اعتبر الجنرال السعودي المتقاعد «أنور عشقي» أن المملكة تريد تحقيق تعايش بين العرب و(إسرائيل) وأن المنطقة بحاجة إلى رجل قوي ومنطقي مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، بحد قوله.
وقال «عشقي» في مقابلة مع قناة 24 الإسرائيلية على خلفية الزيارة التي قام بها إلى (إسرائيل) الأسبوع الماضي، «قبل هذه الفترة كان العرب يعتقدون أو كانوا يريدون طرد إسرائيل خارج فلسطين ولكن إسرائيل أصبحت كيانا حقيقيا وواقعيا على الأرض لهذا السبب ترغب السعودية في أن تتعايش الدول العربية وإسرائيل معا».
وأضاف أن «العرب أو الشعوب العربية لا تزال غير موافقة على التعايش مع (إسرائيل) لأن الشعوب العربية بشكل عام تفكر من خلال عواطفها ولكن الحكومات وعلماء الدين يفكرون في مصالحهم وبعقولهم، لا يمكن التعاون مع إسرائيل قبل أن تقبل المبادرة العربية وتقوم بتطبيق ذلك».
وبسؤاله عن احتمالية أن يقوم «نتنياهو» بزيارة الرياض أو أن يقوم العاهل السعودي الملك «سلمان» بزيارة القدس على غرار زيارة الرئيس المصري الراحل «محمد أنور السادات» عام 1977 والتي اعتبرت صدمة كبيرة نوعا ما، قال «عشقي» «لا أود أن أقول إن حدوث هذا خيال ولكن هذا ليس الواقع».
وتابع «عندما نتتبع زيارة السادات لإسرائيل هو لديه مكاسب كثيرة، هو أعاد سيناء وجلب السلام لبلده ولإسرائيل ، ولكن نتيجة لذلك ولأنهم لم يعدوا شعوبهم لتلك الزيارة قتلوا على حد سواء أنور السادات وإسحاق رابين (رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل)».
وبسؤاله عن عملية السلام ولماذا لم يحدث شيئا طيلة 25 عاما وما الذي ينبغي القيام به؟، قال «عشقي» «فشلت المبادرة لأنهم لم يقوموا بتقديم أي خطة للتنفيذ، نحن بحاجة لبنيامين نتيناهو لأنه رجل قوي ومنطقي».
تأكيد الزيارة
وفي وقت سابق اليوم، أكدت وزارة خارجية الاحتلال زيارة «أنور عشقي» لـ(إسرائيل) خلال الأيام الماضية مشيرة إلى أنه التقى مسؤولا بالوزارة.
وقال «ايمانويل نحشون» المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إن «الجنرال أنور عشقي التقى خلال زيارته بالمدير العام للخارجية الإسرائيلية دوري غولد المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فندق فخم بالقدس الغربية».
وقالت صحيفة جيروساليم بوست الإسرائيلية الصادرة باللغة الإنجليزية إن «عشقي جاء على رأس وفد مؤلف من رجال أعمال وأكاديميين» في مهمة للترويج للمبادرة العربية.
والتقى أيضا الميجور جنرال «يواف مردخاي» رئيس الإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن تنسيق أنشطة الجيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنه ليس بإمكان «عشقي» زيارة (إسرائيل) دون موافقة السلطات السعودية، لكن الأخيرة لم تعقب حتى اليوم.
وشغل «عشقي» سابقا عدة مناصب رفيعة في الجيش السعوديّ، وفي وزارة الخارجيّة السعوديّة، ويشغل اليوم منصب رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية في جدة.
وأكد في مقابلة هاتفية باللغة العربية لإذاعة جيش الاحتلال أن (إسرائيل) ستصنع السلام فقط عند حل الصراع مع الفلسطينيين، بالتوافق مع مبادرة السلام العربية التي اقترحت عام 2002.
وتنص مبادرة السلام العربية على إقامة الدول العربية علاقات طبيعية مع (إسرائيل) مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها عام 1967، بما في ذلك هضبة الجولان السوري وتسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وقال «عشقي» «السلام لن يأتي من الدول العربية، بل من الفلسطينيين وتطبيق مبادرة السلام العربية».
والتقى «عشقي» أيضا في الضفة الغربية المحتلة، 4 نواب من المعارضة اليسارية في (إسرائيل) الذين يدعمون بشكل علني مبادرة السلام العربية، بحسب بيان صادر عن أحدهم، وهو النائب العربي «عيساوي فريج».
وفي وقت سابق، نفى «عشقي» في تصريحات لصحيفة سبق الالكترونية، وهو في طريقة عودته إلى جدة، أن تكون هذه الزيارة لـ(إسرائيل)، مؤكدا أنها جاءت بمبادرة فلسطينية للوقوف على أوضاع المعتقلين الفلسطينيين ومواساة أسر الشهداء.
وقال: «من يكتبون بعض الكلام عليهم التأكد، فأنا لم أقم بزيارة إسرائيل، بل ذهبت لرام الله بدعوة من الفلسطينيين، واجتمعنا مع أسر الشهداء وواسيناهم، وحضرنا زفاف ابن مروان البرغوثي، أحد المعتقلين ورمز القضية الفلسطينية».
وأضاف «عشقي»: «الإسرائيليون كتبوا أني زرت إسرائيل، لأنهم يعتبرون القدس إسرائيلية، ونحن نعتبرها فلسطينية، ونعتبرها قضية إسلامية وعربية بناء على مبادرة السلام التي وضعها الملك عبدالله، رحمه الله».
وتابع «في المرة الأولى صليت بالمسلمين في بيت المقدس صلاة المغرب، وهذه المرة صليت بهم إماما في مسجد عمر بن الخطاب، الذي يقع في المهد ببيت لحم».
وأكد أنه لم يذهب ضمن وفد رسمي يمثل المملكة، موضحا «ذهبنا كزيارة لمركزنا، مركز الدراسات والبحوث»، موضحا أنها كانت مبادرة ذاتية، و«مركزنا مستقل وغير حكومي وأنا متقاعد ومفكر فقط».
نواب بالكنيست إلى السعودية
وفي السياق ذاته، قالت الإذاعة الإسرائيلية، إن نوابا معارضين في الكنسيت الإسرائيلي يجرون استعدادات وتحضيرات للقيام بزيارة رسمية إلى السعودية.
وأشارت محطة (صوت إسرائيل) الإذاعية، إلى أن الوفد السعودي الذي زار (إسرائيل) قبل أيام وترأسه «عشقي»، قد أعرب عن رغبته في توطيد العلاقات السعودية مع (إسرائيل)، بحسب ما نقل موقع عربي 21.
والشهر الماضي، اعتبر «عشقي»، أن هناك فرصة تاريخية لإنجاز السلام مع (إسرائيل) خاصة في عهد الملك «سلمان بن عبد العزيز».
وقال «عشقي» خلال مقابلة له مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية «هناك فرصة حقيقية لبلوغ السلام، وأن كافتنا هنا نريد التسوية»، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك فرصة لتحقيق سلام شامل وحقيقي من خلال مبادرة السلام العربية بعهد الملك السعودي الراحل (الملك عبدالله بن عبد العزيز) المبادر لها أصلا.
وتابع «أما اليوم وبعهد الملك الحالي سلمان فهذا ممكن نتيجة تغير الظروف والاحتمالات تحسنت كثيرا»، بحسب ما نقلت صحف عربية عن المقابلة.
وردا على سؤال حول التغييرات الإقليمية الكبيرة التي تعصف بالمنطقة منذ طرح مبادرة السلام العربية، قال «عشقي» إن «السعودية أيضا قد تغيرت وإن ملكها الجديد يبعث بإشارات لـ(إسرائيل) حول إصراره لتحقيق السلام».
وكشف أن السعودية أرسلت لحكومة (إسرائيل) قبل عامين طلبا بضرورة الاعتراف بمبادرة السلام العربية، لافتا إلى أنه تلقى جوابا واحدا متكررا مفاده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو«» يعد بإعلان تبنيه لها.
وتابع «عشقي» قائلا إن «السعودية بحال أوفى نتنياهو بوعده ستبادر لعملية تشجع دولا عربية للبدء بالتطبيع مع (إسرائيل) مما سينعكس إيجابا على علاقاتها مع مصر والأردن ودول أخرى».
وأضاف «قريبا ستبدأ السعودية ببناء جسر يوصل بين آسيا وأفريقيا، وفي منطقة مضائق تيران سنبني منطقة تجارية حرة، وبحال تبنت (إسرائيل) مبادرة السلام العربية سندعوها لتكون شريكة بالسوق الحرة، وهذه فرصة لها لتحقيق أرباح بالغة.. كما سترون مسؤولين سعوديين وإسرائيليين بلقاءات علنية وستكون الرياض فعالة».