شؤون خليجية -
جاء رد الفعل الأول لدولة الإمارات حول اتهامها بسحب قواتها من معركة تحرير تعز، مؤكدًا لتلك الأنباء، وذلك على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قراقش، الذي دافع عن موقف بلاده بسحب قواتها من معركة الحسم بتعز، وشن هجوماً شرساً على جماعة الإخوان المسلمين، واتهمها بأنها السبب في تأخر تحرير تعز، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول مدى تأثير الانسحاب الإماراتي على التحالف العربي المشترك بقيادة المملكة العربية السعودية، وهل هو بداية لتفككه؟، وما تأثير ذلك على العمليات العسكرية الميدانية باليمن؟، وعلى المفاوضات المرتقبة بين الحكومة اليمنية والمتمردين في "جنيف2"؟، وهل هذا بداية للدفع الإماراتي المعلن نحو تقسيم اليمن لشمال وجنوب؟
الإمارات تتخلى عن تعز
واتهمت جريدة "القدس العربي" الإمارات بالتخلي عن التحالف العربي في معركة تحرير تعز، مشيرة إلى أنها سحبت قواتها العسكرية من "تعز" بحجة استبدالها بقوات أخرى، دون إرسال البديل.
وأرجعت الجريدة، في تقريرها نقلًا عن مصادر يمنية، تخلي الإمارات عن تعز نتيجة لعدائها مع جماعة الإخوان المسلمين، ونظرًا لكون قادة المقاومة الشعبية في تعز ينتمون لحزب الإصلاح المحسوب على الجماعة.
كما نشرت الجريدة اتهامات أخرى للإمارات بشأن وجود خلافات أخرى داخل التحالف العربي، بينها وبين المملكة السعودية متعلقة برؤيتهم لحل الأزمة اليمنية، فتؤكد الجريدة سعي الإمارات للانفصال واستضافتها ودعمها لقيادات بالحراك الجنوبي، في حين ترى السعودية أن حل الأزمة اليمنية يكمن في قرار الأمم المتحدة 2216 والالتزام بالوحدة، مع اتباع حل الأقاليم الخمس الفيدرالية.
وجاء التعليق الرسمي الأول للإمارات على تلك الاتهامات من خلال سلسلة من التغريدات نقلها وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، هاجم فيها حزب الإصلاح اليمني وقيادات المقاومة، معتبرًا إياهم السبب في تأخير تحرير تعز– حسب زعمه.
وقال قرقاش، في تغريداته بموقع "تويتر": "نداء إلى صحافة الإخوان وإعلامهم ومغرديهم، عوضًا عن ضجيجكم وصخبكم الإعلامي عالجوا تخاذل الإصلاح/ الإخوان في معركة تحرير تعز، رائحة التخاذل نتنة"، حسب وصفه.
وواصل قائلًا: إن "حزب الإصلاح اليمني (الإخوان)، همه السلطة والحكم في اليمن"، متهمًا إياه بالـتخاذل "في تحرير تعز". وأضاف أن التخاذل "سمة لتيار انتهازي تعوّد علي المؤامرات".
وأكد "قرقاش" على أن عمليات تحرير تعز تتقدم إيجابًا، متهمًا حزب الإصلاح المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين بالتخاذل وأنه السبب في تأخير تحرير تعز، مؤكدًا وجود شواهد لذلك. وحيا، عناصر المقاومة التابعين للحزب الاشتراكي والتيار السلفي، على "شجاعتهم"، مشددًا على أن "دعم التحالف العربي سيحرر تعز الصامدة."
مطالبات بتأجيل الخلافات
من جانبه رد النائب الكويتي السابق الدكتور عبد الله نفيسي- أستاذ العلوم السياسية- على تلك الأنباء وتصريحات "ٌقرقاش"، موجهًا نصحه للسعودية أن تمضي وحدها دون التفات للمثبطين، قائلًا:" أنصح المملكة العربية السعودية أن تمضي في طريقها لتحرير تعز، ولا تلتفت للمثبطين حولها من أعضاء التحالف ."
أما الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، المقرب من دوائر صنع القرار بالمملكة السعودية، فغرد على صفحة بـ"تويتر" رداً على تغريدات أنور قرقاش، قائلاً: "ليس هذا بالوقت المناسب لتصفية حسابات حزبية في تعز، ليتم تحريرها أولًا ثم ادعموا من شئتم من أحزاب، والأفضل ترك ذلك لليمنيين"
بدوره قال المحلل السياسي محمد عبد السلام: "إن تحرير تعز من ميليشيا الحوثي (الشيعة المسلحة) وقوات المخلوع عبد الله صالح، يحتاج لكتلة وطنية صلبة موحدة"، مضيفاً: إن "الانتصار على الانقلاب لا تستطيع قوات التحالف العربي وحدها أن تكمله من الجو أو بالتدخل بريًا، ما لم تكن هناك كتلة صلبة وطنية ترتكز عليها في الميدان".
وتساءل "عبد السلام" في سلسلة تغريدات له عبر موقع "تويتر": "لمصلحة من يتم تفكيك الكتلة الوطنية الصلبة التي ترتكز عليها قوات التحالف في إسقاط الانقلاب، وتجزئتها بحسب الانتماءات السياسية؟."
وأكد أنه يجب تأجيل الخلافات من أجل التخلص من العدو الذي يستهدف الجميع، قائلًا: "التحالفات المصيرية توجب تأجيل الخصومات الصغيرة طالما هناك عدو خطير يستهدف الجميع، واستدعاء خصوماتنا الصغيرة هو تفكيك للتحالف المصيري ودعم للعدو".
ووصف "عبد السلام" افتعال المشكلات وقت الحرب بالمراهقة، قائلًا: "يطلق على كل فوضوي لا يرتب أولوياته مراهق! وحين تصبح السياسة الخارجية والعقيدة القتالية لدولة ما أثناء الحرب موجهة ضد عدو العدو فصانعها مراهق".