عربي 21- الخليج الجديد-
تنشط قيادات جنوبية بارزة، معروفة بميلها لنزعة الانفصال عن شمال اليمن، بشكل مكثف في دولة الإمارات، في مشهد يثير التساؤلات، حول أبعاد حفاوة الاستقبال التي لاقتها تلك الشخصيات، وفي مقدمتهم نائب الرئيس اليمني الأسبق، «علي سالم البيض»، وسط أحاديث عن تقارب وتعاون إماراتي مع الجنوبيين، فضلا عن مؤشرات لدعمها فكرة الانفصال، بحسب ما أفاد به تقرير نشره موقع عربي 21.
وفي 9 من الشهر الجاري، وصفت وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، «علي البيض»، برئيس اليمن الجنوبي السابق، عقب استقباله من قبل وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، «أنور قرقاش»، في حين أن آخر منصب للرجل هو نائب رئيس الجمهورية اليمنية الموحدة، وهو المنصب الذي تبوأه عقب قرار الوحدة عام 1990، وذلك قبل فراره من اليمن عقب الحرب الأهلية التي اندلعت بين قواته وقوات الرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح» عام 1994.
وقال مصدر سياسي موثوق، إن الإمارات تغطي على فشل مشروعها الأسبق، لاسيما بعدما ذاب الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال في المقاومة الجنوبية وظهور شخصيات وقيادات جنوبية لا تخدم توجهاتها، ولذلك بدأت بعملية احتواء لقيادات الحراك الانفصالي والتقارب معها، للدفع بهم مجددا إلى الساحة السياسية لتحجيم نفوذ بعض قوى الإسلام السياسي الأوسع في محافظات جنوب البلاد المحررة.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن سلطات أبوظبي، تسعى لتدشين مشروع الأقاليم، وخصوصا إقليم عدن من خلال «إقناع شخصيات مثل البيض، والعطاس، والجفري، والزبيدي وغيرها، بتولي سلطات الإقليم والانخراط في العملية السياسية».
من جهته، رأى الخبير في شؤون الخليج وإيران، «عدنان هاشم»، أن دولة الإمارات تحاول قدر الإمكان، الإيحاء بأنها "مسيطرة على كل ملف جنوب اليمن، وهذا وراء استدعاء كل هؤلاء قيادات بارزة في هذه الفترة إلى عاصمتها أبوظبي.
ولم يستبعد قيام سلطات الإمارات، بدعم فكرة الانفصال عن الشمال، الذي توحد مع الجنوب في 1990، محذرا من رغبة جامحة في هذا الشأن لدى الساسة الإماراتيين.
وقال إن «أبوظبي تبحث عن مصالحها في الجنوب، حتى وإن كلفها ذلك انفصال دولة ليست مهيأة بالكامل».
ولفت الخبير اليمني إلى أن «تهور النظام الإماراتي، بهذه الطريقة سيدخل الخليج في دوامة سياسية، وستتمزق المحافظات الجنوبية إلى طوائف ومقاطعات صغيرة وكبيرة، إذا نظرنا إلى هوياتها المتداخلة، وغياب هوية وطنية جامعة».
من جانبه، قال الكاتب والصحفي اليمني، «فؤاد مسعد»، إن موقف الإمارات يأتي متناغما مع مواقف دول التحالف الذي يهدف إلى توحيد الجبهة الداخلية وجمع كلمة اليمنيين على موقف واحد وتفويت الفرصة على قوى الانقلاب التي تراهن على خلافات سابقة بين القوى والشخصيات السياسية في جنوب البلاد.
وأضاف أن «هذه الجهود أثمرت عن جملة من اللقاءات بين قيادات بارزة، ولها مكانة في الشارع اليمني. خصوصا من كان لهم موقف مناهض للحوثيين وحليفهم صالح».
وتتواجد شخصيات جنوبية بارزة في الإمارات، أبرزها «سالم البيض»، و«حيدر أبو بكر العطاس»، أول رئيس وزراء بعد الوحدة مع الشمال، والقيادي بحزب رابطة أبناء الجنوب، «عبد الرحمن الجفري»، و«هيثم قاسم طاهر»، وزير الدفاع قبل الحرب الأخيرة.