علاقات » خليجي

السعودية والإمارات تدفعان لاضطرابات بالبحرين

في 2018/06/11

موقع «ميدل إيست آي» البريطاني-

اعتبر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني أن الإمارات والسعودية تدفع حاليا في اتجاه اضطراب الأوضاع في البحرين، ناقلا عن مصادر (لم يسمها) سعي ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» بموافقة ولي عهد السعودية «محمد بن سلمان» على الإطاحة برئيس وزراء البحرين الشيخ «خليفة بن سلمان آل خليفة» من منصبه، لتمكين الملك «حمد بن عيسى آل خليفة» بشكل أكبر من حكم البلاد.

وينظر إلى رئيس الوزراء البحريني على أنه الرجل الأقوى في المملكة، حيث يتولى منصب رئاسة الوزراء منذ عام 1971، ويمارس صلاحيات حقيقية للحكم، وبات في أعين قادة الخليج الكبار الحاكم الحقيقي والفعلي للبحرين.

وأضاف الموقع البريطاني، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن ولي عهد أبو ظبي «محمد بن زايد» وولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» يقفان الآن مع ملك البحرين، ويرغبان في تهميش رئيس وزرائه، بحسب ما ترجمته «الجزيرة نت».

وقال المصدر إن «بن زايد» يسعى إلى مزيد من النفوذ في البحرين، ويعتبر الملك صديقا وحليفا مقربا له.

وأضاف المصدر ذاته أن ملك السعودية الراحل «عبدالله بن عبدالعزيز» عارض إقصاء الشيخ «خليفة بن سلمان»، كما يرى الملك الحالي «سلمان بن عبدالعزيز» وأمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح» أن الشيخ «خليفة» هو «الرجل المناسب في المكان المناسب».

في المقابل، فإن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» لا تربطه علاقات مع رئيس الوزراء البحريني ولا يهتم لأمره كثيرا، ومن المرجح أن لا يعارض الإطاحة به لإرضاء ولي عهد أبوظبي، والذي يريد إعادة ترتيب الأوضاع في البحرين في اتجاه إبراز أمراء جدد وعزل الوجوه القديمة.

وينقل «ميدل إيست آي» عن مصدره أنه في الوقت الذي حسمت فيه الإمارات أمرها وتريد تهميش رئيس وزراء البحرين، فإنه ليس للسعودية موقف واضح.

وكانت صحيفة «القدس العربي» قد نقلت بدورها عن مصادر أن عملية الإطاحة المرتقبة برئيس وزراء البحرين القوي ستكون مقدمة نحو أخرى تغير خريطة الحكم البحرينية، متمثلة في الإطاحة بولي العهد الحالي «سلمان بن حمد» ليحل محله «ناصر بن حمد»، الابن الرابع والأكثر حظوة لدى الملك «حمد بن عيسى».

ومن المعروف أن السعودية تعتبر البحرين ساحتها الخلفية، ولا تسمح بأي تغيير بها، دون موافقتها.

وبحسب محللين، فإن التوافق بين «بن زايد»، و«حمد بن عيسى» على هذه التغييرات مرتبط بمصلحتين، مصلحة ولي عهد أبوظبي في التخلص من أي مصدر قوة لا يكون قابلا لبسط هيمنة أبوظبي الكاملة على البحرين، أما بالنسبة لـ«حمد بن عيسى» فهي إزاحة الرجل القوي، الذي يظل حضوره شبحا يذكره بأن الإدارة الحقيقية للبلاد هي في يد رئيس الوزراء.

ولا يستبعد كثيرون أن يكون الدور الذي لعبه «خليفة بن سلمان» في قيادة أمور الحكم واتخاذ القرارات الصعبة خلال اضطرابات 2011 قد أثارت غيرة الملك «حمد بن عيسى»، لا سيما وقد تردد، حينها، بقوة أن الملك خاف على نفسه من تداعيات الاضطرابات، وأنه هم بمغادرة البلاد، وعندما نصح بألا يفعل، كي لا تفسر مغادرته للبلاد على أنها هروب، لجأ إلى قاعدة الشيخ عيسى بالقرب من مطار صخير العسكرية، واحتمى بها، تاركا البلاد برمتها تواجه مستقبلا مجهولا.

ويعتبر مراقبون أن رئيس الوزراء البحريني يمسك بزمام المتناقضات في المملكة، حيث يدعمه السنة، بسبب مواجهته مطالب الشيعة بقوة، وفي نفس الوقت هو الذي يستطيع الوقوف بوجه الشيعة هناك، وبالتالي فإن الإطاحة به قد تدخل البحرين في نفق مظلم.