ميدل إيست مونيتو- الخليج الجديد-
قال موقع «ميدل إيست مونيتور» إن قيام الإمارات بإرسال مرتزقة كولومبيين إلى اليمن سرا للقتال بدلا من قواتها، هي خطوة ستخلق مزيدا من الانقسامات مع السعودية التي تقود تحالفا يحتاج إلى قدر كبير من الوحدة.
الموقع الإخباري البريطاني أضاف: «على مدى الشهرين الماضيين كشفت وسائل إعلام لاتينية عن مشاركة قوات كولومبية في القتال في اليمن كجزء من المشاركة الإماراتية في التحالف العربي، الذي تقوده السعودية».
وكانت صحيفة الـ«تايمبو» أول من كشفت الأمر؛ حيث قالت إن 100 جندي كولومبي وصلوا إلى اليمن أوائل شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لافتة إلى أن المزيد من هذه القوات ستلحق بهم.
ولم يعلق مسؤولون من التحالف العربي أو من دولة الإمارات على هذا الأنباء سواء بالنفي أو الإثبات.
بينما أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها وجود كولومبية في اليمن.
وكشفت الصحيفة الأمريكية أن دولة الإمارات جلبت إلى اليمن أيضا مرتزقة من كل من: بنما والسلفادور وتشيلي.
وخلافا لدور القوات السنغالية والسودانية والإرتيرية، التي جلبتها السعودية لمساعدة القوات اليمنية في مكافحة التمرد، الذي يقوده الحوثيون والرئيس اليمني المخلوع، «علي عبدالله صالح»، فإن نشر القوات اللاتينية جاء لمواجهة تهديد القاعدة وتنظيم «الدولة الإسلامية»، جنوبي اليمن، حسب «نيويورك تايمز».
تقرير موقع «ميدل إيست مونيتور» اعتبر أن قيام الإمارات بنشر مرتزقة في اليمن لم يكن قرار عشوائي؛ لافتا إلى أن الأمر له خلفيات سابقة. وأوضح أنه في بداية ثورات الربيع العربي في عام 2011، والتخوفات من انعدام الأمن في دولة الإمارات، أنشأ المسؤولون هناك جيش من المرتزقة للمساعدة في مواجهة أية احتجاجات قد تندلع في البلاد.
وكان هناك تصور لدى السياسيين في دول الخليج أن الربيع العربي سيسمح لإيران بالتغلل أكثر في المنطقة العربية؛ لذلك كان دور المرتزقة، أيضا، هو حماية الحدود الإماراتية من أية تهديدات خارجية.
ولفت التقرير إلى أن «إريك برنس»، الرجل الذي ساعد الإماراتيين في تشكيل جيش من المرتزقة، هو شخصية مثيرة للجدل في الصناعة العسكرية؛ حيث كان واحدا من مؤسسي شركة «بلاك ووتر»، وهي شركة عسكرية أمريكية خاصة، وشركة استشارات أمنية أبرمت عقودا مع البيت الأبيض لإعداد مرتزقة للقتال نيابة عن الولايات المتحدة خلال غزو العراق. وقد اضطرت الشركة إلى إعادة تسمية نفسها ليصبح «إكس أي سيرفيزس» بعد أن اتضح أن المرتزقة التابعين لها كانوا يرتكبون جرائم حرب في العراق.
وأشار التقرير إلى أن «برنس» انتقل إلى أبوظبي عام 2010، وبموجب عقد قيمته 529 مليون دولار بدأ سرا ببناء جيش من المرتزقة للإمارات قوامه 800 جندي.
وكشف موقع «ميدل إيست مونيتور» إن قيام الإمارات بإرسال مرتزقة إلى اليمن لم يكن موضع ترحيب من قبل كل دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح أن السعودية، على الرغم من كونها متحالفة مع الإمارات، فإنها أعربت عن عدم ثقتها تجاه الأخيرة؛ بسبب علاقاتها مع الديكتاتور اليمني السابق، «علي عبد الله صالح».
وقد أكدت الرياض مرارا وتكرارا شكوكها بأن أبوظبي لا تزال في تحالف مع «صالح»، وهذا أحد أسباب التوتر الدبلوماسي بين البلدين.
السعودية رفضت، أيضا، نشر الإمارات للقوات الأمريكية اللاتينية؛ لأنهم يفضلون وجود القوات السودانية، المعتمدة مباشرة من الرياض، والتي وصلت إلى اليمن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلص التقرير إلى أنه «ليس فقط خطرا على الإمارات أن تنشر بشكل سري قوات مرتزقة عبر أحد المؤسسين لشركة أمن سيئة السمعة، لكن الأمر يزيد الانقسامات مع السعودية في وقت يحتاج فيه البلدين إلى قدر كبير من الوحدة أكثر من أي وقت مضى».