بيزنس إنسايدر- ترجمة: سامر إسماعيل- شؤون خليجية-
اهتمت مجلة "بيزنس إنسايدر" في نسختها التحريرية الهندية بتقرير "نيويورك تايمز" الأمريكية قبل أيام الذي تحدث عن استعانة الإمارات بالمئات من المرتزقة من أمريكا اللاتينية في حربها باليمن.
وأشارت المجلة إلى أن الإمارات قامت ببناء قوة من المرتزقة خلال السنوات الخمس الماضية، وإرسال هؤلاء المرتزقة إلى اليمن هو الأول الذي ترسل فيه أبو ظبي تلك القوة إلى ساحة حربية نشطة.
واعتبرت أن تطوير قوة المرتزقة الذين ينتمي عدد كبير منهم لكولومبيا ، يسمح للإمارات بالدخول في عمليات حربية في الخارج بمخاطر قليلة على حياة مواطينها.
وذكرت أن الإمارات تواجه نقصا محتملا في القوة البشرية لديها، ففي 2011م رصدت وزارة الخارجية الأمريكية أعداد السكان هناك وكشفت أن عددهم وصل 8.5 مليون شخص بينهم 11.5% فقط مواطنين إماراتيين.
وأشارت المجلة إلى أن الإمارات حاليا تمر وسط عملية تسليح كبرى تهدف إلى جعل الجيش الإماراتي واحد من أقوى جيوش الشرق الأوسط، مضيفة أن هذا الطموح ربما يتطلب مزيدا من الأشخاص أكبر مما يمكن أن يوفره سكانها.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تحدثت قبل أيام في تقرير لها عن أن الإمارات أرسلت سراً المئات من المرتزقة الكولومبيين للقتال في اليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القوة هي الأولى لجيش أجنبي قامت الإمارات ببنائه بشكل هادئ في الصحراء خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك نقلا عن عدد من الأشخاص المشاركين حاليا أو السابقين في المشروع.
وأضافت أن المشروع أدير في السابق من قبل شركة خاصة مرتبطة بـ"إريك برنس" مؤسس "بلاك ووتر"، لكن أشخاص شاركوا في هذا المشروع أكدوا على أنه دوره انتهى قبل سنوات ويدار منذ ذلك الحين من قبل الجيش الإماراتي.
وأبرزت الصحيفة وصول نحو 450 من القوات الأمريكية اللاتينية لليمن تحت قيادة الإمارات بينهم بجانب الكولومبيين جنود من بنما والسلفادور وتشيلي.
ونقلت عن "سيان مكفت" من "المجلس الأطلسي ومؤلف كتاب "المرتزقة الحديثة" أن المرتزقة يمثلون يارا جذابا للدول الغنية التي تأمل في شن الحرب لكن مواطنيها مازالوا لا يريدون القتال".
واعتبر "مكفت" أن الجيوش الخاصة أصبحت صناعة عالمية الآن، فالولايات المتحدة شرعت ذلك من خلال الاعتماد بشكل كبير على المتعاقدين في العراق وأفغانستان خلال أكثر من عقد من الحرب، مضيفا أن المرتزقة الأمريكيين اللاتينيين دليل على ما هو قادم.
وذكرت أن القوات الكولومبية المتواجدة الآن في اليمن جزء من لواء مكون من 1800 من الجنود اللاتينيين الذين يتدربون في قاعدة عسكرية إماراتية، وتم إيقاذهم ليلا للقيام بالمهمة المطلوبة منهم في اليمن الشهر الماضي.
وكشفت عن أن المتبقين الآن في الإمارات يتلقون تدريبات على استخدام قاذفات القنابل والعربات المدرعة التي يستخدمها الجنود الإماراتيين الآن في اليمن.
وأضافت أن هؤلاء انضموا للمئات من الجنود السودايين الذين استقدمتهم السعودية للقتال كجزء من قوات التحالف، كما أن الإمارات ركزت على الكولومبيين دون غيرهم لخبرتهم في حروب العصابات.
وتناولت الصحيفة رفض المسؤولين الإماراتيين وعسكريين في القيادة العسكرية المركزية بالشرق الأوسط التعليق على هذه الأخبار.
وذكرت أن القوات اللاتنية خصصت في الأساس للأغراض الداخلية بالإمارات مثل حراسة خطوط النفط والبنية التحتية الحساسة الأخرى وقمع أي اضطرابات يقوم بها العمال الأجانب في الإمارات.
وأشارت إلى أن غربيين ومن بينهم أمريكيين يعيشون في معسكر تدريب القوات اللاتينية بالإمارات.
وتحدثت عن أن هؤلاء الجنود اللاتينيين يتقاضون ما بين ألفين وثلاثة آلاف دولار شهريا في الإمارات مقابل تقاضيهم نحو 400 دولار في كولومبيا، وتلك القوات التي ذهبت لليمن ستتقاضي 1000 دولار أسبوعيا بشكل إضافي .