نشرت وزيرة خارجية «إسرائيل» السابقة، «تسيبي ليفني»، عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، صورة تجمعها مع الأمير، «تركي الفيصل»، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، خلال تواجدهما معا في المنتدي الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس بسويسرا.
الصورة التي تشاركت فيها «ليفني» «والفيصل» الابتسامة تأتي في ملمح جديد من ملامح التطبيع غير الرسمي بين السعودية ودولة الاحتلال«الإسرائيلي»، والتي لم تكن تمر مرور الكرام في سنوات ماضية؛ عندما كانت لجان مقاومة التطبيع ناشطة في المنطقة العربية.
وقالت «ليفني» معلقة على الصورة: «في دافوس مع الأمير السعودي تركي الفيصل بعد مناقشة عملية السلام وقضايا المنطقة مع وزير الخارجية الأردني، ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني».
ولم تضف السياسية «الإسرائيلية» أي تفاصيل أخرى.
التطبيع غير الرسمي.. بين «الفيصل» و«عشقي»
ورغم الموقف السعودي الرسمي الذي لا يعلن عن أي تواصل مع الجانب الإسرائيلي، لكن على الصعيد غير الرسمي شهدت السنوات الأخيرة لقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين سابقين؛ وصلت إلى حد زيارة «إسرائيل»، وهي أمور لم تكن معهودة في الماضي.
وتعد تحركات وتصريحات الأمير «تركي الفيصل»، و«أنور عشقي»، مستشار مجلس الوزراء السعودي الأسبق، الأبرز في هذا الاتجاه.
ففي يونيو/حزيران الماضي، أجرى الأمير «تركي الفيصل» مناظره مع الجنرال الإسرائيلي (احتياط) «يعقوب أميدرور»، مستشار الأمن القومي السابق لحكومة «بنيامين نتنياهو»، نظمها معهد واشنطن للسياسات الشرق الأدنى، حسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.
وآنذاك، قال الأمير السعودي: «إسرائيل لديها سلام مع العالم العربي، واعتقد أن بإمكاننا مجابهة أي تحدي، ومبادرة السلام العربية المقدمة من السعودية في العام 2002 من وجهة نظري تقدم أفضل معادلة لتأسيس السلام بين إسرائيل والعالم العربي».
وأضاف: «التعاون بين الدول العربية وإسرائيل لمواجهة التحديات مهما كان مصدرها سواء كانت إيران أو أي مصدر آخر ستكون مدعمة بصورة أقوى في ظرف يكون فيه سلام بين الدول العربية وإسرائيل، ولا أستطيع أن أرى أي صعوبات بالأخذ بذلك».
وتابع: «أقول دائما للمشاهدين اليهود أنه وبالعقول العربية والمال اليهودي يمكننا المضي قدما بصورة جيدة، وفكروا ما يمكن تحقيقه في المواضيع العلمية والتكنولوجيا والمسائل الإنسانية والعديد من الأمور الأخرى التي بحاجة إلى النظر إليها».
دعوات وتحركات «الفيصل» المروجة لاتفاقية السلام العربية، والداعية للسلام بين «إسرائيل» والعرب، يشاركه فيها، أيضا، بقوة «أنور عشقي».
لكن المعطيات تقول إن «عشقي» تفوق على سابقه؛ إذ أجرى، في يوليو/تموز الماضي، زيارة إلى «إسرائيل» بصحبة وفد من رجال الأعمال والأكاديميين السعوديين، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية «الإسرائيلية»، وهي الزيارة التي وصفت بأنها «غير مسبوقة»، وربما تسجل باسم الرجل في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية.
وقال المتحدث باسم الخارجية «الإسرائيلية»، آنذاك، أن «عشقي»التقى «دوري غولد»، المسؤول في وزارة الخارجية في فندق الملك داوود بالقدس، و«يوآف موردخاي» القائد العسكري المسؤول عن العمليات في الضفة الغربية وغزة، وأعضاء في الكنيست عن احزاب المعارضة.
وقالت صحيفة «هآريتس» العبرية، في حينها، إن زيارة «عشقي» إلى «إسرائيل»، رغم كونها غير رسمية، ما كانت لتتم على الأرجح لو لم تكن هناك موافقة عليها من قبل الحكومة السعودية.
وكانت تقارير وتسريبات سابقة قد تحدثت عن محادثات سرية بين «إسرائيل» وعدد من الدول العربية التي ترى في «إسرائيل» حليفا محتملا في مواجهة الخطر الذي تمثله إيران والأطراف المتحالفة معها في المنطقة.
وكان «عشقي» و«جولد» شاركا في العام 2015 في جلسة لمجلس العلاقات الخارجية الامريكي في العاصمة الامريكية واشنطن، والتقيا على هامش جلسات المجلس، وناقشا «الفرص والتحديات التي تواجه منطقة الشرق الاوسط" كما جاء على موقع المجلس على شبكة الإنترنت.
وتناولت كلمتا «عشقي» و«جولد» الخطر الذي تمثله إيران على أمن بلديهما، وأشارا إلى أنهما عقدا جلسات حوار سرية على مدار أكثر من عام، وأنهما قررا الآن الخروج إلى العلن.
وفي مقابلة مع قناة «آي 24» «الإسرائيلية»، في سبتمبر/أيلول 2015، وصف «عشقي» رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، «بنيامين نتنياهو»، بأنه «رجل قوي وواقعي»، داعيا إياه إلى قبول مبادرة السلام العربية، وطلب مناقشتها مع مصدرها، المملكة العربية السعودية.
ويرأس عشقي حاليا «مركز الأبحاث الاستراتيجية والقانونية»، ومقره في جدة، وهو ضابط سابق في القوات المسلحة السعودية وعمل مسؤولا في الخارجية السعودية لبعض الوقت.
الخليج الجديد-