علاقات » خليجي

سذاجة سياسية بحرينية.. أمير قطر مر بجانب الملك سلمان ولم يسلم عليه فضاعت فرص حل الأزمة الخليجية!

في 2019/05/03

أحمد إبراهيم- الشرق القطرية-

مازالت دول الحصار تنظر إلى الأزمة الخليجية بأنها مشاجرة في إحدى حواري الرياض، أو أنها أزمة عائلية قائمة على توزيع تركة رجل مريض يقف على حافة قبره، أو ربما كل الذي حدث خلال أكثر من 697 يوماً يمكن أن يحل بحب الخشوم والتقاط الصور الجماعية ومصافحة اليد لليد مع ابتسامة صفراء تليها وليمة غداء غراء تهضم بفنجان قهوة عربية وينتهي كل شيء وكأن شيئا لم يكن..

أمير قطر مر من أمام الملك سلمان لحظة التقاط الصورة التذكارية في القمة العربية بتونس ولم يسلم عليه.. الكلام هنا على لسان وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة معتبراً أن هذا الحدث أضاع على قطر فرصة ثمينة لحل الأزمة الخليجية.

تبدو العبارة وكأن فيها شيئاً من اللوم والعتب من وزير تشارك دولته في حصار جائر مفروض على قطر يقترب من إنهاء عامه الثاني، وتبدو العبارة وكأن الرياض لم تمنع القطري من الحج  والعمرة 3 سنوات على التوالي ، وكأن الإمارات لم تسرق أملاكه وتحرمه من أمواله عنوة دون وجه حق، وكأن رجالات أبوظبي والمملكة لم يهددوا بغزو عسكري على الدوحة، وكأنهم جميعاً لم ينتهكوا الأعراض شتماً وسباً وقذفاً، وكأن المرأة القطرية لم تحرم من أبناءها، وكأن الشاب القطري لم يسرق منه مستقبله بعد أن تم طرده من جامعاتهم، وكأن الدم القطري لم يسفك سراً وعلانية، تحريضاً وتشهيراً في المساجد ووسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي... 

وكأن كل ذلك لم يحدث برغم أنه حدث... يمر أمير دولة قطر ولم يسلم على الملك سلمان لتنتهي بذلك واحدة من أبرز المبادرات التي كانت يمكن أن تنهي الأزمة الخلجية على حد قول وزير خارجية البحرين والذي يمكن وصف تصريحه هذا بالسذاجة السياسية والدبلوماسية المعروف بها أصلا بحسب منتقديه..

الوزير البحريني يكمل تصريحاته التي أدلى بها لصحيفة الشرق الأوسط ويقول: "الأمور بيد قطر. دولنا اتخذت خطوات سد الضرر وليس هناك حصار لقطر. هناك إغلاق الأبواب لصد الضرر لعدم احترام قطر للاتفاقات. كذلك اتخذنا مبادرات منها توجيه خادم الحرمين الشريفين دعوة إلى أمير قطر لحضور قمة الرياض وكانت فرصة لم تتم الاستجابة لها.

لم يقل الوزير ماهو الضرر الذي جاءه من قطر  ليصده، وهو الذي ما فتئ القول بأن قطر كانت من أول الدول التي حمت البحرين وساندتها أمنياً ضد الإرهاب، وكلامه على قناة العربية يؤكد ذلك، وأما بشأن رفض قطر لإنهاء الأزمة فهذا وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مؤتمر ميونخ قبل أشهر يقول قطر منفتحة على الحوار لحل الأزمة الخليجية، وأنها ظلت تدعو دول الحصار للجلوس إلى طاولة المفاوضات لمناقشة أسباب الأزمة والعمل على حلها.

وأما فيما يخص توجيه خادم الحرمين الشريفين دعوة إلى أمير قطر لحضور قمة الرياض، فوزير الخارجية قال في هذا الشأن: قطر كانت مستعدة للحوار في القمة الخليجية بالكويت، لكن دول الحصار لم تكن مستعدة لذلك بدليل أنها خفضت مستوى تمثيلها في تلك القمة، مضيفاً أن الدعوة التي وجهت لدولة قطر لحضور القمة الخليجية الأخيرة بالرياض كانت من الأمين العام للمجلس وليس من الدولة المضيفة "لذلك شاركنا بتمثيل أقل، مؤكداً إنه يتوجب على القادة السعوديين والإماراتيين الاهتمام بالمسألة الخليجية لأنها جزء من أمننا الإقليمي، وأن مجلس التعاون الخليجي أنشئ من أجل التعاون، والتشاور داخل المنطقة، مبيناً أن الأزمة الخليجية تهدد الأمن الإقليمي، قائلا: "لقد مررنا بنزاعات وخلافات مختلفة في العشرين سنة الماضية، لكننا لم نصل أبدًا إلى هذا المستوى وذلك ينم عن تغير مواقف قيادة هذه الدول".

وعن الوساطة لحل الأزمة الخليجية يقول خالد بن أحمد آل خليفة: ليست هناك وساطة أميركية هناك الوساطة الكويتية والمسألة يجب أن تُحل داخل مجلس التعاون وقطر تعي المخاطر المترتبة على سياستها ضدنا مثل وجود القوات الأجنبية عندها، وأعني القوات التركية، لذا يتعين على قطر أن تكون حذرة وأن تفكر بمنطق وأن تعتبر أن جيرتها هي بيئتها الصحيحة وأنها أهم من أي شيء آخر. إذا فكرت بهذه الطريقة، فسنكون جميعاً مرحبين بالعمل مجدداً معها. الكرة في ملعبها وعليهم أن يعوا أين تكمن مصلحتهم. 

وهنا ربما نسي الوزير البحريني أن حصار قطر جاء قبل وصول القوات التركية إلى الدوحة فكيف يمكن أن يعتبر وجودها سبباً للأزمة على الرغم من أن وجود القوات يأتي ضمن تحالف عسكري قطري تركي معلن وهو حق من حقوق الدول أن تنشأ تحالفاتها العسكرية، وأما قوله بأن جيران قطر هم بيئتها الصحية فقطر أكدت دائماً أن شعوب الخليج يربطها مصير مشترك.

 إلا أن الوزير البحريني هو الذي قال في ذات الحوار "لم نرَ من قطر رغبة في وضع حد لهذه الأزمة وإذا كانوا يفضلون أن تبقى قائمة فنحن لن نخسر شيئاً".

وهنا يقول الشيخ جوعان بن حمد "نحن بألف خير بدونهم وجعلهم ما يرجعون".. رسالة أطلقها سعادته قاصداً بها دول الحصار التي انتهك مسؤولوها كافة القوانين والأعراف الدولية وبثوا الفتنة ومزقوا النسيج الاجتماعي بين الشعوب الخليجية والعربية.