علاقات » خليجي

بعد اغتيال خاشقجي.. الرياض تقاوم ضغوط واشنطن لحل أزمة الخليج

في 2018/11/17

وكالات-

كشفت مصادر مطّلعة أن واشنطن تستغلّ ضعف الموقف السعودي الذي خلّفه اغتيال جمال خاشقجي لإنهاء حرب اليمن، وإعادة بناء موقف خليجي عربي موحّد في مواجهة إيران.

وبحسب ما ذكرت وكالة "رويترز"، اليوم السبت، قال مصدر مطّلع على السياسة الأمريكية "إنهم يستغلّون الفرصة لمحاولة إنهاء النزاع".

وأشار مصدران آخران إلى أن واشنطن كانت تريد استعادة الوحدة بين دول الخليج العربي؛ للمساعدة في تحجيم نفوذ إيران في المنطقة قبل دخول عقوبات أمريكية جديدة على طهران حيز التنفيذ.

وزادت آمال الغرب في أن الرياض قد تُصلح علاقاتها بالدوحة؛ بعد تصريح أدلى به محمد بن سلمان عن قوة الاقتصاد القطري، خلال مؤتمر للاستثمار عُقد في 25 أكتوبر الماضي.

لكن دبلوماسيين ومصادر في منطقة الخليج قالوا إنهم لم يروا "اقتراحات جديدة، ولا خطوات ملموسة من الرياض أو من حلفائها لإنهاء الخلاف مع قطر".

وقال دبلوماسي عربي لوكالة "رويترز" إنه لا يرى أي تغيّر فيما يتعلّق بقطر، مبيّناً أن تصريح ولي العهد السعودي فُسِّر بشكل خاطئ، مشيراً إلى أن الرسالة من وجهة نظره كانت موجّهة للولايات المتحدة، ومفادها هو ألا تقلق على الاقتصاد القطري.

بدورها قالت الكويت، هذا الشهر، إن هناك ما وصفته بتوجّه إيجابي لاحتواء أزمة الخليج. وقال مصدر مطّلع على السياسة الأمريكية إن دبلوماسيين يطرحون خطة تتعلّق بقطر.

في هذا الجانب قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية، أكتوبر الماضي، إن مقتل خاشقجي يجب أن يُعتبر جرساً للإنذار، في حين قال أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، يوم الثلاثاء الماضي، إنه لا يتوقع انفراجة قريبة في الأزمة.

وقال الباكر للصحفيين إنه لا يشعر بالتفاؤل في ظل هذه القيادة السعودية الإماراتية، مشيراً إلى أن الطريقة الوحيدة التي تحفظ ماء الوجه لهم -على حد قوله- هي الاعتذار.

ويقول دبلوماسيون ومصادر أخرى مطلعة على السياسة الخليجية إن "أبوظبي لا تعتبر الخلاف مع قطر أولوية"، وإن "الإماراتيين يُسعدهم إبقاء القطريين معزولين".

وفقاً لـ"رويترز"، يقول دبلوماسيون إن الرياض وأبوظبي تؤكّدان لواشنطن باستمرار أن الخلاف لن يمنع تشكيل حلف أمني مقترح للشرق الأوسط سيشمل الدوحة.

وأضافوا: إن "الإمارات تساند بقوة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مواجهة إيران، وفي الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي يسعى لتنفيذها؛ إذ ترى أبوظبي أنها ضرورية لمحاكاة النموذج الإماراتي المشجِّع لقطاع الأعمال والمتسامح دينياً في مواجهة التطرّف"، على حد تعبيرهم.

في هذا الجانب قالت إليزابيث ديكنسون، وهي محللة لشؤون شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات الدولية: "الإماراتيون يرون أن السعودية هي الخيار الوحيد لقيادة المنطقة. ولم يتراجعوا ولو للحظة عن اعتقادهم بأن خطط الإصلاح التي تنفّذها الرياض هي الأفضل وهي الخيار الوحيد".

وفرضت واشنطن، يوم الخميس، عقوبات على 17 مسؤولاً سعودياً؛ بسبب دورهم في قتل خاشقجي، في مواصلة للضغط على الرياض. وطرح أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون من شأنه إذا أُقرّ ليصبح قانوناً أن يوقف مبيعات الأسلحة للسعودية؛ بسبب مقتل خاشقجي والحرب في اليمن.

وقُتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، في الثاني من أكتوبر الماضي؛ ما تسبّب بموجة غضب عالمية، وأثار احتمال فرض عقوبات على السعودية، وأضرّ بصورة ولي العهد محمد بن سلمان.

في حين أُصيبت الوحدة بين دول الخليج العربية، التي تعتبرها واشنطن حصناً في مواجهة إيران، بضربة قوية عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها التجارية وخطوط النقل مع قطر، في يونيو 2017، فارضة حصاراً على الدوحة؛ واتهمت الدول الأربع قطر بدعم الإرهاب وإيران، وهي اتهامات تنفيها قطر، وتقول إنها تتعلق بالتأثير على قرارها السيادي.