الراي الكويتية-
ردّ رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أمس على مداخلة الوفد الاسرائيلي في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في زامبيا بكلمات حظيت بإشادة واسعة، وقف على إثرها الحضور في قاعة المؤتمرات مرحباً بهذه الرسالة «المباشرة والواضحة» الموجهة إلى العالم الذي «لا يمكن ان يستوعب وجود كيانات كالكيان الاسرائيلي تمارس القمع والتنكيل والاقصاء ضد الانسان بحجة أن تلك الكيانات تتمتع بشكلها الديموقراطي».
وخاطب الغانم الحضور قائلاً: «ان ما يحز في النفس ويبعث على القنوط ويدفع بالشعور حول عبثية كل دعوات التجديد الديموقراطي هو مجرد استذكار عابر لما يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة».
وتابع «نتحدث عن الديموقراطية وتجديدها وعن انخراط الشباب، وننسى ان المفهوم الديموقراطي هو مفهوم حقوقي قبل كل شيء... مفهوم يتعلق بالعدل والمساواة وتكافؤ الفرص وحرية المختلف والأقليات وغيرها من مفاهيم».
وتساءل: «أين تلك العناوين مما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟»، مضيفاً: «أنا لا أتحدث هنا عن صراع مسلح عابر أو بؤرة توتر وقتية، أنا أتحدث عن ظلم مستمر لأكثر من سبعين عاماً».
وزاد «أن أي حديث عن مساواة وعدل وحقوق انسان هو كلام ساقط ومتقوض عندما نستدعي المشهد المنكوب في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وكررتساؤله «هل توجد ندية ومساواة وتعادل في مشهد يومي لشاب فلسطيني يحمل حجراً أو سلاحاً أبيض ليدافع عن بيته أو بستانه أو مدرسته أمام جنود مدججين بأسلحة القتل الآلية».
وأوضح ان «المفارقة ان هذا الجندي المغتصب تتم شرعنة أفعاله الاجرامية عبر برلمان منتخب فيصبح مدافعاً شرعيا أمام هذا الفلسطيني الذي يتم تصويره على انه ارهابي»، متسائلا: «هل توجد صورة ومعادلة أكثر عبثية من هذه التي أتحدث عنها؟».
واعتبر الغانم ان «التسلح بالشكل الديموقراطي لفعل ما هو مناقض لفلسفة الديموقراطية أمر ينم عن سقوط مفاهيمي وأخلاقي وثقافي»، مبيناً «ان الجميع وللأسف يريد أن يطمس حقيقة ان هذا الشاب الفلسطيني مسلوب من سلاحه الآلي لكن المجتمع الدولي ينسى ان هذا الشاب مسلح بحقه في الدفاع عن بيته وأرضه وممتلكاته وأهله، ومسلح بقرارات من مجلس الأمن مضى على صدورها أكثر من خمسين عاماً ومسلح بمئات من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومسلح ببيانات الأنروا والفاو واليونيسيف، ومسلح بكل اتفاقيات جنيف الحقوقية الانسانية التي تكفل حقه الطبيعي والفطري في العيش بسلام وأمن على أرضه وأرض أجداده وحقه في اقامة دولته وتقرير مصيره».
واضاف «وأمام كل تلك الأسلحة الأخلاقية التي يتسلح بها الفلسطيني هناك في المقابل ذاك الجندي الاسرائيلي المسلح ببندقية يقوم الكنيست العنصري كبرلمان ديموقراطي منتخب بشرعنة اطلاق رصاصه المميت على كل حي أو جماد».