جريدة القبس الكويتية-
عُرِف بتصريحاته ومواقفه المثيرة للجدل، هو واحد من بين مئة شخصية هي الأكثر تأثيرا في العالم لعام 2006، وفق مجلة تايم. رَأَس بلاده دورتين متتاليتين، وصل خلالهما الاحتكاك مع الولايات المتحدة إلى مستويات مرتفعة، ودعا إلى إزالة الاحتلال الإسرائيلي، وشكّك بالمحرقة اليهودية.
إنه الرئيس الإيراني السابق د. محمود أحمدي نجاد، الذي عاد اسمه للظهور بعد أن وجّه، قبيل أيام، رسالة عاجلة إلى الرئيس الحالي حسن روحاني، حذّر فيها من «حرب مدمّرة جرى التخطيط لها» ضد إيران، ستتسبب بكارثة في المنطقة، وناشده منعها.
وقبل ذلك، وفي محاولة وساطة، بعث نجاد -للمرة الأولى- رسالة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قدم فيها مقترحا لإنهاء الحرب في اليمن.
ومع انقضاء فترة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واقتراب تسلّم جو بايدن، الداعي إلى إعادة التفاوض مع طهران حول الاتفاق، بدلاً من سياسة الضغوط القصوى التي اتبعها سلفه، وكذلك مع بدء تقديم طلبات الترشّح للانتخابات الإيرانية في يونيو المقبل، عاد اسم نجاد إلى الأذهان، على اعتبار أنه كان -خلال رئاسته- من أكبر مؤيدي البرنامج النووي لبلاده، وسط تساؤلات عن إمكانية ترشّحه للرئاسة.
في حواره الخاص مع القبس، يقول نجاد «ليست الانتخابات شغلنا الشاغل اليوم، لدينا قضايا أهم في البلاد والمنطقة والعالم، وواجبنا الإنساني يفرض علينا الاهتمام بها أولاً. وإذا ما تطلب الأمر، سأطرح بعض القضايا حول الانتخابات في الوقت المناسب».
ينفي نجاد أن يكون للرؤساء الأميركيين دور مصيري في تقرير السياسة الأميركية التي تحاك خلف الكواليس. مشدداً على أنه من غير المهم من يكون الرئيس قدر تغيير السياسات، مذكرا بأن الضغوط الاقتصادية على إيران بدأت في فترة رئاسة الديموقراطيين.
وحول التوترات بين دول المنطقة، يعتبر الرئيس الإيراني السابق أن «إيران والسعودية بلدان كبيران ومهمان ومؤثران في المنطقة والأوساط الدولية، ولم تكن هناك اختلافات مهمة في علاقاتهما التاريخية، فالصداقة والتعاون والتنسيق والمماشاة مطالب يتطلع إليها البلدان والشعبان، ومن شأن كل ذلك تغيير أوضاع المنطقة، وإيجاد نوع من الوحدة بين شعوبها، وظهور فرص ذهبية لإحلال السلم والإعمار والتطور لكل بلدان المنطقة».
ورداً على سؤال بشأن الجهود التي يتوقعها من الكويت لحل الخلافات بين إيران والبلدان العربية، قال نجاد: «الجهود الحسنة يجب أن تكون في خدمة الوحدة والأخوة بين الشعوب كافة، ويُتوقع من كل مسؤولي البلدان، خصوصا أمير دولة الكويت الموقر، الذي يتمتع بعلاقات حسنة مع دول الجوار، أن يسعى في هذا الإطار أكثر من ذي قبل». يؤكد الرئيس نجاد أن الحظر الاقتصادي على إيران له تبعات خطيرة، ولكن إدارة الدولة السياسية والاقتصادية للبلاد ابتعدت عن أهداف الثورة وأضرت بالمصالح الوطنية.
وهو يرى أن «الاحتجاج والنقد من الحقوق الطبيعية للشعب، وإجراء أي مضايقات، أو أي استعمال للعنف إزاء الشعب، يعارض صميم الثورة».
لكن الرئيس السابق قال إن من ادعوا تزوير الانتخابات عام 2009 تراجعوا علنا عن دعواهم، مؤكدا رفضه للحجر على المرشحين مير حسين موسوي ومهدي كروبي. ولم يتطرق الرئيس السابق في حديثه إلى حضور إيران الخارجي العسكري، لكنه انتقد «تدخل أعداء الشعوب، والقوى القادمة من خارج المنطقة». وحول التدخل العسكري في سوريا، قال: «لم أكن في موقع أتمكن عبره من التدخل في شؤون الآخرين، لكني أعتقد بشدة أن آراء ووجهات نظر كل الشعوب في كل الدول يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل السلطات الحاكمة، من دون استثناء. ظهور أي نوع من الاختلاف في وجهات النظر يعتبر أمرا طبيعيا في كل البلدان، لكن طريق حل هذا الاختلاف لن يكون عبر الحرب والاشتباك، والسبيل الوحيد والمؤكد هو اتباع العقلانية والإنسانية وآراء الشعب».
من رعيل الثورة الأول في إيران، هو أستاذ جامعي، كان رئيساً لدورتين متعاقبتين، اعتبرته مجلة «تايم» واحداً من بين مئة شخصية هي الأكثر تأثيراً في العالم لعام 2006. إنه الرئيس الإيراني السابق د. محمود أحمدي نجاد، الشخصية المثيرة للجدل بتصريحاتها ومواقفها.
شهدت جولة إعادة انتخاب نجاد قيادة خصمه الإصلاحي مير حسين موسوي حملة ضده عام 2009، تحولت إلى أحداث عنف وتظاهرات مطالبة بالإصلاح، عرفت بـ«الثورة الخضراء».
كان نجاد من أكبر مؤيدي البرنامج النووي، وأصرَّ على أن يكون مخصصاً للأغراض السلمية. وأكد مراراً أن صنع قنبلة نووية ليس من سياسة حكومته. ويقول إن مثل هذه السياسة «غير قانونية ومخالفة لديننا».
خلال رئاسته، وصل الاحتكاك بين إيران والولايات المتحدة إلى مستويات عالية في 26 أكتوبر 2005، ألقى نجاد كلمة في مؤتمر عقد في طهران بعنوان «العالم من دون صهيونية» أعلن فيه أنه يتفق مع بيان أصدره المرشد علي خامنئي بأن «نظام الاحتلال الإسرائيلي» لا بد من إزالته. كما ألقى ظلالاً من الشك حول المحرقة اليهودية، وذكر أنه جرى اختراعها من قبل قوات الحلفاء لإحراج ألمانيا.
كان من أولويات أحمدي نجاد في المنطقة تحسين العلاقات مع معظم الدول المجاورة لإيران، وهو أول رئيس إيراني يزور العراق، وخلال زيارته له في 2 مارس 2008 قال إن «زيارة العراق من دون الدكتاتور صدام حسين شيء جيد».
في محاولة وساطة، بعث نجاد لأول مرة رسالة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قدم فيها مقترحاً لإنهاء الحرب في اليمن.
وقبل أيام، نبّه نجاد في رسالة وجهها إلى الرئيس حسن روحاني، من أن التطورات حول العالم تشير إلى أنه تم التخطيط لوقوع حرب مدمرة جديدة في الشرق الأوسط والخليج، مناشداً إياه العمل على منع وقوعها.
ومع ترقّب الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو المقبل، واحتمال ترشح نجاد، قررت القبس إجراء حوار معه، وأبلغت قراءها بأنه مهتمة بمشاركتهم في ذلك الحوار عبر إرسال أسئلتهم واقتراحاتهم، التي أُدرجت ضمن التساؤلات.
وخلال اللقاء، ورداً على سؤال بشأن الجهود التي يتوقعها من الكويت لحل الخلافات بين إيران والبلدان العربية، قال نجاد: «الجهود الحسنة يجب أن تكون في خدمة الوحدة والأخوة بين كل الشعوب، ويُتوقع من كل مسؤولي البلدان، خصوصاً أمير دولة الكويت الموقر، الذي يتمتع بعلاقات حسنة مع دول الجوار، أن يسعى في هذا الإطار أكثر من ذي قبل».
واعتبر الرئيس الإيراني السابق أن «إيران والسعودية بلدان كبيران ومهمان ومؤثران في المنطقة والأوساط الدولية، ولم تكن هناك اختلافات مهمة في علاقاتهما التاريخية، فالصداقة والتعاون والتنسيق والمماشاة مطالب يتطلع إليها البلدان والشعبان، ومن شأن كل ذلك تغيير أوضاع المنطقة، وإيجاد نوع من الوحدة بين شعوبها، وظهور فرص ذهبية لإحلال السلم والإعمار والتطور لكل بلدان المنطقة».
وحول الاحتجاجات في إيران، اعتبر نجاد أن «إجراء أي مضايقات، أو أي استعمال للعنف إزاء الشعب، يعارض صميم الثورة، والنص الصريح لدستور الجمهورية الإسلامية، ويؤدي إلى اتساع الهوة بين المسؤولين والشعب، وبالتالي سيكون النظام هو المتضرر»، مردفاً أن من حق الشعوب انتقاد المسؤولين والتعبير عن مطالبها.
وعن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، قال نجاد: «ليست الانتخابات شغلنا الشاغل اليوم، لدينا قضايا أهم في البلاد والمنطقة والعالم، وواجبنا الإنساني يفرض علينا الاهتمام بها أولاً. وإذا ما تطلب الأمر، فسأطرح بعض القضايا حول الانتخابات في الوقت المناسب».
وفي ما يلي تفاصيل الحوار كاملاً:
● د. محمود أحمدي نجاد، خلال العامين الماضيين، شهدت إيران احتجاجات شعبية واسعة، كانت دوافعها اقتصادية، وبسبب غلاء المعيشة، برأيكم لماذا أقدم الإيرانيون على النزول إلى الشوارع للاحتجاج؟
- كل بلد وما فيه يكون ملكاً لشعبه، ويبقى خياره للشعب، فالاحتجاج والنقد من الحقوق الطبيعية للشعب، والدستور في إيران يضمن توفير الظروف الجيدة لكل أبناء الشعب، ليتمكن كل واحد منهم من أن يبدي آراءه من دون أي خشية من تبعاتها، ولكي يقدم أفراد الشعب وجهات نظرهم وانتقاداتهم واحتجاجاتهم بشأن كل القضايا، بما فيها تقييم عمل المسؤولين. إن من أهم الأهداف الأساسية لثورة الشعب الإيراني عام 1979 الحرية، خصوصاً حرية نقد عمل المسؤولين، والشعب الإيراني مثقف وذو حضارة، ولا يميل إلى العنف أو الاشتباك، وإذا توافرت الظروف المناسبة لإبداء وجهة نظره، فإنه يعمل بشكل منطقي وقانوني وبنَّاء، وسيبقى ينعم بكل حقوقه الشرعية والقانونية.
بدوري، ذكَّرتُ مسؤولي البلد بهذا الموضوع خلال السنوات الماضية، كما أنني قدَّمت مرات عدة طلبات رسمية، ليتم إصدار تصاريح لتجمُّع أبناء الشعب، لينتقدوا عمل المسؤولين.
إن إجراء أي مضايقات، أو أي استعمال للعنف إزاء الشعب، يعارض صميم الثورة، والنص الصريح لدستور الجمهورية الإسلامية، ويؤدي إلى اتساع الهوة بين المسؤولين والشعب، وبالتالي سيكون النظام هو المتضرر.
● هل سبب انهيار اقتصاد البلاد - كما تقول الدولة الحالية - هو الحظر الأميركي؟ وإن صحّ ذلك، فلماذا كانت العملة والاقتصاد قبل الاتفاق النووي أفضل مما هما عليه الآن؟
- الحظر الذي تفرضه القوى الاستكبارية لفرض هيمنتها على الشعوب عملٌ غير إنساني، وتبعاته خطيرة، لكن مدى تأثيره يعود إلى كيفية إدارة البلاد في الداخل، فالشعب الإيراني يعتقد بأن إدارة الأعمال في القطاع الاقتصادي والسياسي لم تكن متماشية مع المصالح الوطنية فحسب، بل ابتعدت عن أهداف الثورة، والمطالبات العامة للشعب، وتسببت بأضرار جسيمة للاقتصاد، كما أرهقت معنويات الشعب، وخاطرت بالمصالح الوطنية وعلاقات إيران بالأوساط الدولية أيضاً، وهذا ما كان يريده أعداء الشعب والقوى العالمية الفاسدة، في حين أن لاقتصاد إيران إمكانات منقطعة النظير، وبإمكانه أن يزدهر وينمو بشكل سريع، لكن من خلال الإدارة الصحيحة والشعبية، عندها سيستعيد مكانته بين المستويات العليا لاقتصادات العالم.
● ما هي رؤية السيد أحمدي نجاد لحلحلة القضايا والخلافات العالقة بين إيران والسعودية؟
- إيران والسعودية بلدان كبيران ومهمان ومؤثران في المنطقة والأوساط الدولية، ولم تكن هناك اختلافات مهمة في علاقاتهما التاريخية، فالصداقة والتعاون والتنسيق والمماشاة مطالب يتطلع إليها البلدان والشعبان، ومن شأن كل ذلك تغيير أوضاع المنطقة، وإيجاد نوع من الوحدة بين شعوبها، وظهور فرص ذهبية لإحلال السلم والإعمار والتطور لكل بلدان المنطقة.
الخلاف بين البلدين غالباً ما يكون متأثراً بتدخل أعداء الشعوب، ومن قبل القوى القادمة من خارج المنطقة، وساهمت أخطاء بعض مسؤولي البلدين في تفاقم الأمور، وضاعفت الأزمة، وكانت السبب في التأثير على انتهاج سياسات عدوانية في المنطقة.
فالاختلاف والتنافس و- لا سمح الله - نشوب أي اشتباك بين البلدين لن تترك أي منتصر، بل سيضر بالبلدين وبكل دول المنطقة، وسيكون المستفيد الوحيد من ذلك أعداء الشعوب الصديقة والمتآخية في المنطقة الحساسة للخليج والشرق الأوسط.
إذاً فعلى كل حال، على مسؤولي البلدين أن يكونوا أذكياء، ويمنعوا تدخل أي عوامل لا تتماشى ومصالح الشعبين، ويمنعوها من التأثير في علاقاتهما، ويتفرغوا لحلحلة الخلافات السياسية بحكمة وتدبير، عبر حوار يعتمد الاحترام المتبادل بكل معنى الكلمة.
وعلى الجانبين أن يفكرا بالمصالح الكبرى والتضامن، والوحدة بين البلدين، وآثارها الواسعة على ترسيخ القيم الإنسانية والسلام والأخُوَّة في المنطقة والعالم، وأن يبتعدا عن وساوس الخنّاسين.
● السعودية تقول إنها لن تتدخل في الشؤون الداخلية لإيران في حين أن إيران تتدخل في شؤون الكثير من الدول العربية. لماذا تصر إيران على التدخل؟
- لقد أجبت عن هذا السؤال في السؤال السابق. الطرفان يتبادلان الاتهامات، وأنا لا أريد أن أحدد السبب الآن، بل أريد التأكيد على ضرورة متابعة الأخوة والتعاون، والاهتمام بالطاقات والإمكانات العظيمة للطرفين، التي يمكن أن تتجلى في ظل الأخوة بين البلدين، فهناك الكثير من الطاقات التي تكون لمصلحة كل الشعوب، خاصة شعوب المنطقة، والتذكير بالخسائر الفادحة التي تلحق بالشعوب إثر التنافس أو أي اشتباك محتمل في المنطقة.
● بعض وسائل الإعلام الإيرانية تشير إلى أن الرئيس السابق أحمدي نجاد هو من الشخصيات المهمة التي كانت منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا توافق على تنحية الرئيس بشار الأسد، فما مدى صحة ذلك؟
- لم أكن في موقع أتمكن عبره من التدخل في شؤون الآخرين، لكني أعتقد بشدة أن آراء ووجهات نظر كل الشعوب في كل الدول يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل السلطات الحاكمة، من دون استثناء. ظهور أي نوع من الاختلاف في وجهات النظر يعتبر أمراً طبيعياً في كل البلدان، لكن طريق حل هذه الاختلاف لن يكون عبر الحرب والاشتباك، والسبيل الوحيد والمؤكد هو اتباع السبل العقلانية والإنسانية وآراء الشعب.
كل شعوب العالم بمختلف أعراقها ومذاهبها وثقافاتها وقومياتها لها حق تقرير المصير، ولا يمكن لأحد، ومهما كانت الظروف، أن يسمح لنفسه بتحجيم هذا الحق الرباني أو سلبه من الآخرين. السبيل الوحيد لحل كل الاختلافات في كل البلدان هو عدم التدخل في شؤون الآخرين، والرجوع إلى الآراء العامة، والسماح لإرادة الشعب بأن تتحقق وتتجلى في الشؤون المختلفة لإدارة البلدان.
● ما رأيكم في التعامل العنيف مع الاحتجاجات الشعبية السلمية التي انطلقت في بداية الأزمة السورية واستمرت ستة أشهر واعترف بشار الأسد نفسه بسلميّتها؟
- خلال إجابتي عن السؤال الأول، أبديت رأيي في هذا المجال.
● ما هو اقتراحكم لإنهاء الحرب الاستنزافية في سوريا التي يدفع ثمنها الجميع الآن؟
- السبيل الوحيد لحل مثل هذه القضايا هو عدم تدخل الآخرين، والرجوع إلى آراء الشعب، والسماح للإرادة العامة لتكون هي التي تتحكم في مصيرالبلاد، فالوطن ملك للمواطنين، ولا يحق لأي شخص أو جماعة، مهما تميزت، أن تسمح بتفضيل نفسها على الآخرين.
● النخب العربية تعتقد أن ايران منذ عام 1979 لم تتورط في حدث كالحدث الجاري الآن في سوريا الذي شوَّه سُمعتها فهل كان بشار الأسد يستحق كل هذا الثمن وعلى حساب الشعب الإيراني؟
- بما أن منطقتنا هي مركز الحضارات والطاقة العالمية، وأن لها أثراً كبيراً في المعادلات الدولية، فالقوى العالمية كانت ولا تزال تحاول السيطرة على بلداننا، فإشعال الحروب وإثارة الخلافات داخل الشعوب من جهة، وبين دول المنطقة من جهة أخرى، جزئية كانت أو كلية، من ضمن برامجهم التي تهدف إلى إيجاد شرق أوسط جديد، وهذا يعني أنهم يريدون إضعاف كل بلدان وشعوب المنطقة، فهم يصرّون على أن أي بلد من بلدان المنطقة يجب ألا ينحو منحى التطور والاستقواء، إنهم يريدون أن نكون ضعافاً، ومتشابكين في ما بيننا ومتخلّفين، ليسلبونا فرصة التوحد والتطور والاستقواء، كي نفقد التأثير المطلوب على المعادلات الدولية. أعتقد أن الرابح الأصلي في كل اشتباكات المنطقة هو القوى السلطوية والصهيونية الدولية.
● السيد محمود الزهار، أحد القادة الفلسطينيين، قال في لقاء تلفزيوني إنه خلال عودته من إيران عام 2006 حمل معه 22 مليون دولار، وبعض الإيرانيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي يقولون إن الشعب الإيراني أحق بهذه الأموال، فما هو رأيكم في ذلك؟
- لم تكن لدي معلومات خاصة في ما يخص المزاعم الموجودة حول هذه الأموال.
● في الأسابيع المقبلة ستتغير الحكومة الأميركية، وسيتسلم السلطة شخص يرجّح الدبلوماسية على فرض الحظر في التعامل مع إيران. السيد أحمدي نجاد هل تعتقدون أن بايدن سيعود إلى الاتفاق النووي بصورته الحالية؟
- أعتقد أن السياسة الخارجية لأميركا يتم التخطيط لها خلف الستار، ورؤساء الجمهورية لم يكن لهم دور مصيري فيها. برأيي سيّان بالنسبة لنا مَن يكون الرئيس الأميركي. المهم أن تتغير السياسات. وعلينا ألا ننسى أن الحظر والمقاطعات والضغوط الاقتصادية على إيران بدأت في فترة رئاسة الديموقراطيين.
● بعد تسلم جو بايدن السلطة، إذا ما استؤنف الحوار بين إيران وواشنطن، فما هي الشروط التي تطالب بها إيران؟
- أعتقد أن أي نوع من الحوار والتوافق يجب أن يكون مبنياً على أصول متقنة وأساسية، أي العدالة والاحترام المتبادل. أما غير ذلك، فإنه لن يؤدي إلى حلحلة القضايا والخلافات العالقة. الاتفاق النووي وثيقة حية، وواضحة في هذا الخضم. فأي اتفاق أحادي الجانب لا يمكن أن يستقيم، وكما شاهدنا، لا يمكن أن يحل المشكلات.
● السيد أحمدي نجاد، إحدى وسائل الإعلام الإيرانية المقربة من المعارضة خارج البلاد قدمت تقريراً عن آخر الاستطلاعات حول الانتخابات المقبلة في إيران، حيث أظهرت أن اسمكم يأتي في طليعة كل الأسماء المطروحة في الساحة حالياً، فلماذا كنت أنت الأول في هذا الاستطلاع؟ ومن أين اكتسبت كل هذه المكانة والمحبة؟
- كما قال الإمام علي عليه السلام: تزكية المرء نفسه قبيح (أي ليس من الصحيح أن أمتدح نفسي).
● السيد أحمدي نجاد، هل ستترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة؟ وما هو توقعك عن قبول ترشيحك من قبل مجلس خبراء القيادة؟
- ليست الانتخابات شغلنا الشاغل اليوم، لدينا قضايا أهم في البلاد والمنطقة والعالم، وواجبنا الإنساني يفرض علينا الاهتمام بها أولاً. وإذا ما تطلب الأمر، فسأطرح بعض القضايا حول الانتخابات في الوقت المناسب.
● عام 2009 اندلعت احتجاجات حملت اسم «الحركة الخضراء»، زعمت حدوث تزوير في الانتخابات، وأن مرشح تلك الانتخابات، أي مير حسين موسوي، كان الفائز فيها. فما هو تقييمكم اليوم لتلك الفترة؟ وهل حدث تزوير فعلاً؟ وما هو رأيكم في الحجر المفروض على موسوي ومهدي كروبي حتى الآن؟
- من ادَّعوا التزوير في انتخابات عام 2009 تراجعوا عن دعواهم بشكل علني. وبدوري، أعلنت مراراً أنني لا أرضى بالحجر أو الاعتقال.
● ما الذي تتوقعونه من الكويت لحل الخلافات بين إيران والعالم العربي؟
- في ما يتعلّق بالعلاقات بين الشعوب والحكومات، يجب أن يكون العمل حول محور الوحدة والوئام المبني على العدالة والاحترام المتبادل. نرحب بتوحيد الصف ورفع الخلافات بين الشعوب والحكومات، ونتطلع إلى تنمية العلاقات مع كل دول وشعوب المنطقة، فالجهود الحسنة يجب أن تكون في خدمة الوحدة والأخوة بين كل الشعوب، ويُتوقع من كل مسؤولي البلدان، خصوصاً أمير دولة الكويت الموقر، الذي يتمتع بعلاقات حسنة مع دول الجوار، أن يسعى في هذا الإطار أكثر من ذي قبل.
منذ سنوات، وحتى قبل انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، تتمنى القوى الخارجية، خصوصاً بعض أصحاب القلوب المريضة، الإضرار بدول المنطقة، ويخططون ويتآمرون ويمنعون إيجاد أي وحدة بين الإخوة. إنهم يختلقون المشكلات التي تصب في خانة مصالحهم غير الشرعية، وتثير الأزمات في المنطقة.