شؤون خليجية -
قام مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بزيارة مفاجئة وغير معلنة إلى إيران، أمس الأربعاء، استباقًا لزيارته المرتقبة للسعودية، والإمارات وعُمان مما يثير التساؤلات عن الهدف من تلك الزيارة، وتأثيرها على العملية العسكرية والسياسية في اليمن والأزمة اليمنية خاصة مع قرب المفاوضات بين طرفي الصراع ووجود مبادرة سابقة لإيران تحمل رؤية للحل السياسي في البلاد التي أنهكتها الحرب.
وجاءت الزيارة وفقًا لوسائل إعلام إيرانية، استجابة لدعوة من الخارجية الإيرانية حيث وجّهها إليه مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان.
أسباب الزيارة
اللافت في الزيارة هو تجاهل وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية لها بشكل كبير، حيث لم تنقل أي أنباء عما جرى خلف الأبواب المغلقة بين المسؤول الأممي ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، واكتفى بعضها بنقل تصريحات تؤكد على الموقف الإيراني ذاته إزاء ما يجري في اليمن.
وعلق مدير مكتب الجزيرة عبد القادر فايز، على الزيارة، قائلا إنها مفاجئة، خاصة بالنسبة لوسائل الإعلام مرجحًا أن تكون جاءت بدعوة من إيران لاطلاع المبعوث الدولي على معطيات إيرانية قد تفيد في حلحلة الأزمة اليمنية.
وأكد "فايز" حصوله على معلومات من مصادر إيرانية تفيد بأن المبعوث الدولي لليمن يسعى للتنسيق بين الدول الإقليمية، خاصة السعودية وإيران وعُمان والإمارات، من أجل وضع الأسس المقبولة لحل الأزمة اليمنية قبل عقد مؤتمر " جنيف 2 اليمني"، حتى لا تكون نتائجه على غرار "جنيف1" التي كانت ضئيلة.
ولفت إلى أن إيران تريد أن يجري حوار "يمني – يمني" في سلطنة عٌمان قبل عقد "جنيف 2" لضمان نجاح المؤتمر.
تأثيرات الزيارة
تكشف الزيارة سعي إيران الحثيث لإيقاف الحل العسكري الذي يقوم به التحالف العربي بقيادة السعودية، حيث تزامنت الزيارة مع تصريح "عبد اللهيان" بأن "طهران ما زالت تقف ضد الضربات السعودية الموجّهة لمواقع دون الأخرى في هذا البلد"، قائلاً أيضاً إن الحل السياسي وتشكيل طاولة حوار بين الأطراف اليمنية هما الخياران الوحيدان للخروج من الأزمة اليمنية.
وترتبط الزيارة بمحاولات إيران المستمرة للوصول لحل للأزمة اليمنية يناسب رؤيتها التي طرحتها في أبريل الماضي في مبادرتها المكونة من أربع نقاط، ورفضتها الحكومة الشرعية في اليمن والتي تمسكت بتطبيق القرار الأممي 2216.
وهذا ما أكد عليه الكاتب المهتم بالشأن الإيراني هاني زاده، حيث رأى أن الزيارة تأتي في إطار تنسيق مستمر بدأ منذ مدة، بين الحكومة الإيرانية والأمم المتحدة، إذ تسعى طهران للحصول على تأييد أممي لتطبيق خطة تسوية سلمية ترتبط باليمن.
وأشار "زادة" إلى أن دعوة ولد الشيخ لزيارة إيران جاءت من قبل عبد اللهيان، وإبان زيارة له إلى مسقط التقى خلالها وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، مضيفًا أنه "يبدو أن طهران تحاول تفعيل مبادرتها حول اليمن، والتي قدّمتها للأمم المتحدة في وقت سابق".
وتنص المبادرة الإيرانية على ضرورة وقف إطلاق النار في اليمن، وإعادة إعمار هذا البلد، وتشكيل طاولة حوار يمنية تكون جماعة الحوثيون جزء منها، وأخيراً عقد مؤتمر بين الأطراف الإقليمية والدولية، يكون على شاكلة مؤتمر للمانحين ولأصدقاء اليمن، لإيجاد مخرج سلمي للأزمة هناك، ولمساعدة المدنيين اليمنيين.
ولفت "زادة" في تصريح له اليوم، إلى أن مبادرة إيران تم رفضها من عدد من الأطراف الإقليمية، وأبرزهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي تعتبره إيران رئيساً غير شرعي، وأكد أن إيران تبذل جهد أكبر في الوقت الراهن، من خلال إحداث ضغط والعمل على التقارب مع الأمم المتحدة، كونها منظمة دولية قد تساهم في إقناع بعض الأطراف الفاعلة والمؤثرة على ساحة الإقليم لتطبيق المبادرة الإيرانية، أو على الأقل فتح حوار حولها.
دعم إيران للحوثيين
أكدت الزيارة، وفقَا لمسؤولين يمنيين، على الارتباط الوثيق بين إيران وذراعها العسكري في اليمن جماعة الحوثيين، واعتبر الدكتور محمد العامري، مستشار الرئيس اليمني، أن زيارة المبعوث الأممي إلى طهران دليل واضح على علاقة إيران بالمليشيات الحوثية.
وقال "العامري"، في تصريح لجريدة الشرق الأوسط، إن "زيارة المبعوث الأممي لطهران تؤكد أن المتمردين هم أدوات بأيدي إيران التي دعمت ورعت انقلابهم على الشرعية وعلى الدولة"، وتابع: «هذه الزيارة دليل على أن الانقلاب مشروع إيراني بدرجة أساسية، ويثبت من هي الدولة التي تحركهم بشكل مباشر، وبالتالي فإن ذلك ينزع صفة الوطنية عن الحوثيين وصالح الذين أصبحوا عملاء لإيران لتدمير بلادهم، وقتل شعبهم».
وطالب مستشار الرئيس اليمني المبعوث الأممي بتفسير الزيارة وملابساتها خاصة أنها تأتي ضمن جهودهم للتهيئة لمباحثات "جنيف"، مشيرًا إلى أن اليمن أصبح ورقة من ضمن المقايضات الدولية، مضيفًا أن ذلك يجري على حساب أرواح أبناء الشعب اليمني.
يذكر أن الحكومة اليمنية تتهم إيران رسميًا بدعم الحوثيين وصالح، ومساعدتهم في الانقلاب على الشرعية والاستيلاء على العاصمة صنعاء بالقوة