الخليج أونلاين-
منذ اللحظات الأولى لشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المستمر على قطاع غزة ومدينة القدس المحتلة، اتسع حجم التضامن الرسمي والشعبي الكويتي مع الشعب الفلسطيني، وسط تنديد واسع بالتصعيد على سكان القطاع.
وبدأ التضامن من أعلى رأس الهرم السياسي في البلاد، حيث ندد أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المصلين في المسجد الأقصى، واصفاً إياها بـ"اللا إنسانية".
وفي الشأن الرسمي، أكد أمير الكويت، خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً، من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، (11 مايو 2021)، تكليف وزير الخارجية الكويتي بالتحرك في مختلف المحافل الإقليمية والدولية لمتابعة ما يجري، والعمل على وقف ما يقوم به الاحتلال.
كما أكد وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد الناصر، "وقوف الكويت أميراً وحكومة وشعباً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس وقطاع غزة".
وشدد الصباح، خلال مكالمة هاتفية، مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، (13 مايو)، على "استعداد الكويت لتقديم كل ما يلزم لنصرة الشعب الفلسطيني أمام هذا العدوان الإسرائيلي".
جهد دبلوماسي
ودبلوماسياً، استدعت الخارجية الكويتية سفير جمهورية التشيك لديها مارتن دوفراك؛ عقب نشره علم "إسرائيل" على حسابه الرسمي بموقع "إنستغرام"، تعبيراً عن تضامنه مع دولة الاحتلال، وسط غضب شعبي ومطالبات بطرده.
وأعربت الوزارة في بيان، عن رفضها القاطع واستهجانها الشديد لما بدر عن السفير التشيكي، مضيفة: إن "ذلك التصرف مرفوض؛ لما يشكله من إساءة بالغة إلى المشاعر في دولة الكويت على المستويين الرسمي والشعبي"، قبل أن يخضع السفير التشيكي ويقدم اعتذاره تحت وطأة الغضب الرسمي والشعبي.
وبرلمانياً، أعلن رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، عن جلسة خاصة، الأسبوع المقبل؛ لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع العمل على تعجيل الانتهاء من قانون حظر ومناهضة التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وإلى جانب التحرك البرلماني، قال الغانم في تصريح لتلفزيون فلسطين (19 مايو): إن "المواقف العربية الرسمية تجاه العدوان الدائر حالياً في فلسطين تعبير عن الضمير الشعبي"، مشيراً إلى أن "دولة الاحتلال تواجه مأزقاً كبيراً".
وأضاف الغانم: "أقل ما يمكن فعله هو أن نقول للفلسطينيين إنهم ليسوا وحدهم، وأن نُشعرهم بأننا نشعر بتقصيرنا تجاههم".
كما دعا النائب الكويتي محمد براك المطير، إلى الإسراع بإصدار توجيهات بنقل الجرحى الفلسطينيين في قطاع غزة والقدس المحتلة، إلى الكويت؛ لعلاجهم في المستشفيات الكويتية.
وقال "المطير"، في تغريدة على حسابه بـ"تويتر": إن "الواجب الشرعي والإنساني يحتّم علينا الإسراع بفتح مستشفياتنا أمام الجرحى الفلسطينيين الذين يعانون بسبب القصف المتواصل للاحتلال على قطاع غزة وعمليات القنص والقتل بالرصاص الحي في القدس الشريف والضفة الغربية".
تحركات شعبية
وعلى المستوى الشعبي، تصاعدت موجة التضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث أطلقت الجمعيات الخيرية الكويتية حملات للتبرع لصالح قطاع غزة.
وأكد رئيس رابطة "شباب لأجل القدس" العالمية بالكويت، طارق الشايع، في تصريح سابق لـ"الخليج أونلاين"، أن الجمعيات الخيرية الكويتية تكسر حاجز 4 ملايين و500 ألف دولار في حملاتها لدعم القدس وغزة.
وفي 19 مايو، أعلنت الوكيلة المساعدة للتنمية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية، هناء الهاجري، إطلاق حملة إغاثية شعبية عاجلة لدعم الشعب الفلسطيني، تستمر شهراً.
وقالت "الهاجري"، في تصريح صحفي، بحضور سفير دولة فلسطين لدى الكويت رامي طهبوب: إن "هذه الحملة تأتي في إطار التزام الكويت بمناصرة ودعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبهم خلال الاعتداءات والممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وأكدت موقف الكويت الداعم للقضية الفلسطينية، لافتة إلى أن الجهات الخيرية الكويتية تنظم، على مدار العام، حملات متواصلة بترخيص وإشراف كامل من الوزارة لدعم الشعب الفلسطيني.
كما أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتي (10 مايو )، حملة تبرعات على موقعها الإلكتروني تحت شعار "معك يا فلسطين"، لجمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني.
لقطات بارزة
وضمن التضامن الشعبي، جرى في الـ19 من مايو إضاءة أبراج الكويت بعلم فلسطين، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، حيث من المقرر أن يستمر ذلك طوال فترة الحملة الشعبية التي أطلقتها الكويت لإغاثة فلسطين، تحت شعار "نحن بجانبكم"، والتي ستستمر لمدة شهر.
وفي الشارع، شهدت ساحة الإرادة بالكويت تظاهرات حاشدة، دعماً لفلسطين، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وتداول نشطاء، مقاطع فيديو تُظهر مئات من المواطنين والمقيمين بالكويت، (19 مايو)، في ساحة الإرادة نصرةً للقضية الفلسطينية، وإحراقهم علم دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي 11 مايو، خرج مئات المتظاهرين بالكويت في وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بساحة الإرادة قرب مجلس الأمة؛ استجابة لدعوة وجهها ناشطون احتجاجاً على انتهاكات دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة وقطاع غزة.
وكانت وزارة الداخلية قد أكدت أن حرية التعبير والتجمع تضامناً مع القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إسرائيلية، "يجب أن تكون وفق القانون".
وأظهرت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، أطفالاً كويتيين وهم يدوسون علم دولة الاحتلال بأقدامهم.
و8 مايو شهد الدوري الكويتي لكرة القدم لفتة تضامنية بارزة مع القضية الفلسطينية عندما ارتدى لاعبو العربي والسالمية وشاحاً يحمل ألوان علم فلسطين.
حدث ذلك لحظة دخول لاعبي الفريقين إلى أرضية الميدان والوقوف للاستماع للنشيد الوطني الكويتي قبيل انطلاق المباراة، التي عرفت فوز العربي على السالمية بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ضمن الجولة الـ15 من البطولة الكويتية.