علاقات » خليجي

قطر في عامين.. حراك دبلوماسي يواجه الحصار

في 2019/05/31

وكالات-

“أرادوا الحصار نقمة فبات نعمة”.. عبارة طالما كررها مسؤولون قطريون أثناء تطرقهم للمقاطعة التي تفرضها دول عربية على الدوحة منذ نحو عامين.
حصار شكّل أبرز تجليات الأزمة الخليجية المتفجرة، منذ 5 يونيو/حزيران 2017، حين قررت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع قطر بدعوى “دعمها تمويل الإرهاب” وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.
لكن، ورغم الأزمة، إلا أن قطر استطاعت – كما يقول مسؤولوها – تجاوز تأثيرات الحصار المفروض عليها بدرجة كبيرة عبر تبني دبلوماسية نشيطة ساهمت إلى حد كبير في إبراز الحقائق وتصدير صورة واقعية عن الدوحة في علاقاتها بجيرانها وبالعالم.
نشاط اتضح جليا من خلال الزيارات الخارجية التي أجراها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأيضا في زيارات قام بها زعماء ومسؤولو بلدان مختلفة حول العالم إلى الدوحة بالعامين الماضيين.

حراك دبلوماسي
31 دولة زارها أمير قطر في العامين الماضيين، قاد خلالها حراكا دبلوماسيا ملحوظا في عواصم بلدان بالقارات الخمس، توّجت بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية.
وشملت هذه الدول الولايات المتحدة وتركيا ودولا أوروبية وإفريقية وآسيوية وبلدان أمريكا اللاتينية.
وهناك دول زارها الأمير تميم أكثر من مرة حيث أجرى 3 زيارات لكل من الكويت وتركيا وزيارتين لكل من فرنسا وألمانيا وأمريكا في توجّه عزز مكانة الدوحة على خارطة العلاقات الدولية.

ويرى جلال سلمي، الباحث الفلسطيني في العلاقات الدولية، أن “نشاط قطر الدبلوماسي الذي تمثل في زيارات أميرها الخارجية ساهم في تجاوز آثار الأزمة الخليجية”.

وقال سلمي إن “قدرة قطر على تجاوز الأزمة تجلت في نجاحها الدبلوماسي باستقطاب مواقف عدة دول كبرى لصالحها من خلال إظهار حالة من الاتزان وضبط النفس”.

ولفت الباحث النظر إلى أنه “من خلال توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية استثمارية وعسكرية سريعة مع عددٍ من الدول الإقليمية والكبرى، ومن خلال وسائل إعلامها القوية والمنتشرة، استطاعت الدوحة تذكير الدول الإقليمية والكبرى بأهميتها الدبلوماسية والأمنية في المنطقة”.

وفي ما يلي لمحة عن زيارات أمير قطر الخارجية في عامين من الأزمة الخليجية:

– 2017:

في هذا العام، وتحديدا في الفترة التي تلت اندلاع الأزمة في يونيو/حزيران، زار الأمير 12 دولة، منها تركيا التي زارها مرتين.
واستهل أمير قطر زياراته بالدول التي كانت سبّاقة لإعلان تضامنها مع الدوحة منذ اللحظة الأولى، ورفضها فرض الحصار، فبدأ بتركيا ثم ألمانيا وفرنسا في سبتمبر/ أيلول.

وفي أكتوبر/تشرين أول، قام أمير قطر بجولة آسيوية شملت ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا؛ وأثمرت عن التوقيع على عديد من الاتفاقيات.

وفي ديسمبر/كانون أول، قام أمير قطر بثالث جولة في دول غرب إفريقيا، شملت 6 دول بالمنطقة هي: كوت ديفوار وغانا وغينيا والسنغال ومالي وبوركينا فاسو.
وفي الشهر ذاته أجرى الزيارة الثانية لتركيا خلال نفس العام.

– 2018
زار أمير قطر 16 دولة هي تركيا (الزيارة الثالثة) وألمانيا (الزيارة الثانية) وبلجيكا وبلغاريا وروسيا والولايات المتحدة والكويت وفرنسا (الزيارة الثانية) وبريطانيا والإكوادور وبيرو والباراغواي والأرجنتين وكرواتيا وإيطاليا وماليزيا.

وفي نفس العام، شارك الأمير تميم، خلال زيارته إلى نيويورك، في المناقشة العامة للدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وألقى خطابا شاملا تناول فيه موقف قطر من الحصار، وكذلك موقفها ورؤيتها تجاه أبرز القضايا الراهنة في المنطقة والعالم، كما أعلن عن تعهد الدوحة بتوفير تعليم جيد لمليون فتاة بحلول عام 2021.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، حضر الأمير منتدى باريس للسلام، تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

كما شارك أيضا في القمة الإسلامية الاستثنائية التي استضافتها إسطنبول في مايو/أيار 2018، ومؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير/شباط من العام نفسه.

وجاءت زيارة الأمير القطري إلى واشنطن (الزيارة الثانية للولايات المتحدة)، في أبريل/نيسان 2018، بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تعد الأبرز له خلال العامين.

وعُقد في واشنطن والدوحة، على التوالي، الحوار الاستراتيجي الأول والثاني بين البلدين؛ بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات.

– 2019
وفي الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، أجرى أمير قطر سلسلة من الزيارات الخارجية لدول العالم شملت حتى الآن 6 دول، توّجت بالتوقيع على اتفاقيات جديدة لتعزيز التعاون مع شركاء قطر.

ففي يناير، أجرى أمير قطر جولة خارجية شملت الصين واليابان وكوريا الجنوبية، تلتها جولة أخرى في فبراير شملت النمسا والكويت (الزيارة الثانية).

ولاحقا، وتحديدا في أبريل، أجرى جولة إفريقية قادته إلى كل من رواندا ونيجيريا، إضافة إلى زيارة أخرى للكويت (الزيارة الثالثة) خلال شهر رمضان.

قادة العالم في الدوحة
لم تكتف الدوحة بتكثيف حراكها الدبلوماسي عبر زيارات أميرها، وإنما استقبلت أيضا، على مدار العامين الماضيين، عددا من القادة والرؤساء ومسؤولي كبرى المنظمات الدولية.

وزار الدوحة عدد كبير من رؤساء الدول؛ بينهم رؤساء سيراليون وأنغوشيا الروسية وأوكرانيا وتوغو وزيمبابوي والصومال وفلسطين وكوت ديفوار ونيبال وغانا ورواندا والإكوادور.

كما استقبل أمير قطر العديد من ضيوف البلاد من كبار المسؤولين العرب والأجانب؛ بينهم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، والأمين العام لمنتدى الدول المصدّرة للغاز، ومدير عام صندوق النقد الدولي، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ومسؤولين آخرين.

قطر وتركيا.. تعزيز التحالف الاستراتيجي

العلاقات التركية القطرية بدت الأكثر تطورا عقب الأزمة الخليجية؛ حيث حرص الطرفان على ترسيخ علاقاتهما الاستراتيجية الثنائية، وتبادل الزيارات بين زعيمي البلدين.

كما وقع الجانبان المزيد من الاتفاقيات التي رفعت رصيد البلدين إلى نحو 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم ثنائية.

قطر والأمم المتحدة

عززت قطر علاقاتها مع الأمم المتحدة من خلال سلسلة من العقود التاريخية، للاستفادة من دعم الدوحة التي تتربع على عرش العمل الإنساني عربيا، ووقّعت اتفاقيات لافتتاح مكاتب وفروع لكبرى المنظمات ومؤسسات العمل الإنساني للأمم المتحدة بالدوحة.

وشملت الاتفاقيات الموقعة في ديسمبر/ كانون أول 2018، فتح مكتب تمثيلي في الدوحة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)؛ واتفاقية مع المنظمة الدولية للهجرة من أجل إنشاء مقر لها في الدوحة.

وأيضا التوقيع على اتفاقية بين حكومة قطر ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، لفتح مكتب للمنظمة الأممية في الدوحة؛ ومكتب للمفوضية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

قطر ومونديال 2022

في يوليو/تموز 2018، تسلّم أمير قطر، رسميا، استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، رسمياً، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وجرى ذلك بحضور رئيس “الفيفا” جياني إنفانتينو، في مراسم أُقيمت في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية