علاقات » خليجي

لماذا تتسابق قطر ودول الحصار لتوظيف شركات التحقيقات الخاصة؟

في 2018/08/31

إنتليجنس أونلاين-

مع استمرار الاتهامات المتبادلة بالفساد ودعم الإرهاب، تتفوق المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر على روسيا، في قائمة العملاء الرئيسيين لجهات التحقيق الخاصة الدولية.

لا يدخرون جهدا

وبعد عام من المواجهة مع قطر، لا تظهر السعودية أي علامات للتخلي عن القتال.

ووفقا لدورية "إنتليجنس أون لاين" الفرنسية، تستغل الرياض بشكل متزايد مجموعات الضغط والعلاقات العامة، ومعظمها في الولايات المتحدة وبريطانيا في جهودها الرامية إلى التشكيك في مصداقية قطر.

وفي الأسابيع الأخيرة، نشرت منصات مثل "قطر ليكس" مزيجا من المعلومات، بعضها واقعي وبعضها شائعات، عن النظام القطري.

ويتم تداول هذه المزاعم من قبل جماعات ضغط مثل لجنة العلاقات العامة الأمريكية السعودية، ومقرها الولايات المتحدة، ومجموعة من شركات العلاقات العامة العاملة لصالح المملكة في الغرب، مثل "أبكو وورلد وايد"، إلى "بابليسيز"، بالإضافة إلى شركات ضغط أصغر.

ولا تقابل قطر كل هذا بالصمت، وبعد اتخاذ إجراءات عدائية ضد "يوسف العتيبة"، سفير الإمارات في واشنطن، الذي تم اختراق حساب بريده الإلكتروني عام 2017، وسربته "جلوبال ليكس"، التي نفت علاقتها مع الحكومة القطرية، استأجرت الدوحة أيضا جهات تحقيق خاصة للتنقيب عن فساد وفضائح أعدائها.

ودعت السلطات القطرية مؤخرا كبار المحققين الغربيين لتقديم عروض حول الخدمات التي يقدمونها.

استهداف كأس العالم

ويصر الجانبان بشكل خاص على التفوق على بعضهما البعض في الرياضة، المجال الذي يجذب انتباها كبيرا من قبل الإعلام.

وتأمل السعودية وحلفاؤها أنهم إذا استطاعوا إثارة ما يكفي من العناوين الصحفية العدائية والتحقيقات القضائية ضد الفساد المزعوم، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم قد يسلب قطر حقها في استضافة نهائيات كأس العالم 2022.

ووفقا لـ"إنتليجنس"، كان المحققون العاملون لصالح الإمارات متورطين في الكشف الأخير حول فساد مالي مزعوم بين "ناصر الخليفي"، رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم، ورئيس شبكة "بي إن سبورت" الرياضية القطرية، وبين اتحادات أوروبا الغربية.

واستشهد التقرير، الذي صدر في يونيو/حزيران 2017، والذي تم إنتاجه من قبل المحامي الأمريكي المستقل "مايكل جارسيا"، بعدد من الشهود الرئيسيين، وأشار إلى مجموعة من الصفقات المالية المثيرة للجدل فيما يتعلق بمنح كأس العالم 2022 إلى قطر.

وفي أعقاب ذلك استأجرت الدوحة بدورها محققين آخرين للتشكيك في المسؤولين السابقين في الاتحاد القطري لكرة القدم الذين تحدثوا إلى غارسيا.

وحصلت هذه الجهود على دعم من مركز قطر الدولي للأمن الرياضي، الذي تم إنشاؤه للمساعدة في تحسين صورة قطر في عالم الرياضة.

وكان المركز، والتحالف العالمي للنزاهة الرياضية، من بنات أفكار "بارون ستيفنز"، الرئيس السابق لشرطة العاصمة الذي أسس شركة الاستخبارات العالمية "كويست جلوبال"، والتي تتخصص في هذا النوع من التحقيقات.

هاجس "الإخوان"

وترصد الدورية الفرنسية تركيز جهات التحقيق التي استأجرتها دول الحصار على التحقيق في علاقة قطر مع جماعة "الإخوان المسلمون".

وتثير هذه القضية قلقا خاصا لشركات التحقيق الخاصة العاملة لصالح أبوظبي، التي يركز ولي عهدها، "محمد بن زايد آل نهيان"، على جماعة "الإخوان المسلمون" ونفوذها.

واستأجرت الإمارات العربية المتحدة بعضا من أكبر شركات التحقيق الخاصة الغربية قوة لمعرفة مدى تأثير "الإخوان المسلمون"، خاصة في أوروبا، وتتبع ارتباطاتها بقطر.

وقد تم تجريب هذه الاستراتيجية من قبل الإمارات من قبل، ففي عام 2014، قام جهاز أمن الدولة في أبوظبي بتجميع ملف ضخم حول الموضوع.

وأعطت أبوظبي حلفاءها الغربيين تقريرا لكل بلد على حدة حول علاقات "الإخوان المسلمون" في الغرب، ولكن لم يكن هناك رد فعل يذكر نظرا لأن الادعاءات كانت عامة جدا.

وتهدف التحقيقات الجارية الآن إلى تقديم قدر أكبر من التفاصيل حول حجم نفوذ جماعة "الإخوان المسلمون" ومصادر تمويلها.