقد تبنَّت حملات الحج هذا التوجه غير المسبوق، من جراء ما لحق بالمعتمرين القطريين خلال شهر رمضان الماضي، حيث تعرض كثير منهم لمضايقات من قِبل الجهات الأمنية السعودية في أثناء أدائهم مناسك العمرة، واتهم بعضهم السلطات بطردهم من صحن المسجد الحرام، وطرد آخرين من الفنادق التي يقيمون بها، حسبما أشارت الصحافة القطرية.

ولم يتمكن هؤلاء من استرداد المبالغ التي قدموها سلفاً لتلك الفنادق، وذلك وفق شكاوى وثَّقتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ضمن تقريرها عن مجمل انتهاكات دول الحصار.

القطريون ما زالوا يأملون عودة الأمور إلى ما كانت عليه وأن يتمكنوا من أداء الفرائض وصلة الأرحام.

وتؤكد قطر مراراً أن "السلم والأمن الدوليين لن يتحققا بوجود سياسات قائمة على التهديد بتقويض وانتهاك سيادة الدول وافتعال الأزمات من أجل تحقيق أهداف غير مشروعة"، وذلك وفق ما قالت مندوبتها لدى الأمم المتحدة الشيخة علياء آل ثاني.

وجدير بالذكر أن قطر رفعت شكوى للأمم المتحدة إزاء منع شعبها من أداء الحج والعمرة.