كشف تقرير لشركة «أبل» العالمية، بشكل غير مباشر، أن الإمارات تتجسس على مواطنيها مقابل برنامج إلكتروني دقيق يتم تفعيله بإرسال رسالة من مجهول عبر الهاتف لمن تريد الدولة التجسس عليه، وهو البرنامج الذي تبلغ تكلفته مليون دولار وتنتجه شركة إسرائيلية.
التقرير بين أن الإمارات تستخدم تكنولوجيا متقدمة جدا في التجسس علي تليفونات مواطنيها والمعارضين داخليا وخارجيا وذلك من خلال إرسال لينك كرسالة بحيث إذا قام الشخص المستهدف بفتحها يتم ليس فقط الحصول علي كل ما علي تليفونه من رسائل وتسجيل مكالماته سواء العادية أو علي «الفيبر» و«واتس آب» وإنما تتبع حركة الشخص ومعرفة مكانه بل وتصويره أيضا.
هذه الحيلة الجديدة تم اكتشافها عندما تم استهداف الناشط الإماراتي المعارض «أحمد منصور» برسالة علي تليفونه «iphone 6» في 21 من الشهر الجاري، فلم يفتحها وإنما أرسلها لمجموعة باحثين متخصصين في الموضوع في جامعة تورونتو الكندية والذين بدورهم اكتشفوا الموضوع وأبلغوا شركة «أبل» التي قامت بتحديث برنامج عمل «iPhone 6» بحيث يمنع اختراقه من قبل برنامج التجسس.
واعترفت شركة «أبل» أمس الخميس، بأنها أصدرت تحديثا في نظام تشغيلها هواتفها الذكية لعلاج ثغرة أمنية تسمح بتثبيت برامج للتجسس على هواتف الأشخاص المستهدفين، بمجرد أن يضغط المستخدم على رابط إلكتروني.
وقالت الشركة إن هذا الخلل تم اكتشافه بعد أن نبه «أحمد منصور» باحثين في أمن الإنترنت، إلى رسائل نصية تلقاها على هاتفه، وعثر الباحثون على ثلاث ثغرات لم تكن معروفة من قبل في نظام تشفير «أبل».
وقالت الشركتان اللتان تعاونتا في اكتشاف تلك الثغرات، وهما مختبر »سيتيزن لاب» وشركة »لوك أوت»، إنهما لم يعلنا أي تفاصيل قبل أن تصدر «أبل» تحديثا لعلاج المشكلة.
وتلقى المحامي «أحمد منصور» رسائل نصية، يوم العاشر والحادي عشر من أغسطس/ آب الجاري، وقالت الرسائل إنها ستكشف «أسرارا»، عن أشخاص قيل إنهم تعرضوا للتعذيب في سجون دولة الإمارات العربية، بمجرد أن يضغط المستخدم على الروابط الإلكترونية المرفقة.
وقال مختبر «سيتيزن لاب» إنه إذا ضغط الناشط الحقوقي على تلك الروابط كان سيؤدي ذلك إلى تثبيت برنامج خبيث على هاتفه.
وأضاف المختبر: «وبمجرد تثبيت هذا البرنامج الخبيث على هاتف منصور كان سيصبح جاسوسا رقميا في جيبه، قادرا على توظيف كاميرا الهاتف والميكروفون للتجسس على كل الأنشطة في محيط مكان الهاتف، وكذلك تسجيل مكالماته على برنامج فايبر ورسائل واتس آب وغيرها من التطبيقات، فضلا عن تعقب حركته».
وأعرب الباحثون عن اعتقادهم بأن برنامج التجسس صممته مجموعة «إن إس أو» (NSO)، وهي شركة إسرائيلية متخصصة في الحرب الإلكترونية.
وقالت شركة لوك أوت: «إنها أكثر حزمة تجسس تعقيدا رأيناها على الإطلاق».
من جانبها أصدرت شركة «إن إس أو» بيانا، اعترفت فيه بأنها تصنع تقنية تستخدم في «محاربة الإرهاب والجريمة»، لكنها قالت إنها ليس لديها علم بحوادث محددة، كما لم تشر إلى برنامج تجسس بعينه تورطت فيه.
وقال البروفيسور «آلان وودوارد» الخبير في أمن الإنترنت: «أبل تستجيب بشكل ملحوظ في تقديم علاج لمثل هذه القضايا، لذا أنا أشجع أي مستخدم لنظام تشغيل أي أو إس iOS على تحديث نظامه، وفقا لأحدث نسخة من نظام التشغيل».
حسب هذا التقرير فإن دولة الإمارات تستخدم تكنولوجيا متقدمة جدا في التجسس علي تليفونات مواطنيها والمعارضين داخليا وخارجيا وذلك من خلال إرسال لينك كرسالة بحيث إذا قام الشخص المستهدف بفتحها يتم ليس فقط الحصول علي كل ما علي تليفونه من رسائل وتسجيل مكالماته سواء العادية أو علي الفيبر وواتس آب وإنما أيضا تتبع حركة الشخص ومعرفة مكانه بل وتصويره أيضا. تكلفة البرنامج مليون دولار والأنكي أن الذي تصنعه شركة إسرائيلية.
من جهته قال موقع «معاريف» الإسرائيلي إنّ «هذا النوع من النشاط في مجال البرمجة، هو من نوع الأنشطة التي تختص بها الشركة الإسرائيلية، التي طوّرت تقنيات برمجة تمكن من اختراق كل هاتف محمول فقط من خلال معرفة رقم الهاتف، والتحكم بالجهاز وبالمعلومات المحملة عليه من بعيد».
وكالات-