صحيفة “الغارديان"-
نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا مشتركا لعبد الله العودة، مدير منطقة الخليج بمركز الديمقراطية للعالم العربي (دون) بواشنطن والمؤسس المشارك لحزب التجمع الوطني السعودي، مع عبد الرحمن عمور المعلق والأكاديمي والعضو السابق في فريق بيرني ساندرز للرئاسة، بعنوان “انتهى الحصار السعودي على قطر ولكن والدي لا يزال في السجن لأنه عارضه”.
وجاء في المقال أن نهاية الحصار الذي قادته السعودية على قطر والتوافق بين الدول التي شاركت فيه تطرح تساؤلا: متى ستفرج الحكومة السعودية عن المواطنين الذين وجدوا أنفسهم وسط النزاع وسجنوا خلال الأزمة التي استمرت ثلاثة أعوام ونصف؟
وأضافا أن السعودية أعلنت في 4 كانون الثاني/يناير عن فتح حدودها مع قطر مما فتح المجال لتخفيف التوترات التي قادت السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين لقطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر في منتصف عام 2017. وفي الخامس من كانون الثاني/يناير عقدت القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي في منطقة العلا، شمال- غرب السعودية، ولأول مرة منذ بداية الحصار على قطر، حضر أميرها الاجتماع. و”مع أن المصالحة خطوة مرحب بها عندما تخفف من مخاطر النزاع والضرر، فمن المهم الاعتراف بالهجمات على حقوق الإنسان التي مارستها السعودية والإمارات والبحرين ومصر خلال السنوات الطويلة وتجاهلها الأعراف الدبلوماسية التي خلقت النزاع مع قطر في المقام الأول”.
ويقول الكاتبان إن صعود محمد بن سلمان إلى منصب ولي العهد أدى بالساحة الاجتماعية- السياسية السعودية إلى وضع لم يعد أحد يتعرف عليه وللأسوأ. وأصبح المجتمع المدني السعودي مكمما نظرا لاعتقال وسجن الكثير من الباحثين والناشطين والصحافيين والزيادة النسبية للإعدامات، والكثير من سجناء الرأي الذين يقبعون في سجون المملكة، بمن فيهم والدي الدكتور سلمان العودة، لأن مأساته جديرة بالملاحظة والحيرة. فالعودة الذي يتابعه 13 مليون معجب على تويتر ولديه عدد من الدراسات البحثية المطبوعة في عدة لغات ويقرأها المسلمون حول العالم، هو ليس مجرد مصلح في مجال القانون الإسلامي. وعرف عنه تبنيه لمنصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وسناب تشات للوصول إلى الناس من كل الأعمار والطبقات الاجتماعية. ومنذ اعتقاله في أيلول/سبتمبر 2017 ظل العودة في حجز انفرادي. ولكن ما الذي حفز على اعتقاله؟ تغريدة عن الصدع في العلاقات السعودية- القطرية. فبعد الإعلان عن المقاطعة التي قادتها السعودية وبوقت قصير، طلب المسؤولون في الديوان الملكي من العودة كتابة تغريدة يدعم فيها التحرك.
وغالبا ما اعتمد المسؤولون السعوديون على القطاع الديني لدعم سياساتهم والمصادقة عليها. ولكن العودة رفض وناقش أن المصالحة هي أفضل من الطريق الذي مضت به حكومته. ونظرا لقلقه على التوترات الإقليمية بعد الحصار عبر العودة وبشكل غامض عن رغبته بالمصالحة. وجاءت تغريدته “اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”. وبعد أيام قامت قوات أمن الدولة باعتقاله. وبعد عام دون توجيه اتهامات له، أعدت السلطات السعودية قائمة من 37 اتهاما عندما بدأت محاكمته في أيلول/سبتمبر 2018 وأمام المحكمة الجزائية المختصة والتي تنظر في قضايا الإرهاب. وتشمل الاتهامات نشاطات عادية لا تعتبر أفعالا جنائية في أي مكان في العالم مثل “معارضة الحصار على قطر” و”زيارة قطر عدة مرات بما في ذلك عام 2015″.
ويقول الكاتبان “سواء كانت المصالحة بين السعودية والبحرين والإمارات ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى دافعا على تناغم حقيقي أو تعبر عن حسن نية فنحن بانتظار رؤية هذا. وعلى الأقل، يمكن للحكومة السعودية إتمام جهدها الدبلوماسي الإيجابي بإصلاحات حقيقية تعكس جهدا للتصالح مع شعبها. ويشمل هذا بالتحديد إلغاء السياسات التي تبناها محمد بن سلمان وأدت لسجن العديد من سجناء الرأي بمن فيهم الناشطات النسويات وعلماء القانون والفقه والأكاديميون والصحافيون. ومع اقتراب المقاطعة على قطر من نهايتها فمن المناسب أن تنتهي فترة سجن رجل دعا لتصالح الطرفين”.