علاقات » خليجي

قبيل القمة الخليجية.. الكويت تحذر من تفاقم عدم الاستقرار بالمنطقة

في 2018/12/04

وكالات-

حذر أمير الكويت الشيخ "صباح الأحمد الجابر الصباح" من أن هناك احتمالا لتفاقم عدم الاستقرار الحالي في المنطقة، داعيا الجميع إلى إدراك هذه المخاطر لأنها تمثل دعوة صريحة لتدخلات إقليمية.

جاء هذا في كلمة للأمير نُشرت ضمن ملف أعدته مؤسسة "أكسفورد بزنس غروب". 

وقال "الصباح" إن هذه الصراعات لها تأثيرات ضارة ومدمرة للغاية على أمن دول الخليج وعلى شعوبها، مؤكدا أن الهدف هو المصالحة واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

ورأى أمير الكويت أن مجلس التعاون الخليجي بصيص أمل ونموذج جدير بالمحاكاة من أجل تحقيق التناغم والتعاون البناء على مستوى الأمة العربية الأوسع نطاقا.

وناشد الجميع للامتثال لنهج بلاده في تهدئة الأمور، وتفادي "الحرب الكلامية السخيفة" من أجل احتواء الأزمة الخليجية وتجاوزها، لأن ما يجمع دول الخليج أكبر وأقوى بكثير مما يفرقها حسب قوله، داعيا للتركيز على إبقاء مجلس التعاون الخليجي رمزا للافتخار والأمن والرخاء. 

وقال: "إن مسيرتنا الوطنية، والتي تستدعي تحقيق تنمية شاملة ومستمرة، تواجه أخطارًا خارجية وتحديات داخلية صعبة، وعلينا العمل سوية للتعامل معها".

وأضاف: "بالنسبة للأخطار الخارجية، فهي تشمل الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة في منطقتنا، والتي تؤثر علينا بشكل مباشر… وعلى الرغم من أن الكويت تتمتع بالأمان والاستقرار والازدهار، إلا أنها تبقى محاطة بهذه المخاطر التي تهددها؛ لأن الأمن هو أساس التنمية، وتعتمد عليه كل مصالحنا… وفي غياب الأمن تتعطل الحياة العامة… ولسوء الحظ على عكس آمالنا ورغباتنا، هناك احتمال أن تتفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة".

وأكد أمير الكويت عزم بلاده مواصلة برامج الإصلاح الاقتصادي، لتخفيف الاعتماد على النفط، وتنويع مصادر الدخل، وتحقيق التنمية البشرية، مشددا على ضرورة اتباع سياسة ترشيد الإنفاق العام، ووقف الهدر المالي، وتحسين أداء الحكومة.

وتابع: "بالنظر إلى التطورات والتغيرات الاقتصادية، من غير المقبول رؤية مقترحات ومشاريع لا تخدم جهود إصلاح الاقتصاد الوطني، وتؤدي إلى وضع عقبات أمام الإصلاح، ما يتسبب في إضعاف تلك البرامج، وإلحاق الضرر بمصالح بلدنا… ويجب على البرلمان أن يقود التصحيحات الضرورية للحفاظ على مكاسبنا الوطنية وتعزيزها".

وجاءت كلمة "الصباح" قبل أيام من انعقاد اجتماع الدورة التاسعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي المقرر (الأحد المقبل) في 9 من ديسمبر/كانون الثاني الجاري.

وفي وقت سابق، قال نائب وزير الخارجية الكويتي "خالد الجارالله" إن القمة القادمة ستعقد بحضور جميع الدول الخليجية، معربا عن تفاؤله بأن يكون مستوى التمثيل في القمة عاليا بما يجسد حرص قادة مجلس التعاون على الحفاظ بهذه التجربة الرائدة، ومشيرا إلى أن انعقاد القمة يحمل بارقة أمل في عودة التماسك الخليجي.

ولفت "الجارالله" إلى أنه منذ انعقاد القمة الخليجية الأخيرة في الكويت، تعمل بلاده بتوجيهات من أميرها على وضع الخلاف الخليجي في إطاره، حيث تجتمع اللجان الوزارية في أكثر من مرة لتأكيد الحرص على استمرارية وإبقاء آلية مجلس التعاون موجودة وفاعلة.

ومؤخرا، وصف وزير الخارجية القطري "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني"، في كلمة ألقاها بمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، الوضع الحالي لمجلس التعاون الخليجي بالمؤسف في ظل افتقاده القدرة على التأثير.

كما أبدى الوزير القطري تشاؤمه من إمكانية استرداد المجلس لدوره مستقبلا في ظل الوضع الحالي.