علاقات » خليجي

أمير الكويت يهنئ قادة الخليج على اتفاق حل الأزمة الخليجية

في 2020/12/05

متابعات-

أعرب أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، عن سعادته باتفاق "حل الخلاف بين الأشقاء، والحرص على التضامن الخليجي والعربي".

وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، فجر اليوم السبت، قال أمير دولة الكويت في بيان له: إن "الاتفاق يعكس تطلع الأطراف المعنية إلى تحقيق المصالح العليا لشعوبها".

وذكّر بـ"الجهود الخيّرة والبنَّاءة للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي قاد تلك الجهود منذ اليوم الأول لنشوب الخلاف، وأرسى قواعد الاتفاق، لتبقى جهوده في أعماق وجداننا وفي صفحات تاريخنا".

وتوجه الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بالتهنئة والتقدير لقادة الخليج لحرصهم على تحقيق تلك الخطوة التاريخية، وإلى كل الأصدقاء في العالم على دعمهم لجهود الوساطة التي قامت بها الكويت.

وشكر أمير الكويت "الرئيس الأمريكي ترامب على جهوده الداعمة، والتي تعكس التزام الولايات المتحدة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".

وفي سياق متصل، أرسل أمير دولة الكويت رسائل شكر للرئيس ترامب ولأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وللعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

وشكر الشيخ نواف الأحمد في رسالته ترامب "على الجهود الكبيرة والمقدرة التي بذلتها الولايات المتحدة، منذ الأيام الأولى لنشوب الخلاف الخليجي بين الأشقاء"، كما عبر عن تقديره للجهود التي بذلها مؤخراً جاريد كوشنر في سبيل التوصل إلى حل الأزمة.

وفي رسالته إلى أمير دولة قطر تقدم بالشكر على ما بذلته بلاده "من جهود مقدرة في سبيل إنجاح المساعي الخيرة التي بدأها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لاحتواء الأزمة الخليجية وإنهائها بالتوصل إلى الاتفاق النهائي، الذي يضمن لنا التضامن والتماسك في وحدة موقفنا".

وأضاف: "إن الخطوة المباركة التي تحققت بالتوصل إلى الاتفاق بين الأشقاء تعكس حرص سموكم على مكتسبات كياننا الخليجي ووحدته وتماسكه وصلابته ودوره على الساحتين الإقليمية والدولية، لنتمكن معاً من العمل في سبيل تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا، ومواجهة التحديات الجسام المحدقة بنا".

كما أكد الشيخ نواف الأحمد في رسالته للملك سلمان بن عبد العزيز أن "تمثيل السعودية لدولة الإمارات والبحرين ومصر في سبيل تحقيق الإنجاز التاريخي بالوصول إلى الاتفاق النهائي لحل الخلاف الخليجي يعكس المكانة المرموقة لها، ودورها الرائد في سبيل السعي لدعم أمن واستقرار المنطقة، وحرصها على التكاتف ووحدة الصف في ظل الظروف الدقيقة التي يعيشها العالم والمنطقة".

واعتبر أمير الكويت في رسالته للعاهل السعودي أن "ما تم التوصل إليه بين الأشقاء يعد إنجازاً سيعيد لكياننا الخليجي وعملنا العربي المشترك وحدته وتماسكه في مواجهة التحديات التي تعصف بالعالم أجمع، وبما يمكننا من العمل معاً في سبيل تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا المشروعة بالأمن والاستقرار والازدهار والرفاه".

وكان وزير الخارجية والإعلام الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح أكد، مساء الجمعة، إجراء محادثات مثمرة ضمن إطار جهود الوساطة الرامية لإنهاء الأزمة الخليجية، في حين رحبت قطر والسعودية وعُمان ومجلس التعاون الخليجي بالبيان، والتزمت الإمارات والبحرين الصمت حتى الآن.

وقال الناصر إن الجهود التي بذلتها القيادة السياسية الكويتية لحل أزمة الخليج أدت إلى نتائج مثمرة.

وأوضح الوزير الكويتي، في بيان مقتضب، أن "مباحثات مثمرة جرت خلال الفترة الماضية بشأن جهود تحقيق المصالحة الخليجية".

وأشار إلى أن "كل الأطراف التي شاركت في مباحثات المصالحة أعربت عن حرصها على الاستقرار الخليجي"، معرباً عن تقديره لجاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وجاءت تصريحات الوزير الكويتي بعد أنباء عن قرب الإعلان عن حل أوَّلي للأزمة بين السعودية وقطر.

وبعد ساعات قليلة من البيان، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، قوله: إن "الأزمة الخليجية طُويت وتم التوصل إلى اتفاق نهائي".

وتوقع الجار الله وجود خطوات سيعلَن عنها، "للانطلاق نحو المستقبل وطيّ صفحة الخلاف".

ونقل التلفزيون العربي عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله: إن "قطر والسعودية ستوقعان اتفاقاً مكتوباً خلال الأيام المقبلة لإنهاء الأزمة بينهما".

من جهتها رحبت دولة قطر بالبيان، واعتبرته خطوة مهمة نحو حل الخلاف الخليجي، وأعربت عن شكرها للجهود التي بذلتها الكويت منذ اندلاع الأزمة، مؤكدةً تمسُّكها بمصلحة شعوب الخليج وأمنها.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تغريدة على حسابه بـ"تويتر": "بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية. نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة".

وأضاف: "كما نقدّر الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد، ونؤكد أن أولويتنا كانت- وستظل- مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة".

وكان الوزير القطري قد تحدث، في وقت سابق من اليوم، عن وجود تحركات حالية لحل الأزمة الخليجية المستمرة منذ أكثر من 3 أعوام.

بدوره أبدى وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، تطلُّعه إلى أن "تتكلل الجهود الكويتية والأمريكية لحل الأزمة الخليجية بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة".

وأعرب بن فرحان، في تغريدة على حسابه بـ"تويتر"، عن بالغ تقديره لجهود الكويت وللمساعي الأمريكية "لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية".

وفي كلمة له بمنتدى حوار المتوسط، أكد الوزير السعودي حدوث تقدُّم خلال الأيام الماضية لحل الأزمة الخليجية بجهود كويتية وأمريكية، آملاً في الوقت نفسه التوصل إلى تسوية نهائية للأزمة.

بدوره رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، ببيان الكويت، المتعلق بـ"تعزيز التضامن والاستقرار الخليجي والعربي وصولاً إلى اتفاق نهائي".

وأكد الحجرف أن هذا البيان "يعكس قوة المجلس وتماسكه، وكذلك قدرته على تجاوز  كل المعوقات والتحديات".

كما شدد على أن أبناء مجلس التعاون يتطلعون إلى تعزيز البيت الخليجي وتقويته، والنظر إلى المستقبل بكل ما يحمله من آمال وطموحات وفرص نحو كيان خليجي مترابط.

ودعا أبناء الخليج ووسائل الإعلام إلى "الابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الخلافات أو تأجيجها"، والنظر بإيجابية إلى المستقبل.

من جانبها رحبت سلطنة عُمان ببيان الكويت حول النتائج الإيجابية لجهود المصالحة الخليجية.

وقالت وزارة الخارجية العُمانية في بيان لها: إن "جهود المصالحة تعكس حرص الأطراف على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي للتوصل لاتفاق نهائي".

وجاء البيان الكويتي بعدما تحدثت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، يوم الخميس الماضي، عن اقتراب قطر والسعودية من التوصل إلى صفقة "أولية" لإنهاء الأزمة بينهما، وذلك بوساطة أمريكية.

ونقلت الوكالة عن مصادر أن الصفقة محل الحديث لا تشمل الدول الثلاث الأخرى المشارِكة في مقاطعة قطر منذ يونيو 2017، وهي مصر والإمارات والبحرين.

وقال أحد المصادر إن ترتيباً أوسع (بين جميع الأطراف) لا يزال بعيد المنال، بسبب بقاء بعض القضايا العالقة، من ضمنها علاقات الدوحة مع طهران.

ومساء الأربعاء، قالت مصادر خليجية لقناة "الجزيرة"، إن الساعات القادمة قد تشهد انفراجة في الأزمة، مشيرة إلى حراك نشط ومباحثات تجري في هذه الأثناء قد تفضي إلى نتائج مهمة، بعد أن التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصل إلى الدوحة مساء الثلاثاء، قادماً من الرياض، بعد أن أجرى مشاورات لحل الأزمة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وكانت الدول الأربع (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) أعلنت، في يونيو 2017، قطع علاقاتها مع قطر وفرض إغلاق عليها، ووضعت 13 شرطاً للتراجع عن إجراءاتها وقطع العلاقات.

ومراراً أكدت الدوحة رفضها لكل ما يمس سيادتها الوطنية واستقلال قرارها المستقل، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها للحوار على قاعدة الندية واحترام السيادة.