علاقات » خليجي

بن سلمان وبن زايد شركاء الفشل الكارثي في اليمن

في 2019/07/18

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية-

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، فشلا في مواجهة مليشيات الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران في اليمن.

وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها أن التدخل "الكارثي" في اليمن من قبل السعودية والإمارات أدى إلى "أسوأ كارثة إنسانية بالعالم"، مشيرة إلى أن إلقاء اللوم في ذلك هو على بن سلمان.

الإمارات شريك بن سلمان في هذا الإخفاق والتسبب بالكارثة هناك، وفق الصحيفة التي أشارت إلى نشر الآلاف من القوات الإماراتية باليمن، والتي فرضت حصاراً على مدينة الحديدة الساحلية؛ ما هدد بإلغاء إمدادات الغذاء في وقت كان فيه ملايين الناس معرضين لخطر المجاعة.

وتشير الصحيفة إلى الأنباء التي ترددت مؤخراً عن نية الإمارات الانسحاب من مدينة الحديدة، وتقليص قواتها بشكل كبير في اليمن، وهي خطوة "طال انتظارها وموضع ترحيب، ويمكنها أن تسهم بالتسوية السلمية ودعم المفاوضات التي باتت الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب الأهلية ووضع حد للأزمة الإنسانية".

وترى "واشنطن بوست" أن قرار الإمارات كان بسبب رد الفعل العكسي المتزايد ضد الحرب في الكونغرس الذي صوت في مناسبات عديدة على تعليق الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية، ودعا إلى منع مبيعات الأسلحة لدول الخليج.

وتتابع: "لقد استخدم الرئيس دونالد ترامب حق النقض ضد قرار واحد، ومن المتوقع أن يستخدمه ضد القرارات الأخرى التي صدرت حتى الآن، لكن في الأسبوع الماضي أضاف المجلس تعديلاً على مشروع قانون التفويض السنوي للدفاع بتعليق مبيعات الأسلحة إلى السعودية والإمارات لمدة عام؛ إذا ظل هذا الإجراء على حاله واعتمد من لجنة مؤتمر مجلس الشيوخ، فقد يضطر البيت الأبيض إلى قبوله".

أما السبب الثاني لقرار الإمارات الانسحاب من اليمن، كما ترى الصحيفة، فإنه يتعلق بالتوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران، واحتمال أن تكون دول الخليج هدفاً للضربات الانتقامية الإيرانية في حال نشوب صراع عسكري، وهو ما يبدو أن أبوظبي باتت تدركه جيداً، وأكده مسؤول إماراتي الأسبوع الماضي عندما قال إن بلاده ليست عمياء عن الصورة الجيواستراتيجية الشاملة.

ولسوء الحظ، تقول "واشنطن بوست"، فإن هذه التوترات يمكنها أن تعطّل مسار التسوية التي تحتاجها اليمن بشدة، فبعد أن بدأت أزمة أكبر من دون داع مع إيران، فإن إدارة ترامب كانت تعتقد أن طهران ستدفع حلفاءهم الحوثيين باليمن من أجل الإسراع في تسوية مع الحكومة المدعومة من قبل السعودية.

ولكن على العكس من ذلك، أطلق الحوثيون صواريخ على المطارات السعودية في الأسابيع الأخيرة، وبالمثل لا يظهر بن سلمان أي علامة على التراجع عن الحرب، على الرغم من أن انسحاب الإمارات قد جعل النصر أمراً بعيد المنال.

لقد بات في حكم المؤكد أن التسوية الدائمة في اليمن سوف تتطلب تهدئة التوترات في جميع أنحاء المنطقة والتي بدورها لا يمكن أن تحدث إلا إذا توصلت الولايات المتحدة وإيران إلى نوع من الانفراج.

وفي الوقت الحالي، يبدو أن ترامب مصمم على مواصلة "حملته القصوى" للضغط على إيران في حين يزود السعودية بقنابل جديدة لليمن، لذلك يمكن للكونغرس أن يكون له دور بنّاء من خلال التصديق على الحظر المفروض على هذه الشحنات وإرسال رسالة قوية مفادها أن الحرب مع إيران ليست خياراً، بحسب الصحيفة.