علاقات » خليجي

قطر نجحت في استمالة واشنطن بهذه الإجراءات

في 2018/07/07

رويترز-

«قطر منذ عام لم تكن في الكونغرس أو داخل الإدارة الأمريكية، لكنها بعد عام من حصارها تمكنت من إقناع بعض أعضاء الكونغرس من أصحاب النفوذ أنها حليفة للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، وضحية لمقاطعة ظالمة».

ما سبق كانت عبارة نقلتها وكالة «رويترز» على لسان المستشار السابق للحكومة القطرية في واشنطن «جوي ألاهام»، ليدلل على الاختلاف الكبير للتموضع القطري في الأزمة التي اندلعت في يونيو/حزيران من العام الماضي.

وتحدثت «رويترز» في تقرير لها عن «عشاء راقي» ضم عشرات، من بينهم أعضاء بارزون بالكونغرس ومسؤولون بالإدارة الأمريكية، بأحد الأحياء الراقية بواشنطن على شرف وزير الخارجية القطري «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، ووصفت العشاء بأنه تم «في جو من الألفة الشديدة».

وأضافت أنه «خلال العشاء جلس وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين بجوار وزير الخارجية القطري، وقال له: لقد كنت صديقا عظيما للولايات المتحدة».

وعلقت «رويترز» على الأمر، قائلة: «كان هذا المشهد يختلف كل الاختلاف عما كان عليه الحال قبل عام».

وأشارت الوكالة إلى عشاء مشابه نظمه مسؤولون قطريون بواشنطن لكسب ود أعضاء بالكونغرس الأمريكي، لكنها قالت إنه «مر في هدوء ولم يحضره أي من أصحاب النفوذ في إدارة ترامب»، على حد قول أحد المشاركين فيه (لم تذكر اسمه).

وأضافت أنه منذ التغريدة المثيرة للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، إبان اندلاع الأزمة الخليجية، والتي قال فيها إن «قطر تمول الإرهاب»، أنفقت الدوحة عشرات الملايين من الدولارات للوصول إلى مقربين من «ترامب»، واستمالة عدد من أعضاء الكونغرس.

وبحسب التقرير، فقد أنفقت قطر نحو 24 مليون دولار منذ بداية 2017، للاستفادة من جماعات الضغط في واشنطن، مقابل 8.5 مليون دولار فقط في عامي 2015 و2016، بحسب وثائق مقدمة لوزارة العدل الأمريكية.

وقال التقرير إن قطر استعانت ببعض المقربين من «ترامب»، مثل رئيس بلدية نيويورك السابق «رودي جولياني»، والذي قال إنه عمل لحساب القطريين في تحقيق، وزار الدوحة قبل أسابيع من اختياره محاميا شخصيا لـ«ترامب» في أبريل/نيسان الماضي.

في مقابل ذلك، أنفقت السعودية والإمارات 25 مليون دولار في الفترة نفسها، واستعانتا بشخصيات، مثل «إليوت برويدي» الجمهوري المتخصص في جمع التبرعات والمقرب من «ترامب».

واعتبرت «رويترز» أن الغضب السعودي والإماراتي على قطر جاء لأنها لعبت أدوارا اعتبرتها الرياض وأبوظبي أكبر من حجمها، علاوة على «دعمها لفئات بعينها في انتفاضات وحروب أهلية وكذلك انخراطها في الوساطة في اتفاقات سلام في منطقة الشرق الأوسط».

ولفتت إلى أن الدوحة نجحت في تعطيل مشروع قانون تقدم به «إد رويس»، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس، لاعتبار قطر من الدول الراعية للإرهاب، وذلك بعد أن «حشد القطريون كل طاقاتهم في الكونغرس لمعارضة مشروع القانون».

وفي الخريف الماضي، التقى «ترامب» بأمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ونقلت «رويترز» عن أحد أعضاء جماعات الضغط العاملين لحساب قطر قوله إن رسالة الدوحة للولايات المتحدة في ذلك اللقاء تمثلت في أنها ستنفق المزيد من المال على القاعدة الأمريكية في البلاد وتشتري المزيد من الطائرات من شركة «بوينغ» الأمريكية.

وفي غضون أسبوع من هذا اللقاء أعلنت شركة الخطوط الجوية القطرية أنها ستشتري 6 طائرات من «بوينغ» قيمتها 2.16 مليار دولار.

وامتنعت الشركة الأمريكية عن التعقيب.

واختتم التقرير بتصريح من المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن «جاسم آل ثاني»، قال فيه إن «إحلال الحقيقة محل أكاذيب دول الحصار استغرق وقتا وتطلب موارد بما في ذلك دعوة وفود لزيارة قطر والتحقيق في الحصار بنفسها».