علاقات » خليجي

محلل عُماني: المشروع السعودي الإماراتي في المنطقة يتعرض للانكسار

في 2018/06/29

الخليج أونلاين-

قال السياسي العماني والأكاديمي، عبد الله الغيلاني، إن دول حصار قطر  (السعودية والإمارات والبحرين) غير راضية عن موقف الكويت وسلطنة عُمان من الأزمة الخليجية التي دخلت عامها الثاني الشهر الجاري.

وفي حوار مع "الخليج أونلاين"، توّقع الغيلاني أن تتعرض مسقط والكويت إلى ما تعرضت إليه الدوحة في 5 يونيو 2017، في إشارة إلى الحصار والمقاطعة التي فرضتها الدول الخليجية الثلاث.

وأضاف: "عُمان والكويت ليستا بعيدتان عن الأزمة الخليجية، إذ أن موقفهما المحايد في الظاهر -إن كان في جوهره أقرب إلى رفض حصار قطر- لم يكن مقبولاً من قبل السعودية والإمارات".

الغيلاني أعرب عن اعتقاده بأن الممانعة العمانية الكويتية للإقصاء والامتهان والضغط الذي تعرضت له قطر، أحبطت الكثير من المشاريع؛ على رأسها الخيار العسكري الذي تم تنحيته، حسب ما أعلن أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤخراً.

وأشار الأكاديمي العُماني إلى أن الدولتين الخليجيتن تصدّتنا إلى خطة عزل الدوحة وإقصائها من مجلس التعاون الخليجي، وعملتا على إحباطها. ويدلّل على ذلك بحضور قطر القمة الخليجية التي استضافتها الكويت في (ديسمبر 2017).

الخليج في خطر

واستطرد حديثه: "هناك حالة من القلق والتوجس لدى الرأي العُماني والكويتي من تكرار سيناريو قطر في دولتيهم"، معتبراً أنه "حال حدث ذلك، فإن الخليج سيشهد مزيداً من التوتر وعدم الاستقرار".

وهذا سيؤدي، والحديث للغيلاني، إلى "جعل المنطقة الخليجية سلعة في السوق الدولية، إذ أن دولها تتعرض إثر الأزمة لقدر كبير من الابتزاز الأمريكي مثلاً".

وتساءل السياسي العُماني: "ما الذي يدفع دولة صغيرة مثل البحرين لعقد صفقات مبيعات أسلحة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تعاني اقتصاديا؟"

وضمن الأزمة الخليجية وحصار قطر أيضاً، أكد الغيلاني أن الدوحة استطاعت تجاوز مرحلة التهديد الوجودي الذي تعرضت له بداية الأزمة، عبر عقد تحالفات مع أنقرة، وتجديد أخرى مع واشنطن".

كما أنها نجحت في إيجاد بدائل خارجية، عبر تأكيدها للشراكة القطرية العُمانية وغيرها، ووظفت القوى الناعمة الإعلامية، الدبلوماسية والأخلاقية والاستثمارية في تجاوز هذه الأزمة، تابع الغيلاني.

هل تصمد دول الحصار؟ 

وحول ارتدادات النجاحات القطرية على المشروع الإماراتي السعودي، قال: "كان ينبغي لدول الحصار أن تعيد حساباتها وتدرك أنه أخفق"، مستدركاً: "يبدو أن هناك إصراراً على المضي في مقاطعة قطر".

واعتبر أن "هذه المسألة مرتبطة بجملة من العوامل؛ أولها حدوث تحوّل في أنماط التفكير الاستراتيجي داخل دول الحصار، ما ينعكس على مقارباتها الخارجية، لكن ليس في الأفق ما يشير إلى إمكانية حدوث هذا".

وعلى صعيد العامل الآخر، أضاف أنه يتمثل في "انكسارات المشروع الإقليمي الذي تسير فيه السعودية والإمارات بالمنطقة (الشرق الأوسط)، وخاصة في الصومال وجيبوتي واليمن ومصر وليبيا، ولعل ذلك يقودها إلى إعادى التفكير".

وأكد أن التحولات السياسة الأمريكية في المنطقة، وخاصة العلاقات بين واشنطن والدوحة، ستنعكس على صمود السعودية والإمارات في استمرارهما بحصار قطر.

وفي سياق آخر لكنه متعلق، أشار إلى صراع السعودية مع إيران، وخاصة بعد إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، متسائلاً: "هل ستكون المملكة قادرة على مقارعة طهران، وما هي إفرازات ذلك؟

العلاقات مع السعودية والإمارات

وعلى صعيد علاقات الدولتين الخليجيتين مع السعودية والإمارات، قال إنها "مرت في حالة من التوتر والارتباك إثر التطورات السياسية التي حدثت في المنطقة خلال الفترة الماضية (..) ولم تكن دائماً مثالية".

وزاد القول: "لطالما اعترى هذه العلاقة شيء من التوتر وعدم التوافق في الكثير من الملفات والأزمات التي شهدتها وتشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وضرب أمثلة على ذلك: "(عُمان و) العلاقة مع الجارة الإيرانية، إذ ترى السعودية والإمارات أنها مصدر تهديد استراتيجي خليجي، غير أن مسقط تراها حقيقة جغرافية ولا بد من التعامل معها".

وأضاف مثالاً آخراً على القضايا التي لم تلتقِ فيها عُمان مع أبو ظبي والرياض، فقال الغيلاني: "كذلك الملف السوري وقطع العلاقات مع نظام الأسد، وهو ما رفضته عُمان، ولم تطرد سفير دمشق لديها، وكذلك لم تقطع علاقاتها معها".

وتابع: "كما أن عُمان لم تشترك في التحالف العربي الذي دشن عاصفة الحزم (باليمن ضد الحوثيين) في مارس 2015، وإثر هذه التداعيات والتباينات في المواقف السياسية حدث التوتر والفتور في العلاقات".

ورأى الغيلاني أن "الدول الخليجية الثلاث تتكتم على حالة الارتباك التي تعتلي العلاقة، لكنها تلقي بظلالها بين الحين والآخر، فيما تحاول مسقط والرياض الإيحاء إلى الإعلام بأن الأمور ليست سيئة كما يتصور الآخرون، لكننا نعلم أنها متوترة".

صفقة القرن

وعلى صعيد "صفقة القرن" التي تسعى واشنطن إلى تنفيذها كحل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أكد موقف الشعب العماني الرافض، وكذلك الرأي العام الخليجي والعربي والمسلم.

واستدرك الغيلاني: "لكن إذا أردنا وضعها في سياق المشروع السعودي الإماراتي الذي جاء كردة فعل إزاء الثورات العربية التي حاول إحباطها، فهما متورطتان بهذه الصفقة".

وقال أيضاً: "يبدو أن موقف الشركاء (في إشارة إلى الدول العربية الداعمة لصفقة القرن)، يرى بأن بقاء قضية فلسطين على هذا النحو، يشكل مصدر تهديد على النظام السياسي في المنطقة، ولا بد من التخلص منها وإن كان الثمن باهظاً".

وأشار إلى أنه في "حال رفض السلطة الفلسطينية وتلكؤ رئيسها محمود عباس عن اللحاق في هذا الركب (المؤيد للصفقة)، فإن بدائل هذه الدول حاضرة، مثل القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان (مدعوم إماراتياً)".

وختم حديثه بالقول: "الصفقة ماضية والولايات المتحدة تضغط. واشنطن وتل أبيب  تشعران أنها اللحظة الحاسمة لتنفيذها، لكن على الرغم من ذلك تبقى هناك قوة المقاومة في غزة والرأي العام العربي والخليجي الرافض، وعلى رأسها تركيا وقطر".