علاقات » خليجي

معرض الدوحة للكتاب.. انحياز دولي للوعي وتحدٍّ للحصار

في 2018/11/30

الخليج أونلاين-

منذ الساعات الأولى التي أعلنت بها دول الحصار، برئاسة السعودية، قطع علاقاتها مع قطر، ووقف جميع العلاقات التجارية، والرياضية، والاجتماعية، والثقافية معها، بهدف إسقاط الدوحة وعزلها عن العالم الخارجي، فشلت جميع تلك المحاولات وولدت ميتة، ولم يسجل لها أي نجاح.

وعملت دولة قطر، منذ اللحظات الأولى، على تجاوز آثار قطع العلاقات، وتجنب أي إخفاقات، فحققت إنجازات في مجالات عدة، كان آخرها تنظيمها لمعرض الدوحة الدولي للكتاب تحت شعار "دوحة المعرفة والوجدان"، برعاية أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأكدت من خلاله تجاوز الحصار الثقافي.

ولم يسلم القطاع الثقافي في قطر من محاولات دول الحصار المس به ومحاولة التأثير عليه، فشهد معرض الدوحة للكتاب ضغوطاً على الناشرين من قبل تلك الدول؛ تمثل في تحريضهم على عدم المشاركة فيه، وفق بوابة الشرق القطرية.

ولم يكتب لتلك المحاولات النجاح، إذ انطلق الحدث الثقافي الدولي في دورته الـ29 بمشاركة 427 دار نشر من 30 دولة عربية وأجنبية، منها الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وكوريا، وفلسطين، وروسيا، وتركيا.

وتشارك إسبانيا للمرة الأولى في المعرض، الذي أُسس عام 1972، وذلك بدار نشر متخصصة في كتب الأطفال، فيما سجلت الإحصائيات زيادة عدد الناشرين من كل من لبنان، والأردن، ودول المغرب العربي، وتشارك للمرة الأولى سفارة جمهورية قيرغيزيا لدى الدوحة.

وغابت عن المعرض مشاركة دور النشر السعودية والإماراتية والبحرينية، بسبب سياسة قيادات بلادهم تجاه قطر.

ويسجل معرض الدوحة الدولي للكتاب حالة جديدة من الفشل لدول الحصار، وتجاوز قطري للحصار الثقافي، وحسرة بين مواطني ومثقفي تلك الدول، إذ حرموا من المشاركة فيه من خلال دور النشر الخاصة بهم، وجامعاتهم المختلفة.

- مشاركة خليجية

ولم تغب أجنحة دول مجلس التعاون الخليجي عن المعرض، إذ شهد حضور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من دولة الكويت، ووزارة الثقافة والتراث من سلطنة عمان، بالإضافة إلى مشاركة وزارات الثقافة العربية في كلٍّ من المغرب والجزائر وفلسطين.

وحرصت إدارة المعرض على تسمية البوابات الرئيسية له بأسماء شخصيات قطرية وعالمية لاستحضارها في نفوس زائري المعرض، مما يدفعهم إلى القراءة في السير الذاتية لهذه الشخصيات الرائدة.  

وعرضت صحيفة العرب القطرية، مشاهد من افتتاح معرض الدوحة للكتاب، بمشاركة عدد من المسؤولين، والنخب الثقافية.

111111111

222222222

- دور النشر

كذلك، حلت جمهورية روسيا الاتّحاديّة ضيف شرف على المعرض في إطار السّنة الثقافيّة بين قطر وروسيا للعام 2018، وذلك من خلال جناح متميز في التصميم يتم فيه تقديم العديد من الأنشطة وعرضٌ لأبرز ناشري الكتب الروسية.

 وسيقدم الجناح الروسي في المعرض كتباً عن الأدب الروسي الكلاسيكي، والفن، والثقافة، بالإضافة إلى برنامج الفعاليات المقبلة للسنة الثقافية، وسلسلة من الندوات والمحاضرات، وعروض الأفلام، فضلاً عن بعض ورش العمل المتخصصة، وفق إدارة المعرض.

وتتميز الدورة التاسعة والعشرون لمعرض الدوحة بالمشاركة الكبيرة للناشرين العرب والأجانب، حيث بلغ عدد دور النشر المشاركة 427 ناشراً وجهة رسمية، ويصل عدد التوكيلات المشاركة إلى 30 توكيلاً عربياً وأجنبياً، وفق إدارة المعرض.

كما بلغ عدد دور النشر لأجنحة الكتب العربية 287 ناشراً، في حين يبلغ عدد دور النشر لأجنحة كتب الأطفال 68 دار نشر، وعدد دور النشر لأجنحة الوسائل التعليمية 17 ناشراً.

ووصل عدد دور النشر المشاركة بالكتب الأجنبية إلى 25 دار نشر، فيما وصل عدد الأجنحة إلى 791 جناحاً.

وبلغ عدد العناوين العربية المشاركة بالمعرض 101.992 عنواناً، في حين وصل عدد العناوين الأجنبية المشاركة إلى 17.261 عنواناً، ليصل إجمالي العناوين المشاركة العربية والأجنبية إلى 119.253 عنواناً.

ويشارك بالمعرض عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية القطرية، منها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة التعليم والتعليم العالي، ووزارة التجارة والصناعة، ووزارة التخطيط التنموي والإحصاء، وكلية الشرطة، وجامعة قطر، ودار "كتارا" للنشر، ومتاحف قطر، وجامعة حمد بن خليفة للنشر، واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

ويشهد المعرض لقاء الناشرين العرب، والذي سيناقش مستقبل المعارض الدولية، بالإضافة إلى الندوات المختلفة التي تنطلق من شعار المعرض "دوحة المعرفة والوجدان".

وستنظم إدارة المعرض عدداً من الأمسيات الشعرية للشعر النبطي والفصيح، مع عدد من الشعراء القطريين وشعراء الخليج والعرب، وذلك بالتعاون مع مركز قطر للشعر "ديوان العرب".

وكان وزير الثقافة والرياضة، صلاح بن غانم العلي، قال: إن "هناك إقبالاً كبيراً على المشاركة في المعرض هذا العام لعدة أسباب؛ منها الجو العام الذي توفره مدينة الدوحة لمعرض الكتاب، والذي قلما يتوفر في أي مكان آخر".

وأضاف: "هناك سهولة في دخول دور النشر والكتب إلى الدوحة، والإجراءات الروتينية البيروقراطية عندنا في أدنى مستوياتها. أيضاً لدينا قوة شرائية وطلب على شراء الكتب وشغف بالمعرفة في قطر كبير جداً".

وبين أن المعرض لم يمنع أي دار نشر من أي دولة من المشاركة، ومن بينها دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، وأضاف: "السياسة بعيدة عن الثقافة والرياضة في قطر، وأبوابنا مفتوحة للجميع".

وغردت صاحبة شركة قلم حبر للكتابة الإبداعية، بثينة الجناحي، حول المعرض: "عرسٌ نحتفل من خلاله بالكتب كضيوف كرام، زوار مخضرمون، بحلة الثقافة وفخر النباهة ونبوغ الحكمة.. قراءة ممتعة ومفيدة بكيفية استغلال هذا العرس الثقافي".

3333333333

ويُوصف معرض الدوحة الدولي للكتاب بأنه من أكبر معارض الكتب الدولية التي تُقام في المنطقة، والذي يحظى بمكانة كبيرة، نظراً للإقبال الكبير الذي يشهده من جانب الدول العربية والأجنبية، والتي ظلت في تزايد مستمر منذ إقامة أولى دوراته في العام 1972 كأول معرض للكتاب يقام في الخليج.

وظل المعرض يُقام وقتها كل عامين إلى أن تقررت إقامته كل سنة في عام 2002، ما أكسبه مكانة وصبغة عالمية كبيرة، خاصة بعد نجاحه في استقطاب أكبر وأهم دور النشر في العالم.