CNBC - ترجمة وتحرير الخليج الجديد-
رأى خبراء ومراقبون للشؤون الخليجية أن الخلاف غير المتوقع الذي ظهر للعلن بين السعودية والإمارات، أوائل يوليو/تموز، حول مستويات إنتاج النفط لتحالف "أوبك+"، لن يكون الأخير، بل أنهم توقعوا أن يشتد الخلاف بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم العربي.
وفي مقابلة مع شبكة "CNBC" الأمريكية، قال "عبدالخالق عبدالله"، أستاذ العلوم السياسية في الإمارات: "ما يحدث هنا (بين السعودية والإمارات) هو أن هذين أكبر اقتصادين في المنطقة، والعالم العربي".
وأضاف: "وبما أن السعودية تريد إصلاح اقتصادها، والتحرك نحو الخصخصة، وما إلى ذلك، فلا بد أن تكون هناك منافسة بينهما" (أي مع الإمارات).
وعقّب "عبدالله" المستشار السابق لولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، قائلا: "أعتقد أن المنافسة بين أكبر اقتصادين عربيين بدأت للتو.. ومن المحتم أن تشتد المنافسة في الأيام القادمة".
وتوصلت السعودية والإمارات إلى حل لأزمة إنتاج النفط في منتصف يوليو/تموز، وأشاد وزيرا الطاقة السعودي والإماراتي ببعضهما البعض.
لكن وفقا لـ"CNBC"، فإنه من غير المقرر أن تنتهي الخلافات والأزمات بين الإمارات والسعودية في وقت قريب، لا سيما في ظل المنافسة الاقتصادية بين الجانبية، وتحديدا في الوقت الذي تكون فيها عائدات الدولة المنتجة للنفط متقلبة للغاية.
وفي هذا الصدد، نقلت الشبكة عن المحلل "توبياس بورك" من معهد الخدمات الملكية المتحدة (مقره لندن) قوله: "لقد خرجنا من هذا الوباء حيث تحتاج كل دولة في العالم إلى إيجاد طريقة للتعافي اقتصاديًا".
وأضاف "بورك"، المتخصص في الشؤون الخليجية، أنه "بالنسبة للأنظمة الملكية الخليجية، وخاصة السعودية والإمارات، فإن إيجاد طريقة للتعافي يفاقم من حقيقة أنها تتعرض أيضًا لضغوط لاكتشاف طريقة لتحويل اقتصاداتها والابتعاد عن الاعتماد على النفط".
وتابع "بورك": "في تلك البيئة، وعندما يتعلق الأمر بالمسائل الاقتصادية، فإن الصداقة والاصطفاف البراجماتي المستمر سوف ينتهيان في مرحلة ما، ويهتم كل طرف في المقابل الأول بمصلحته الشخصية حتى كانت على حساب الآخر".
من جانبه، قال "عبدالله" إأن التنافس بين الإمارات والسعودية سوف يتكثف في الأشهر والسنوات المقبلة، وبحسب تعبيره فإن المنافسة بين الخليفين الخليجيين "لا تزال في الخمس دقائق الأولى".
وعقّب: "لا أحد يعرف كيف ستتطور الأمور.. وقد يكون للمنافسة بعض التأثير على القضايا السياسية التي تربط البلدين معًا، وبعض التداعيات السياسية".
قال "بورك": "من الواضح أن هناك العديد من المجالات التي يسيرون فيها في مسار تصادمي في المجال الاقتصادي".