علاقات » خليجي

أمير سعودي: بن سلمان وبن زايد هددا ترامب قبل إصدار بيان البيت الأبيض

في 2018/11/23

الخليج أونلاين-

كشف أمير سعودي بارز عن تهديدات جدية وجّهها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمنعه من اتخاذ موقف واضح إزاء إمكانية ضلوعه في إصدار أوامر اغتيال الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقال الأمير السعودي، المطلع على ما يحدث داخل العائلة، نقلاً عن مصادر مقربة من ولي العهد، في تصريح لـ"الخليج أونلاين": إن "بن سلمان هدد ترامب بأنه في حال انقلب عليه، فإنه سيكشف أوراقاً ومعطيات ومعاملات ماليـة ستدين الرئيس الأمريكي شخصياً وتجعل مستقبله في الحكم هو الآخر على المحك".  

وبحسب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن "محمد بن سلمان لم يكن وحده مَن وجّه هذا التهديد لترامب، بل إن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، هو الآخر أعلن اصطفافه مع بن سلمان منذ اللحظات الأولى لاغتيال خاشقجي، حيث وجّه رسائل مضمونة الوصول إلى الرئيس الأمريكي، تدعوه لإبعاد تهمة وقوف ولي العهد السعودي وراء هذه الجريمة، وإلا فإنه سيكشف المعاملات المالية والتسهيلات والامتيازات التي تقدمها الإمارات لشركات دونالد ترامب داخل الولايات المتحدة والإمارات".

تهديدات على جميع المستويات

ووفق الأمير السعودي البارز، فإن "بن سلمان هدد الرئيس الأمريكي بإلغاء صفقات تسلـح كبيرة سبق أن تم إمضاؤها في وقت سابق، كما أعلمه بنيّة بلاده إلغاء تمويل استثمارات تقدَّر بعشرات مليارات الدولارات، إذا ما تم اتهامه شخصياً بالوقوف وراء جريمة اغتيال خاشقجي".

ويتطابق الكشف الجديد مع معلومات سابقة نقلها "الخليج أونلاين" عن مصادر دبلوماسية غربية من أن ولي عهد السعودية طلب مساعدة بن زايد، في محاولة الخروج "المشرِّف" من أزمة اغتيال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول، مطلع أكتوبر الماضي.

المصادر التي تحدثت لـ"الخليج أونلاين" أكدت وجود محادثات على أعلى مستوى بين القيادتين السعودية والإماراتية ومسؤولين من دول غربية، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

وهدف هذه المحادثات، حسب المصادر ذاتها، إثناء الغرب عن اتـهام بن سلمان بإعطاء أوامر إخفاء خاشقجي وقتله بطريقة وحشية داخل القنصلية، في وقت لا يزال ولي عهد المملكة رافضاً تقديم تنازلات لتركيا قد تُبعد الاتهامات عنه.

موقف البيت الأبيض يؤكد المعلومات

وتتقاطع المعلومات التي كشفها الأمير السعودي البارز، مع الموقف الأخير للرئيس الأمريكي من حادثة اغتيال خاشقجي، حيث أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء 20 نوفمبر، أنه من "المحتمل جداً" أن ولي العهد السعودي كان على دراية بعملية قتل الصحفي السعودي، لكن في الوقت نفسه أكد أنه من "الحماقة" التخلي عن التعاقدات بمليارات الدولارات مع المملكة.

وذكر البيت الأبيض أنه وقّع، في العام الماضي، اتفاقية تقضي بإنفاق المملكة 450 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة، مضيفاً: إنه "مبلغ قياسي من المال، ويوفر مئات الآلاف من فرص العمل، ويطور الاقتصاد الأمريكي بشكل هائل، ويزيد من ثروة الولايات المتحدة".

وتابع بيان البيت الأبيض، أنه "سيتم إنفاق 110 مليارات دولار على شراء معدات عسكرية من (بوينغ) و(لوكهيد مارتن) و(رايثيون) والعديد من كبار مقاولي الدفاع الأمريكيين، وإذا قمنا بإلغاء هذه العقود بحماقة، فإن روسيا والصين ستكونان المستفيدتين الهائلتين، وتسعدان للغاية بالحصول على كل هذه الأعمال الجديدة، وستكون هدية رائعة لهم مباشرة من الولايات المتحدة".

وخلّف موقف الرئيس الأمريكي ردود فعل غاضبة في الداخل الأمريكي وعلى المستوى الدولي، حيث وصفته صحيفة "واشنطن بوست" بـ"الخيانة للقِيم الأمريكية"، في وقت قال فيه حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بتركيا، إن بيان سيد البيت الأبيض حول القضية "كوميدي".